📌 بعد أسبوع من قطع إسرائيل جميع الإمدادات الإنسانية عن قطاع غزة، وإغلاق المعابر، أعلنت دولة الاحتلال الإ.سـر.ائيلي، الأحد 9 مارس 2025، قطع تيار الكهرباء، في محاولة للضغط على حركة حماس لإطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزين لديها.
◾ هذا القرار يُفاقم الأزمة الإنسانية، ومعاناة 2 مليون فلسطيني، وحولت القطاع لمكان غير قابل للسكن، بعد الحرب التي بدأت في 7 أكتوبر عام 2023.
◾ الدمار الهائل الذي سببته إ.سـ.ر.ائيل، أدى لنزوح حوالي 1.9 مليون (ما يقرب من 90% من السكان) وأدت إلى معاناة كبيرة لآلاف الأطفال.
◾ ويواجه آلاف الأطفال الذين نجوا من الموت قصفًا، خطر الوفاة بسبب الطقس الشتوي والمأوى غير الكافي، فضلًا عن غياب الرعاية الصحية، وسوء التغذية، وهو ما يوضحه فريق متصدقش في التقرير التالي:⬇️⬇️
⭕ من نجا من القصف مات من البرد
◾ خلال الحرب، قتلت إسـ.ر.ائيل ما يقرب من 50 ألف فلسطيني، وأصيب أكثر من 110 آلاف، نصفهم من النساء والأطفال وكبار السن.
◾ من بين 17 ألف 800 طفل قتلتهم إسرائيل خلال الحرب، وثقت وزارة الصحة الفلسطينية، تفاصيل قتل 13 ألف و319 طفلًا ، من بينهم 786 طفلًا تقل أعمارهم عن عام واحد، بسبب القصف الإسرائيلي على القطاع، الذي استمر نحو 15 شهر. وحتى 7 أكتوبر 2024، فقد 35 ألف و55 طفلا أحد الوالدين أو كليهما.
◾ ويواجه الأطفال الناجون من القصف الإسرائيلي، خطر الوفاة بعد آثار الحرب، وانعدام الغذاء، والمأوى، ونقص الرعاية الصحية، والأدوية، نتيجة الحصار الإسـ.ر.ائيـلي، والدمار الذي خلفته الحرب.
◾ ويعيش أكثر من مليون طفل غزاوي، في خيام مؤقتة، وسط برد قارس و ظروف معيشية صعبة، أدت إلى وفاة 14 رضيع وحديثي ولادة، منذ ديسمبر 2024، بسبب انخفاض درجات حرارة أجسامهم، بحسب تقارير الأمم المتحدة.
◾ كان يمكن تفادي الوفيات بسبب الشتاء، بحسب المنظمة الدولية للهجرة، لكن القيود الإسرائيلية، وغلق المعابر، والتحكم في نوعية المساعدات التي تدخل لسكان القطاع، تمنع حدوث ذلك.
◾ وذكرت منظمة الهجرة، أن لديها أكثر من 1.5 مليون وحدة من الإمدادات الشتوية الأخرى - بما في ذلك مجموعات العزل والخيام ومجموعات الفراش - جاهزة في المستودعات ونقاط الدخول.
◾ ودمرت القذائف الإسرائيلية في بداية الحرب منزل "فاطميا"، بالكامل في شمال غزة، واضطرت للنزوح للعيش في خيمة بدير البلح حتى بداية الهدنة، وبعدها عادت لمنزل أهلها بدير البلح. "لم أستطع العودة للشمال بأولادي بيتي مدمر تمامًا".
◾ وتضيف لـ #متصدقش: "نزحنا بدون ملابس أو أغطية أو أكل، ولادى كانوا طول الشتا بلبسهم اللى خرجوا بها من البيت وقت القصف، والأهالي قدروا يوفر لنا غطا لكن ما بيكفي، والأولاد مع كل موجة برد يمرضوا".
◾ وأدى تدمير المنازل إلى حرمان آلاف السكان من توافر مكان للعيش، ما أثر على صحة الأطفال.
◾ دمرت قوات الاحتلال الاسرائيلي نحو 330 ألف وحدة سكنية، منها أكثر من 60 ألف وحدة مدمرة كليًا، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، وهو ما يمثل 60% من مباني قطاع غزة، ما ترك عشرات آلاف الأسر في العراء يواجهون برد الشتاء القارس.
◾ لا يختلف حال أسرة محمد كثيرًا، فمع عودتهم إلى منزلهم في دير البلح بعد الهدنة، وجدوا المنزل مدمر جزئيًا. "الصقيع يدخل إلينا من كل منفذ، والأطفال يرتعشون من البرد طوال الليل. ليس لدينا إلا 6 أغطية متهالكة والبرد شديد، وفشلت في الحصول على ألحفة أو بطاطين المساعدات، فهناك عدم عدالة في التوزيع".
