مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

الوجه الآخر للحشاشين في مصر (أكبر) خلف المسلسل الرمضاني تقدير حكومي وأعمال تنموية بنوا حديقة الأزهر ورمموا مساجد الدرب الأحمر ويساعدون النساء والمزارعين في أسوان

الوجه الآخر للحشاشين في مصر (أكبر)
 خلف المسلسل الرمضاني تقدير حكومي وأعمال تنموية
بنوا حديقة الأزهر ورمموا مساجد الدرب الأحمر ويساعدون النساء والمزارعين في أسوان
Saheeh Masr

الكاتب

Saheeh Masr
nan

الإدعاء

أنتجت الشركة "المتحدة" المملوكة للدولة المصرية مسلسل "الحشاشين"، والتي يتناول قصة نشأت الطائفة الإسماعيلية النزارية الشيعية، والمعروفة باسم جماعة "الحشاشين" وإمامهم الأول حسن الصباح، والتي مارست العنف والاغتيالات ضد خصومها في القرن الحادي عشر. ورغم عدم وجود تمثيل حقيقي لأتباع الطائفة بين المصريين، ولكن لهم أثرًا واضحًا عبر الأعمال التنموية لشبكة الآغا خان للتنمية، وتعاونًا واضحًا مع الحكومة المصرية في تمويل مشروعات ترميم الآثار الإسلامية، كما تجد الجماعة تقديرًا من المسؤولين المصريين، إذ يلتقي إمام الحشاشين الحالي والخليفة الـ 48 لحسن الصباح، كريم أغاخان، بقيادات حكومية مصرية بشكل دوري. وظهر هذا التقدير أيضًا، في إرسال الحكومة المصرية سيناريو الحشاشين إلى إمام الطائفة الحالي كريم آغا خان، لمراجعته قبل تحويله إلى عمل درامي، وذلك بحسب تصريحات حصل عليها صحيح مصر من أحد أعضاء الإدارة التنفيذية للمؤسسة التنموية التابعة للطائفة في مصر. يرصد صحيح مصر في هذا التقرير الوجه الآخر للحشاشين في مصر، وهو وجه مغاير للرواية الدرامية الواردة في المسلسل التليفزيوني، لا تخلو من تقدير وتعاون حكومي، وإنفاق سخي على أعمال التطوير والتنمية في منطقة القاهرة الفاطمية والدرب الأحمر، وأسوان.

