---

دحض الإدعاء

** ما هو فقر الدم أو الأنيميا؟ = بحسب منظمة الصحة العالمية، فقر الدم هي حالة يقل فيها عدد خلايا الدم الحمراء أو تركيز الهيموجلوبين في داخلها عن المعدل الطبيعي، ما يتسبب في قلة قدرة الدم على حمل الأكسجين إلى أنسجة الجسم. ويؤدي فقر الدم إلى أعراض مثل التعب والضعف والدوخة وضيق التنفس، ويعتبر أكبر أسبابها نقص المغذيات بسبب النُظم الغذائية غير الملائمة أو عدم الامتصاص الكافي للمغذيات، ورجحت الصحة العالمية أن السبب الأكبر فيما يتعلق بنقص التغذية للإصابة بالأنيميا هو نقص الحديد (2) ** ثلث نساء مصر مصابات بفقر الدم = يكشف آخر مسح صحي عام 2022، أنه 38% من السيدات ممن سبق لهن الزواج في الفئة العمرية بين 19 إلى 45 عامًا مصابات بمرض الأنيميا أي من بين كل ثلاث سيدات هناك واحدة تعاني من فقر الدم أو الأنيميا، وهذا العدد مرشح للزيادة في العام 2024. = زادت تلك النسبة من 25% من السيدات المتزوجات من نفس الفئة العمرية عام 2014 -وقت تولي الرئيس السيسي حكم مصر- إلى 38% بزيادة 13% خلال سبعة أعوام. = واحتلت السيدات في المحافظات الحضرية المرتبة الأولى في الإصابة بالأنيميا بنسبة 46% وحصلت الفئة العمرية ما بين 40 لـ 49 عاما، على نصيب الأكبر وفقًا للتصنيف العمري، بنسبة 40 % من حجم الإصابات. (1) = وتُعاني نحو نصف مليار سيدة على مستوى العالم في الفئة العمرية بين 15 إلى 49 سنة من مرض الأنيميا، منهم 244 مليون سيدة مصابة في جنوب شرق أسيا، و106 مليون سيدة في إفريقيا، وفقًا لتقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية في مايو 2023. (2) ** مستويات الإصابة بالأنيميا = يشرح أستاذ بالمعهد القومي للتغذية التابع لوزارة الصحة مستويات الإصابة بالأنيميا لصحيح مصر، أن قطاع كبير من السيدات في مصر -وفقا لما يشاهده دوريًا من حالات بالمعهد- يعانين بدرجات مختلفة مما نسميه بالأنيميا الغذائية، وهو نقص فيتامين "ب" المركب وأنيميا نقص الحديد، وهي الأكثر انتشارا وخاصة في الدول النامية نظرا لنقص الغذاء وعدم اتباع أساليب التغذية الصحية". = ويضيف لصحيح مصر، أن هناك ثلاث مستويات من الأنيميا "حادة ومتوسطة وبسيطة"، وأغلب النساء المصريات تعاني من الأنيميا المتوسطة والبسيطة، وعلاجها يكمن في تناول أطعمة غنية بالحديد أبرزها اللحوم الحمراء، وبعض الأطعمة البحرية والكبدة. = لكن راتب ميادة لايكفي لتأمين احتياجاتها الغذائية من اللحوم الحمراء أو البروتينات الموجودة في المأكولات البحرية أو الكبدة، إذ تُقسم ميادة راتبها بين 1500 جنيه إيجار شهري لشقتهم المتواضعة، والباقي لمصروفات طفليها الدراسية وسداد فواتير الكهرباء والغاز والمياه. هذا بالإضافة إلى مصروفاتهم العلاجية، والباق لسد احتياجاتهم الغذائية، والتي في الأغلب تنطوي على الكثير من الكربوهيدرات، فيما تكتفي ميادة وطفليها بتناول اللحوم مرتين شهريًا وأحيانًا مرة واحدة. = وتشرح ميادة بشكل تفصيلي وجبات أسرتها الصغيرة: "في الإفطار عادة ما يكون الفول والطعمية، وفي وجبة الغذاء أرز أو مكرونة مع بطاطس، وفي الغالب العشاء يكون بواقي الغذاء"، مشيرةً إلى أن تناولها