مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
صحيح مصر يكشف:
حقيقة تعرض شواطئ مصر لتسونامي بعد انحسار مياه البحر المتوسط
السواحل المصرية ليست مهددة بـ تسونامي.. ولكن تعاني من تصاعد الأمواج منذ 22 شهرًا بسبب تغيرات مناخية
بالتزامن مع إعلان الحكومة المصرية إغلاق بعض الشواطئ ومنع السباحة في محافظات مطروح وبورسعيد وكفر الشيخ، انتشرت أخبار على مواقع التواصل الاجتماعي، عن احتمالية تعرض السواحل الشمالية لمصر المطلة على البحر المتوسط إلى موجات تسونامي، ناجمة عن الزلزال الذي ضرب الساحل الغربي لجزيرة كريت التابعة لليونان يوم 21 يوليو الجاري، وتبعد 440 كليومترًا عن السواحل المصرية.
ولكن تحدث صحيح مصر إلى عدد من المسؤولين والمتخصصين في رصد التغيرات الطبيعية في المعهد القومي لعلوم البحار واللجنة الدولية لعلوم المحيطات التابعة لليونسكو، وأكدوا أن السواحل الشمالية ليست مهددة من موجات تسونامي مقبلة، ولكن تُعاني من أزمتي تصاعد الأمواج وانحسار البحر من الشواطئ، منذ أكثر من 22 شهرًا، بمعدلات وصلت إلى ارتفاع 7 أمتار، بسبب تغييرات في حالة الطقس والضغط الجوي والمد والجزر على طول سواحل البحر المتوسط.
كما نفت الحكومة المصرية، إغلاق الشواطئ نتيجة وجود مخاطر من تعرض السواحل المصرية لتسونامي نتيجة النشاط الزلزالي في البحر المتوسط، منوهة أن النشاط الزلزالي المسبب لموجات التسونامي في البحرين الأحمر والمتوسط ضعيف للغاية.
دحض الإدعاء
هل هناك تأثيرات لزلزال كريت على السواحل المصرية؟
"زلزال كريت لن يتسبب بأى حال من الأحوال في وجود ما يسمى بتوابع بحرية تصل لحد التسونامي"، يقول مصدر قيادي بـمركز الحد من المخاطر البحرية بالمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد التابع لوزارة التعليم العالي، لصحيح مصر. وتابع أن زلزال كريت بلغت قوته 5.3 ريختر، ولا توقعات بحدوث تسونامي بدون أن تتخطى قوة الزلزال 7 ريختر.
ما أسباب منع السباحة في بعض الشواطئ المصرية؟
المصدر في مركز الحد من المخاطر، قال إن قرار منع المصطافين من نزول البحر في بعض المحافظات قرارًا احترازيًا خوفًا من عمليات سحب التيار والأمواج المرتفعة وانحسار المياه عن بعض الشواطئ المصرية، وتلك الظاهرة تجلت بوضوح الأسبوع الماضي في محافظتي بورسعيد وكفر الشيخ.
إذ زاد انحسار المياه في بعض شواطئ المحافظتين، وظهرت المساحة الرملية للشاطئ أكبر من المعتاد، بسبب وجود ميل أفقي بلغ نحو 10 سم، ووصول الجزر إلى ذورته بنحو 30 سم، في حين لم تتأثر شواطئ العجمي في الإسكندرية بهذه الظاهرة.
هل ظاهرة انحسار الشواطئ جديدة؟
بحسب المختصون في حديثهم لصحيح مصر، فإن الشواطئ المصرية تعاني من تلك الظاهرة منذ أكثر من 22 شهرًا، أي قبل زلزال جزيرة كريت.
وما أسباب تلك الظاهرة؟
= يقول عضو باللجنة الدولية لعلوم المُحيطات التابعة لليونسكو، إن هناك تعاون بين اللجنة والحكومة المصرية لدراسة أوضاع المد والجزر وتأثيره على إنحسار المياه، مبررا ما يحدث بسبب الضغط الجوي على طول ساحل البحر المتوسط الذي قد يكون بسبب قلة الأمطار هذا العام في دول البحر المتوسط.
= وأشار المصدر إلى أن قلة الأمطار تُسبب انخفاضاً بمنسوب مياه البحر المتوسط، ولا نستطيع أن نُسميه انحسارا.
= أيضا من بين الأسباب المطروحة أن يكون اختلاف ضغط الهواء، تسبب في تراجع منسوب المياه في بعض الأحيان.
= وأكد في نهاية حديثه أن كلها تفسيرات قيد الدراسة في الوقت الحالي، لكن ما يحدث في سواحل مصر، يحدث تقريبا في غالبية سواحل لبنان وتركيا وسوريا المطلة على البحر المتوسط، ووفقا للتوقعات سيعود منسوب المياه في السواحل التي تعرضت للانحسار لطبيعتها خلال 14 يوم.