مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

هل تمت إقالة المدرب خيسوس كاساس بعد هزيمة المنتخب العراقي؟

هل تمت إقالة المدرب خيسوس كاساس بعد هزيمة المنتخب العراقي؟
SaheehNewsIraq

الكاتب

SaheehNewsIraq
nan خلال وقت قصير من نهاية مباراة المنتخب العراقي أمام نظيره الفلسطيني التي انتهت بخسارة صادمة عقدت مسار أسود الرافدين إلى مونديال 2026، انتشرت بشكل واسع أخبار عن إقالة المدرب الإسباني خيسوس كاساس، بالتزامن مع حالة من الغضب عاشتها الأوساط الرياضية إثر النتائج السلبية والأداء غير المقنع. وانتشرت الأخبار بسرعة عبر الصفحات والمنصات الرياضية وبعض وسائل الإعلام، مع معلومات عن اجتماع طارئ للاتحاد للنظر في الخيارات المتاحة لخلافة كاساس على رأس الفريق الفني للمنتخب العراقي بكرة القدم، قبل أنّ يتبين أنّ "أخبار كاذبة" كان هدفها "تنفيس الضغط الجماهيري"، إذ أنّ الشروط التي أبرمها المدرب الإسباني معقدة ولا يمكن فسخها بهذه السرعة والسهولة، كما سيتضح من خلال هذا التقرير: انهيار أمام فلسطين! كان المنتخب العراقي على بعد دقائق قليلة من اللحاق بمتصدر المجموعة وبفارق نقطة واحدة في المباراة أمام نظيره الفلسطيني، مساء أمس الثلاثاء، في الجولة الثامنة من منافسات المجموعة الثانية للتصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، لكنه تلقى هدفين في ظرف أقل من 10 دقائق، بعد أداء هزيل خلال الشوط الثاني. وبهذه النتيجة تجمد رصيد العراق عند النقطة 12 خلف الأردن 13 نقطة، وكوريا 16، ورفع فلسطين رصيده للنقطة 6 بالمركز الخامس في المجموعة.[1] أسباب للخسارة:[2] ويمكن تلخيص أسباب الخسارة التاريخية بعوامل مرتبطة بالإدارة الفنية والتحضير الذهني للمباراة، فضلاً عن إجراءات تنظيمية يتحملها اتحاد الكرة، أبرزها: 1. تراجع اللياقة البدنية أظهر لاعبو المنتخب تراجعًا ملحوظًا في اللياقة البدنية خلال الشوط الثاني، خاصة في الدقائق الأخيرة من المباراة. ورغم التقدم بهدف أيمن حسين في الدقيقة 34، لم يتمكن الفريق من الحفاظ على وتيرة الضغط الهجومي، مما سمح للفلسطينيين بالسيطرة. هذا التراجع البدني تجلى بشكل واضح في الدقائق 88 و90+7، حيث سجلت فلسطين هدفَي التعادل والفوز عبر استغلال التمركز الدفاعي الخاطئ وردود الفعل البطيئة. 2. أخطاء تكتيكية فادحة تحول العراق إلى لعب دفاعي بعد التقدم، رغم عدم امتلاكه خط دفاع منظم. لم يُظهر المنتخب العراقي خطة واضحة طوال المباراة، ولم يتدارك كاساس التراجع خلال الشوط الثاني، بينما اعتمد الفلسطينيون على خطط مرنة واستغلال الكرات الثابتة. إهمال تدريبات الكرات الثابتة: سجلت فلسطين هدفَيها عبر كرة ثابتة (ركنية)، مما يشير إلى ثغرات دفاعية في التعامل مع هذه المواقف، ما يعكس أنّ ضعف التدريبات الدفاعية للتعامل مع الكرات الثابتة. 3. لا إعداد ولا استقرار يواجه الفريق التدريبي واتحاد الكرة انتقادات كبيرة عن غياب رؤية استراتيجية لإعداد الفريق، سواء في اختيار اللاعبين أو التعامل مع الضغوط النفسية. 4. سوء إدارة .. لماذا لعبنا في الأردن؟ أثارت موافقة الاتحاد العراقي على لعب مباراة فلسطين في عمان، أرض المنافس المباشر على بطاقة التأهل، علامات استفهام، وكان تأثير وجود المشجعين الأردنيين واضحًا وكبيرًا بحسب كابتن المنتخب العراقي أيمن حسن الذي انتقد الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بهذا الخصوص.