دحض الإدعاء
- هنوضح في البوست ده حقيقة هذا الكلام؟ وهل يمكن التنبؤ بالزلازل؟
# ماذا قال هونغربيتس عن مصر؟
-
هونغربيتس قال يوم 10 فبراير الجاري، عبر فيديو منشور على قناة يوتيوب الخاصة بمعهد "Solar System Geometry Survey SSGEOS" الذي يدعي أنه يعمل باحثًا به: "لقد سألني الناس إذا ما سوف يقع زلزال كبير في لبنان أو مصر، نعم في النهاية سيقع زلزال في هذه المنطقة لأن لها تاريخ مع الزلازل".
- وأضاف موضحًا: "لكن لا يمكننا القول أنه بناء على زلزال تركيا الأخير يمكن أن يقع زلزال الأسبوع القادم أو في خلال خمس أو عشر سنوات من الآن، لا أحد يعلم ذلك إطلاقًا".
* يعني هونغربيتس قال كلام عايم؛ لم يحدد فيه مكان الزلزال ولا متى سيحدث. قال الكلام اللي ينطبق على كل دول العالم. أي دولة ممكن يحصل فيها زلزال بكره أو كمان 5 أو 10 سنين.
# هل يمكن التنبؤ بالزلازل؟
- لا يمكن التنبؤ الدقيق بموقع وتوقيت وحجم الزلازل، لكن ما يمكن حسابه هو احتمالية وقوع زلزال كبير في منطقة معينة خلال عدد معين من السنوات، بحسب تأكيدات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية "USGS"، والمركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل "EMSC".
- يقوم العلماء بتحليل المعطيات المستقاة من أجهزة رصد الزلازل وحركة باطن الأرض وتاريخ النشاط الزلزالي، وبناء عليه يرجحون حدوث زلازل في منطقة ما خلال فترة معينة، لكن تحديد مركز الزلزال وتوقيته وحجمه بدقة ما زال أمرًا غير ممكن.
- التنبؤ بالزلازل يجب أن يحدد 3 عناصر، هم: التاريخ والوقت، والموقع، والقوة. ووفق هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية "USGS"، لا تجد شخصًا يدعي قدرته على التنبؤ بالزلازل يقوم بتحديد هذه العناصر مجتمعة، إذ عادة ما تتسم التوقعات بالعمومية الشديدة، فإذا حدث زلزال يلائم تلك التوقعات، فإنه يزعم النجاح على الرغم من أن عنصرًا أو أكثر من العناصر المتوقعة مختلف عما حدث بالفعل.
# علامات استفهام حول هونغربيتس
- بدأ صيت فرانك هونغربيتس يذيع عربيًا بعد ساعات من وقوع زلزال تركيا المدمر، بسبب تغريدة كتبها في حسابه عبر "تويتر" بتاريخ 3 فبراير 2023، قبل 3 أيام من وقوع الزلزال، قال فيها: "عاجلًا أو آجلًا سيقع زلزال بقوة 7.5 درجة في هذه المنطقة (جنوب أو وسط تركيا، الأردن، سوريا، لبنان)".
- حظى هونغربيتس بمتابعة إعلامية وشعبية كبيرة بعد أن بات يوصف بأنه "الشخص الذي تنبأ بوقوع زلزال تركيا". لكن هل ده صحيح؟ هل هو فعلًا تنبأ بزلزال تركيا؟
- كما ذكرنا، التنبؤ بوقوع زلزال ينبغي أن يحدد 3 عناصر، هم: التاريخ والوقت، والموقع، والقوة. وهذا لا ينطبق على تغريدة هونغربيتس الذي اتسم كلامه بالعمومية؛ النطاق المكاني للزلزال كان واسع جدًا ويشمل 4 دول، ولم يحدد زمن حدوث الزلزال، وحتى قوة الزلزال كانت أكبر من توقعه (7.9 درجة).
- نفس الأمر فعله هونغربيتس في توقعه بحدوث زلزال في مصر، حيث قال: "لقد سألني الناس إذا ما سوف يقع زلزال كبير في لبنان أو مصر، نعم في النهاية سيقع زلزال في هذه المنطقة لأن لها تاريخ مع الزلازل"، مضيفًا "لكن لا يمكننا القول أنه بناء على زلزال تركيا الأخير يمكن أن يقع زلزال الأسبوع القادم أو في خلال خمس أو عشر سنوات من الآن، لا أحد يعلم ذلك إطلاقًا".
- هذا الكلام لا يمكن وصفه بأنه "تنبؤ"، لأنه لم يحدد عناصر الوقت والمكان وقوة الزلزال، وهو ينطبق على كل دول العالم حرفيًا، فكل الدول معرضة لحدوث زلزال في أي وقت. وبالتالي لا داعي للذعر من هذا الحديث.
- "هونغربيتس" أيضًا يمكن وصفه بأنه شخص مثير للجدل، حيث يقول إن توقعاته بخصوص الزلازل تستند إلى "هندسة الكواكب" أي يقوم بربط اقترانات الكواكب بالزلازل، وهو أسلوب لم يقم عليه أي دليل علمي ولا تتبناه أي مؤسسة علمية معروفة.
- لا توجد أيضًا أوراق علمية وبحثية نشرها هونغربيتس في أماكن معروفة، ومركز "Solar System Geometry Survey SSGEOS" الذي يقول أنه يعمل باحثًا فيه هو مركز مغمور ولا يوجد له ذكر في قاعدة بيانات موقع ResearchGate، وهو أكبر ملتقى للعلماء والباحثين من جميع أنحاء العالم (به نحو 20 مليون باحث من 190 دولة)، ومسجل به كل الجامعات والمعاهد البحثية العالمية.
- لدى هونغربيتس تاريخ من توقعات الزلازل غير الصحيحة. في 2015، تنبأ، عبر قناته على يوتيوب التي تم إغلاقها، بحدوث زلزال في الساحل الغربي لأمريكا الشمالية قوته 9.8 درجة (شديد التدمير)، وقال إنه علم بالأمر "مباشرة من الروح". في النهاية لم تحدث أي زلازل بمثل هذه القوة.
# هل مصر دولة نشطة زلزاليًا؟
- بشكل عام، تقع مصر خارج أحزمة الزلازل، إلا أنها معرضة من وقت لآخر لبعض الزلازل متوسطة القوى، خاصة الزلازل التي يقع مركزها في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، والبحر الأحمر، والتي تعتبر من أكثر المناطق الزلزالية نشاطًا، ويتسم النشاط الزلزالي فيها بالتكرارية المتزايدة، بحسب الدليل الاسترشادي لمواجهة مخاطر الزلازل الصادر عن رئاسة الوزراء المصرية.
- آخر زلزال قوي شعر به سكان مصر وأدى إلى وقوع خسائر بشرية، هو زلزال 1992 وكان بقوة 5.8 ريختر، وخلف 370 قتيلًا وأكثر من 3 آلاف مصاب، بحسب البيانات الحكومية.
- هناك زلزال وقع عام 1995 بقوة 7.2 ريختر، مركزه خليج العقبة، وهز مصر والأردن وفلسطين والسعودية، وتسبب في تدمير جزئي لبعض أرصفة ميناء نويبع وبعض الفنادق والمباني والطرق.
- منذ ذلك الحين لا توجد زلازل قوية حدثت في مصر، وبحسب الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، لا توجد أي مؤشرات على قرب حدوث زلزال كبير في مصر.