اللحوم عادة ما يكون في الأسبوع الأول من الشهر كونه يتواكب مع أيام تحصيل الشهرية. في النهاية تختم ميادة حديثها قائلة :" المهم نكفي عيالنا ومنتحوجش لحد" ** تراجع معدلات استهلاك اللحوم والدواجن = وفي العام 2022، وبالتزامن مع نشر المسح الصحي، كشفت دراسة أخرى أجراها المعهد الدولي لبحوث الغذاء بالتعاون مع بنك الطعام المصري، أن 13 % من النساء حصلن على كميات أقل من البروتين مقارنة بنسبة أعلى من الدهون والكربوهيدرات، وأن 78 % تمكنوا من الوفاء باستهلاكهم اليومي من الغذاء من الكربوهيدرات أكثر من البروتين أو الدهون بسبب تكلفتها الأرخص. = أُجريت تلك الدراسة على أكثر من 6 آلاف حالة في 23 محافظة، وركزت على حالات الأرامل والمطلقات وزوجات السجناء، موضحةً أن أكثر من نصف السيدات المعيلات يأكلن بشكل غير كاف وأن الشابات بين 16 إلى 35 عامًا ووزوجات السجينات لديهن أكبر عجز في السعرات الحرارية (3) معاناة المصريين في توفير الغذاء = يعانى المصريون من عدم قدرتهم على تنويع استهلاكهم من الغذاء بسبب ارتفاع معدلات التضخم وزيادة الأسعار، إذ خفض نحو 85 % من الأسر المصرية استهلاكها من اللحوم. = فيما خفض نحو 75 % من الأسر استهلاكها من الدواجن والبيض، ونحو 61 % خفضت استهلاكها من الأسماك، و60% خفضوا استهلاكهم من الألبان ومنتجاتها، وفقًا لدراسة أخرى للمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية في 2022. = ويشير تقرير معهد البحوث إلى تراجع محتمل في جودة النظام الغذائي المصري وزيادة معدلات سوء التغذية، نتيجة للأزمة الاقتصادية وتآكل القيمة الشرائية للعملة المحلية، واتجاه الكثير من الأسر لتناول المكرونة والبطاطس كونها الأقل الإنفاقًا. ** زيادة أسعار المواد الغذائية = وتلك الأرقام مرشحة للزيادة، إذ قفز قفز الرقم القياسي لأسعار الطعام في مصر بشكل كبير، على مدار العامين الماضيين، إذ زاد معدل أسعار الطعام من 111.6 نقطة في يناير 2022 إلى 165.4 نقطة في يناير 2023 بنسبة زيادة تبلغ 48%، ثم زادت الأسعار إلى 243.6 نقطة بحلول يناير 2024 بنسبة زيادة 47.2% عن يناير 2023. = أيضًا ارتفعت أسعار المشروبات من 107.2 نقطة في يناير 2022 إلى 224.5 نقطة في يناير 2024 بنسبة زيادة 109.4%. = ويتماشى ذلك مع تقدير الجهاز المركزي للإحصاء في تأثر حوالي 65.8% من الأسر المصرية من تغير نمط إنفاقهم على السلع الغذائية بسبب أزمة ارتفاع الأسعار في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية في 2022. = أيضًا وصل معدل السكان القابعين تحت خط الفقر نحو 29.7% بحسب آخر نسخة للدخل والإنفاق والتي صدرت في منتصف عام 2020، قبل وصول سعر صرف الجنيه إلى 30.9 جنيهًا بشكل رسمي، وأكثر من 40 جنيهًا في السوق الموازي. = وارتفعت أسعار البروتينات من اللحوم الحمراء أو البيضاء بشكل كبير خلال العامين الماضيين، بعدما وصل متوسط سعر كيلو اللحوم الحمراء إلى 388 جنيهًا، وكيلو الدواجن الطازجة إلى 111 جنيهًا، فيما وصل سعر كيلو الجبن إلى 137 جنيهًا، وسعر كيلو اللبن السائب إلى 28 جنيهًا واللبن المعبأ إلى 40 جنيهًا، بحسب بوابة أسعار مجلس الوزراء.