⭕ جوع وسوء تغذية
◾ يعاني 3 آلاف طفل، إلى جانب ألف امرأة حامل ومرضعة من سوء التغذية الحاد، ويعيش آلاف الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات، علي الحد الأدني من الطعام حال توافره، عند دخول مساعدات غذائية، ما يزيد من تعرضهم، لخطر الوفاة والإصابة بالأمراض.
◾ "عادةً ما يتطلب علاج سوء التغذية نظامًا غذائيًا ثابتًا من المكملات العلاجية والأطعمة والمياه النظيفة، وعلاجًا متخصصًا يستمر لمدة تتراوح ما بين ستة إلى ثمانية أسابيع"، بحسب اليونيسيف، وهو ما لا يتوافر لأطفال "فاطيما"، التي تعيش وطفليها في غرفة واحدة مع 8 أفراد آخرين من أهله
◾ تضطر "فاطيما" أن تكتفي بجرعتين من اللبن الصناعي يوميًا لتغذية رضيعها، حتى تستطيع توفير اللبن لأكبر عدد من الأيام. "اللبن بقى شحيح وغالي جدًا، وابني عنده سوء تغذية حاد ومش عارفه أعالجه"، تحكي السيدة التي تسكن بدير البلح في وسط غزة لـ "متصدقش".
◾ تضيف "فاطيما": "علبة لبن الأطفال تباع بـ 55 شيكل، وكانت تكفي حوالي أسبوع. كنت بعمل وجبتين بس لابني، عشان العلبة تكفيه أكتر وقت ممكن، لكن بعد غلق المعابر وصلت علبة اللبن للضعف، وغير متوفرة".
◾ الحال لا يختلف كثيرًا من أسرة لأسرة. يشكو محمد من معاناته في توفير غذاء يومي لأطفاله الأربعة، خاصة مع الارتفاع الكبير في الأسعار منذ قرار الاحتلال بإغلاق المعابر وقطع المساعدات.
◾ "قبل الهدنة كنا في مجاعة، ما كنا نحصل إلا على وجبة واحدة يوميًا، ومع بدء الهدنة ودخول المساعدات تحسنت الأمور قليلًا لكن الأسعار تتغير كل يوم، ومع العودة لغلق المعابر عدنا إلى نقطة البداية من الجوع والماء العكر أو المقطوع أغلب اليوم"، يقول محمد لـ "متصدقش".
◾ وعن ارتفاع الأسعار يقول: "ارتفعت أسعار الخضروات والفاكهة واللحوم والفراخ خلال الأسبوع الماضي. كيلو الفراخ قبل غلق المعابر كان بـ 16 شيكل، ومع بداية الغلق تضاعف السعر لأكثر من 36، واللحمة كانت بـ40 شيكل ووصلت إلى 60، والخضروات تضاعفت أسعارها وما عدنا نلاقيها بسهولة".
◾ وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، شهد قطاع غزة تحسنًا طفيفًا في التنوع الغذائي خلال وقف إطلاق النار، لكن هذا "بدأ يتراجع الآن" بعد إغلاق المعابر.
⭕ خطر الأوبئة
◾ في يوليو 2024، حذرت الأمم المتحدة من نقص إمدادات المواد المتعلقة بالنظافة الشخصية، معتبرة ذلك ينذر بكارثة صحية وفرصة سانحة لانتشار الأمراض والأوبئة.
◾ غياب أدوات النظافة الشخصية يُعد خطرًا مهدد لحياة الأطفال في غزة، خاصة الرضع. تقول "فاطيما" إن مشكلة توافر الحفاضات تمثل عبئًا كبيرًا خاصة مع ارتفاع أسعارها.
◾ "الحفاضات مش متوفرة، وكنت بشتري وقت الحرب علبة بـ 280 شيكل، وبعد الهدنة وصلت إلى 80 شيكل، وحاليًا غالية جدًا وغير متوفرة"، تقول السيدة التي تعيش على "التحويلات" المرسلة من زوجها الذي هاجر قبل الحرب إلى اليونان بطريقة غير رسمية.
◾ودمرت الحرب المستشفيات في جميع أنحاء القطاع، ما حرم السكان جميعًا من بينهم أطفال من حق الحصول على الرعاية الصحية المناسبة، بحسب فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان.
◾وقصفت إسرائيل 27 مستشفى و12 منشأة طبية، عبر أكثر من 136 غارة جوية، وقتلت أكثر من ألف من العاملين في المجال الطبي في غزة، بحسب توثيق الأمم المتحدة ووزارة الصحة الفلسطينية.
◾ يحكي "محمد"، عن إصابة ابنته البالغة من العمر 11 عامًا باتلها الكبد الوبائي B، بسبب المياه الملوثة وغياب منتجات العناية الشخصية وصابون الاستحمام والمناديل. "أحاول علاجها في المستشفى وقت ما يكون متاح عيادة للكشف، لكن غياب الأدوية وارتفاع سعرها يشعرني بالخوف".