مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

مضلل: مجلس الأمن لم يصرح بشأن القلق من الوجود الروسي في ليبيا

مضلل: مجلس الأمن لم يصرح بشأن القلق من الوجود الروسي في ليبيا
(توضيح - معدل- صورة معدلة- تصريح صحيح قديم- صورة صحيحة قديمة- مجتزأ- زائف جزئيًا- خادع)
Annir

الكاتب

Annir

تداولت عدة صفحات على منصة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ادعاءًا مفاده؛ أن مجلس الأمن قال إن عديدًا من أعضائه يشعرون بالقلق إزاء الوجود الروسي المتزايد في شرقى ليبيا. 


الإدعاء

قمنا برصد الادعاء لأول مرة من هذه الصفحة على منصة "فيسبوك"، والذي نٌشر 1  فبراير 2025 وكان نص الادعاء  كالآتي:    

"مجلس الأمن الدولي: العديد من أعضاء المجلس، يشعرون بالقلق إزاء الوجود الروسي المتزايد في شرق #ليبيا، والخاضع لسيطرة خليفة حفتر. 

ــ الوجود الروسي في ليبيا، تسارعت وتيرته مع قيام #روسيا بنقل الأصول العسكرية من #سوريا، بعد الإطاحة ببشار الأسد. 

ــ روسيا ترجع عدم الاستقرار الحالي في ليبيا، إلى التدخل العسكري الذي قاده حلف شمال الأطلسي في عام 2011، وتتهم الدول الغربية بالسعي إلى استغلال احتياطيات النفط الليبية لتحقيق مكاسب اقتصادية. 

ــ روسيا أعربت عن مخاوفها بشأن تعيين تيتيه، وطلبت قائمة بجميع المرشحين الآخرين الذين تم النظر فيهم لهذا المنصب من أجل إبلاغها" 

حتى لحظة كتابة هذا التقرير في 5 يناير 2025 تحصل الادعاء على 250  تفاعل ونحو 23 تعليقات ومشاركة واحدة   

ورصدنا ذات الادعاء في عدة صفحات أخرى مثل: هنا و هنا و هنا  

قمنا في أنير بتقصي حقيقة هذا الادعاء وأسفرت عن النتائج التالية:   


دحض الإدعاء

بعد التحقق، تبين لفريق أنير أن الادعاء المروج حول تصريح من مجلس الأمن بشأن الوجود الروسي في ليبيا هو ادعاء مضلل. عند العودة إلى موقع أخبار الأمم المتحدة،لم يتم العثور على أي تصريح رسمي بهذا الشأن، كما أنه منذ بداية فبراير 2025، لم تُعقد أي جلسات من مجلس الأمن حول ملف ليبيا. 

ومن خلال البحث،  تم العثور على تقرير منشور على موقع يُسمى "Report Council Security"، والذي يعرف نفسه على أنه "ليس جزءًا من الأمم المتحدة"، بل هو منظمة غير حكومية مستقلة ومحايدة. وعلى حسابها الرسمي على "X"، تؤكد هذه المنظمة أنها "مؤسسة بحثية مستقلة تهدف إلى تعزيز الشفافية وفعالية مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة". في هذا التقرير، تناول الموقع تحليلًا حول التوقعات المتعلقة بجلسات مجلس الأمن لشهر فبراير 2025، حيث أشار إلى أن "العديد من الأعضاء الغربيين في المجلس يشعرون بالقلق إزاء الوجود الروسي المتزايد في شرق ليبيا". إلا أن التقرير لم ينقل ذلك على أنه تصريح رسمي من مجلس الأمن، بل كان مجرد تحليل وتوقعات.

 

علاوة على ذلك، أشار التقرير أيضًا إلى مقال تحليلي نشرته النسخة الإنجليزية لموقع "العربي الجديد"، والذي ذكر أن الوجود الروسي في ليبيا قد تسارع بشكل ملحوظ بعد سقوط نظام الأسد في سوريا. و"العربي الجديد" هو موقع إخباري مقرّه لندن ويُنشر بواسطة شركة "فضاءات ميديا المحدودة"، وهي شركة إعلامية بريطانية. 

 

بناء على ما سبق قرر فريق أنير تصنيف الادعاء على أنه مضلل، حيث إنه لم يصدر بشكل رسمي عن مجلس الأمن كما يوحي القالب الذي نشر به الادعاء على تلك الصفحات التي تداولته.