دحض الإدعاء

العلاقة مع مصر ** ارتبطت جماعة الإسماعيلية النزارية بمصر منذ نشأتها، إذ أسسها الإمام الأول حسن الصباح ولاءً لنزار الابن الأكبر المستنصر بالله للخليفة الفاطمي حاكم مصر وقتها، والذي أقصاه شقيقه الأصغر المستعلي بالله عن الحكم، بعد وفاة والدهما، عام 487 هجريًا - 1094 ميلاديًا لذلك اسموا أنفسهم بالطائفة الإسماعيلية النزارية، نسبة إلى نزار بن المستنصر بالله. = إلى جانب العلاقة التاريخية والروحية مع القاهرة التي بناها الخليفة الفاطمي الرابع والإمام الإسماعيلي الرابع عشر المُعز لدين الله الفاطمي عام 969 ميلادية. = وزاد هذا الارتباط، في الخمسينات، بعد اختيار الإمام الثامن والأربعون للطائفة، محمد شاة الحسيني، لمحافظة أسوان، ليعيش فيها لفترة للعلاج من الروماتيزم، وفيها تزوج الفرنسية، البيجوم أم حبيبة، وبنى مقبرته في الجبل الغربي على الطراز الفاطمي، ودفن فيها هو وزوجته، وتحولت إلى ضريح يرتاده أتباع الطائفة في ذكراه، قبل أن تتفق الطائفة مع الحكومة المصرية على إغلاقه. ** الحشاشون في القرن الواحد والعشرين ورغم تاريخ الطائفة الدموي في القرن الحادي عشر، إلا أن من تبقى من أتباعها في القرن الواحد والعشرين، ويقدر عددهم ما بين 10 و12 مليون شخص حول العالم، بعيدون كل البعد عن أعمال العنف، إذ يعيش نحو 250 ألفًا يعيشون في المنطقة العربية، وغالبيتهم في سوريا في مدينة السلمية، وبعض القرى والمدن المجاورة لها مثل مصياف والقدموس ونهر الخوابي. يقود الفرقة الإمام كريم آغا خان، هو رجل أعمال بريطاني من أصل باكستاني مولود في سويسرا في عام 1936، وتولي رئاسة الطائفة عن عمر الـ20 عامًا، وفي عام 2015 نشرت فوربس أن ثروة كريم الآغا خان تقدر بنحو 800 مليون دولار. وتنشط مؤسسته شبكة "الآغا خان" للتنمية، في مناطق النزاريين في سوريا، وتقدم الدعم والمعونات النازحين بسبب الحرب، وهي مؤسسة كان هدفها في البداية تقدم الرعاية ودعم إلى أبناء الطائفة في جنوب آسيا وشرق إفريقيا وسوريا، ولكن سرعان ما توسعت أعمالها إلى نحو 30 دولة حول العالم، وتركزت أعمالها في المنطقة العربية في مصر وسوريا والإمارات. ** المشاركة في تطوير القاهرة التاريخية تجلى وجود الحشاشين في محافظتي القاهرة وأسوان، عبر أعمال جمعية "الآغا خان" للتنمية، وتأتي حديقة الأزهر في مُقدمة المشروعات التي نفذتها الطائفة في مصر عبر ذراعها غير الربحي صندوق الآغا خان للثقافة. ويقول مسؤول في الإدارة التنفيذية للمؤسسة لصحيح مصر إن الحديقة أعلن عن تأسيسها إمام الطائفة الحالي، كريم الآغا خان، في العام 1984، ودخلت الخدمة رسميًا في العام 2005، إذ قالت الشبكة إنها تكلفت 30 مليون دولار، وكانت هدية من الأغا خان للقاهرة، إذ حولت الجمعية مكب للنفايات إلى حديقة ، واستوحت تصميم الحديقة من الحدائق الإسلامية التاريخية. كما امتدت أعمال الطائفة إلى التعاون مع وزارة الآثار في تمويل تطوير عدة مساجد مثل ترميم مسجد الأمير "آق سنقر" أو ما يُطلق عليه الجامع الأزرق، الذي أغلق عقب تضرره من زلزال القاهرة عام 1992، كما مولت الطائفة أيضًا تطوير مجمع خاير بيك في باب الوزير بالدرب الأحمر. وشملت أعمال المؤسسة ترميم جزءًا من السور الأيوبي الشرقي لمدينة القاهرة، بتكلفة بلغت نحو 20 مليون جنيه. وفي العام 2000 دشن الصندوق الثقافي للشبكة، مشروع إعادة تأهيل المباني السكنية في حي الدرب الأحمر، وتحسين الشوارع المحيطة بتلك المساكن التراثية، وتأسيس مرافق للرعاية الصحية لسكان المنطقة وفي العام 2011، أسس برنامج "الآغا خان" للموسيقى مدرسة الدرب الأحمر للفنون، لتعليم أطفال الدرب الأحمر فنون الموسيقى، من الإيقاع والآلات النحاسية، وفنون السيرك. وفي العام 2018، شارك الحشاشون في تنفيذ مسارًا سياحيًا يربط بين مجموعة من المباني الأثرية في منطقة الدرب الأحمر، بالشراكة مع الحكومة المصرية وصندوق الاتحاد الأوروبي، وافتتح ذلك المسار السياحي رسميًا في فبراير 2023، وقال أمين المجلس الأعلي للآثار مصطفى وزيري، وقت افتتاحه، إنه يقع على امتداد 2 كيلو متر ويشمل 12 موقعًا أثريًا. وفي محافظة أسوان تنشط إحدى الجمعيات التنموية التابعة لشبكة آغا خان، وهي باسم زوجة إمام الطائفة الراحل الفرنسية الأصل ايفيت لا بدوس التي لُقبت بـ" أم حبيبة"، وهى مؤسسة غير ربحية تأسست عام 1991 تحت إشراف وزارة التضامن الاجتماعي. وتعمل في مجالات الزراعة والأمن الغذائي، والإدماج الاقتصادي، وتمكين المرأة داخل محافظة أسوان. تقدير حكومي في فبراير عام 2015، زار الإمام الحالي للطائفة النزارية كريم الآغا خان مصر، والتقى رئيس مجلس الوزراء آنذاك، المهندس إبراهيم محلب، إذ شاركا سويًا في افتتاح الجامع الأزرق، بعد تطويره بتمويل من الطائفة. كما كرمه محافظ أسوان، وقتها، مصطفى يسري، إمام الطائفة، ومنحه درع المحافظ، تكريمًا لجهود مؤسساته في تقديم الدعم للمجتمع المحلي في أسوان، والإنفاق على الأعمال الخيرية. ظهر أيضًا هذا التقدير، في إرسال الحكومة المصرية سيناريو مسلسل الحشاشين الذي يعرض في رمضان إلى إمام الطائفة لمراجعته، قبل إنتاجه، إذ يقول ممثل للإدارة التنفيذية لمؤسسة آغا خان لصحيح مصر: "سيناريو المسلسل راجعته إدارة شبكة الأغا للتنمية"، مشيرًا أن النص الدرامي عُرض على السيد كريم الأغا خان قبل تحويله لعمل درامي، وذلك في إطار التعاون المستمر بين الشبكة والحكومة المصرية التي تعد شريك رئيسي في كل أعمال الشبكة في مصر. كما أوضح أن ما يُعرض حاليا ضمن أحداث المسلسل ليس للشبكة أى اعتراض عليه ولا ردود سلبية، مكُتفيا بالرد على سؤال " صحيح مصر" إذا كان زعيم الطائفة الحالي كريم الأغا خان أو من ينوب عنه قد طلبوا تعديلات في النص المكتوب للمسلسل بأنه لا يملك بأن يصرح سوى بأن المسلسل في شكله الحالي لا يضرهم عرضه.