[3] 5. أداء فلسطيني استثنائي: وسط كلّ هذا لا يمكن تجاهل الأداء القتالي للمنتخب الفلسطيني، الذي استغل أخطاء العراق بذكاء، ولعب بتركيز كبير في الدقائق الأخيرة عبر تنفيذ خطط هجومية على الأجنحة، واستغلال الكرات الثابتة. أخبار كاذبة لـ "تنفيس الغضب فقط"! وفور إنتهاء المباراة تناقلت وكالات محلية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي أخبارًا عن إقالة مدرب المنتخب خيسوس كاساس، بسبب سوء النتائج في المباريات الأخيرة، وبدأ الحديث عن طرح أسماء بديلة من بينها اسم المدرب عدنان حمد.[4] لكن هذه الأخبار لم تكن سوى "محاولة لتنفيس غضب الأوساط الرياضية"، مررت عبر وسائل إعلام ومنصات بعضها "على صلة باتحاد الكرة"، كما علم "صحيح العراق" من مسؤول رياضي. ولم يصدر أي قرار رسمي عن اتحاد الكرة بخصوص وضع المدرب كاساس[5]، فيما أكّد المدير الإداري للمنتخب الوطني مهدي كريم، أن المكتب التنفيذي في اتحاد الكرة "سينظر في اجتماعه المقبل إقالة مدرب المنتخب الوطني خيسوس كاساس من عدمه". وقال كريم للوكالة الرسمية، إن "إقالة المدرب كاساس يحتاج إلى اجتماع للمكتب التنفيذي ولا يستطيع أحد اتخاذ قرار شخصي".[6] وخلال المؤتمر الصحافي بعد المباراة، أكّد المدرب كاساس أنّه لن يستقيل نتيجة الخسارة، وقال إنّ هذا القرار مرهون بالاتحاد العراقي لكرة القدم، كما أكّد أنّ الجميع "المدرب واللاعبين" يتحملون مسؤولية الخسارة.[7] الاتحاد في ورطة.. العقد مفخخ! في الأثناء أعلن عضو لجنة الشباب والرياضة في مجلس النواب أمير المعموري، فتح تحقيق في العقد المبرم بين الاتحاد العراقي لكرة القدم والمدرب كاساس، وكذلك بالعقد مع رابطة الدوري الإسباني "لا ليغا". وتكشف المراجعة الأولية للعقد، بحسب المعموري، عن "كوارث" وشروط معقدة لن تجعل من السهل على اتحاد الكرة فسخ العقد، فضلاً عن شرط مالي تصل قيمته إلى نصف مليون دولار، إضافة إلى الأجور الكاملة:[8] إذا أراد الاتحاد العراقي لكرة القدم إنهاء العقد مع المدرب الرئيسي قبل الأوان مع أو بدون سبب وجيه في أي وقت يجب إخطار المدرب بهذا الإنهاء مسبقًا من خلال إشعار مدته 30 يومًا. يتم منح المدرب الرئيسي تعويضًا عن هذا الإنهاء، بالإضافة إلى جميع المستحقات المالية المعلقة في النهاية مثل المكافآت، بما في ذلك الاتفاقات الشفهية، ونفقات السفر وما إلى ذلك أو أي تعويض معلق آخر بقيمة 500 ألف دولار أميركي في أي وقت أثناء مدة العقد من (2024/11/5 ولغاية 2027/1/31). في حالة رغبة المدرب الرئيسي في إنهاء العقد مع الاتحاد العراقي لكرة القدم قبل الأوان مع أو بدون سبب وجيه فيتعين عليه دفع نفس المبلغ وهو 500 ألف دولار في أي وقت خلال مدة العقد من (2024/11/5 ولغاية 2027/1/31). في جميع الأحوال إذا أنهى الاتحاد العراقي لكرة القدم عقد المدرب الرئيسي قبل الأوان ومن جانب واحد فسيكون الأخير ملزمًا في نفس الوقت بإنهاء عقود جميع المدربين المساعدين معًا. إذا لم يتصرف الاتحاد العراقي لكرة القدم بنفس الطريقة يعتبر الاتحاد العراقي لكرة القدم قد انتهك بشكل خطير شروط عقد المدرب الرئيسي بدون سبب وجيه. ماذا تبقى للمنتخب العراقي؟ ولم تبق أمام المنتخب العراقي من سبيل للوصول إلى مونديال 2026، إلاّ الظفر بالنقاط الكاملة خلال المواجهتين المقبلتين في شهر يونيو المقبل، أمام كوريا الجنوبية في مباراة ستلعب على أرض المدينة الرياضية في البصرة، يوم 5، ثم أمام الأردن في العاصمة عمان يوم 10 من الشهر نفسه، وهما المباراتين الأصعب في مشوار التصفيات.[9]