مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

هل تأخر العيد بسبب رئيس الوزراء السوداني؟

هل تأخر العيد بسبب رئيس الوزراء السوداني؟
SaheehNewsIraq

الكاتب

SaheehNewsIraq
nan تحدث رئيس ديوان الوقف السني مشعان الخزرجي، بشكل موسع، عن كواليس أزمة العيد الفطر الماضي، والتي أدت إلى انقسام الشارع السني في العراق، مؤكدًا بنبرة قاطعة أنّ ما أثير عن تأخير العيد بدفع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني غير صحيح.[*] وأثناء الحديث عن قضية العيد والرؤية الشرعية، وقع الخزرجي في خطأ مكرر، إذ ذكر أنّ علماء فلك أخبروه أنّ الرؤية غير ممكنة لا بالعين المجردة، ولا بـ "المجهر"، ثم عاد وقال غير مرة إنّ الرؤية لم تكن ممكنة بـ "الميكروسكوب". ولا يستخدم "المجهر - الميكروسكوب" في رؤية الهلال، بل التلسكوب، والفارق بينهما شاسع على الرغم من أنهما يعتمدان على قوانين البصريات، كما نفصل في هذا التوضيح الموجز:[1] وظيفة كلّ جهاز الميكروسكوب: يُستخدم لرؤية الأجسام الصغيرة جدًا التي لا تُرى بالعين المجردة، مثل الخلايا والبكتيريا والجزئيات الدقيقة. التلسكوب: يُستخدم لرؤية الأجسام البعيدة جدًا في الفضاء، مثل النجوم والكواكب والمجرات. طريقة العمل يعتمد الميكروسكوب على عدستين رئيسيتين؛ العدسة الشيئية (القريبة من العينة)، والتي تستخدم في تكبير التفاصيل الدقيقة، والعدسة العينية (القريبة من العين) التي تعيد تكبير الصورة مرة أخرى، وهو يحتاج إلى عينة مضاءة (ضوء صناعي أو طبيعي) لتعكس التفاصيل. فيما يعتمد التلسكوب على عدسة أو مرآة كبيرة (لتجميع أكبر كمية من الضوء القادم من الأجسام البعيدة)، وتصلح التلسكوبات العاكسة (التي تستخدم المرايا) لرصد الأجسام الخافتة مثل المجرات. التصميم حجم الميكروسكوب صغير وعادة ما يوضع على طاولة المختبر، ويحتوي على منضدة لوضع العينة وضبطها بدقة. حجم التلسكوب كبير، خاصة التلسكوبات الفلكية في المراصد، ويُثبت على حامل متحرك لتتبع الأجرام السماوية أثناء دوران الأرض. الاستخدامات الشائعة يستخدم الميكروسكوب في المختبرات الطبية لفحص الدم والأنسجة، وفي علم الأحياء لدراسة الكائنات الدقيقة. في حين يستخدم التلسكوب في المراصد الفلكية لرصد الكواكب والنجوم، وفي الاستكشافات الفضائية مثل تلسكوب "هابل" الذي يصور المجرات البعيدة. إذا أردت رؤية خلايا دم حمراء (بحجم 0.007 ملم)، ستستخدم الميكروسكوب، في حين ستستخدم التلسكوب إذا أردت رؤية كوكب زحل (يبعد حوالي 1.2 مليار كيلومتر عن الأرض). وبدأ استخدام التلسكوبات الفلكية في البلدان العربية بشكل محدود في القرن التاسع عشر، مع إنشاء المراصد الحديثة مثل مرصد القاهرة عام 1868. ومع ذلك، اقتصر الاستخدام آنذاك على الأبحاث الفلكية العامة دون التركيز على رصد الهلال تحديدًا، فيما شهد العقد الأول من الألفية الثالثة طفرة في إنشاء المراصد المتخصصة برصد الأهلة.[2] وتعتمد بروتوكولات لرصد الهلال تشمل؛ التحقق من زاوية ارتفاع القمر التي يجب أن تتجاوز 5 درجات فوق الأفق، وقياس البعد الزاوي عن الشمس بما لا يقل عن 8 درجات، وعمر الهلال الذي يجب أن لا يقل عن 15 ساعة بعد الاقتران. في العراق تعتمد ثلاثة مراصد رئيسية:[3] مرصد بغداد الفلكي (تأسس 1982): مجهز بتلسكوب بقطر 30 سم، لكنه يعاني من نقص الصيانة. مرصد أربيل الجوي (تأسس 2015): يستخدم تلسكوبات آلية متصلة بأقمار صناعية لرصد الهلال. مرصد النجف (تأسس 2022): أول مرجعية دينية تتبنى التكنولوجيا الحديثة في الرصد. وتشير تقارير مركز الفلك الدولي إلى أن 60% من محاولات الرصد في العراق تفشل بسبب التلوث الضوئي، خاصة في المدن الكبرى مثل بغداد والبصرة، الظروف الجوية مثل الغبار الموسمي الذي يقلل الرؤية بنسبة 70%، فضلاً عن نقص الخبرات، إذ يعتمد 80% من الراصدين على التدريب الذاتي دون شهادات معتمدة، بحسب المركز.[4] أزمة عيد الفطر 2025:[5] وأثار عدم اتفاق الوقف السني في العراق مع موعد العيد الذي أعلنته السعودية، استنادًا إلى عدم ثبوت رؤية الهلال بسبب الغيوم، واعتمادًا على الحسابات الفلكية، انقسامًا غير مسبوق، واتهامات كبيرة ضد رئيس الوقف مشعان الخزرجي. وفي تعليقه خلال المقابلة المتلفزة الأولى، أكّد الخزرجي أنّ تحديد موعد العيد استند إلى آراء أساتذة متخصصين في علم الفلك من بينهم "الأستاذ الدكتور حميد مجول أستاذ الفلك في العراق ورئيس جامعة الشارقة"، كما أكّد أنّ علماء الفلك ضمن لجنة الرصد المعتمدة من قبل الوقف "أصروا أنّ يكون العيد يوم الإثنين 31 آذار مارس". وأشار الخزرجي، أنّ هذا الرأي حظي بموافقة كبار علماء الدين السنة في الوقف السني والمجمع الفقهي العراقي، بما فيهم رئيس المجمع أحمد حسين الطه. ونفى الخزرجي بنبرة قاطعة أنّ تكون هناك دوافع سياسية وراء تأخير موعد العيد، وقال: "هذه قضية شرعية، قضية عقيدة"، كما نفى ما أثير من حديث عن تدخل رئيس مجلس الوزراء لتوحيد العيد بين السنة والشيعة، مؤكدًا أنّ السوداني "برئ، ولم يتدخل إطلاقًا".