📌 بعد ساعات من احتجازهم والتحقيق، في قسم شرطة الوراق ومقر الأمن الوطني بقسم إمبابة، أفرجت وزارة الداخلية عن 9 من أهالي جزيرة الوراق ووراق الحضر المقبوض عليهم، بعد اشتباكات مع قوات شرطة بـ"الجزيرة"، مساء أمس الثلاثاء 19 نوفمبر 2024، وفق 4 من أهالي "الجزيرة".
◾ قرار الإفراج عن التسعة المحتجرين، جاء بعد مفاوضات بين مسئولي الأمن الوطني، وممثلي عائلات "الجزيرة"، مقابل تهدئة حدة المظاهرات وإنهاء الاشتباكات المتكررة مع قوات الأمن المتمركزة في مناطق بـ"الوراق"، بحسب مصدر على صلة بالمفاوضات.
➖ في التقرير التالي تحدث فريق #متصدقش مع 7 من أهالي "الجزيرة"، بينهم أعضاء في "مجلس العائلات" ومسؤولين حزبيين، وشهود عيان، لنكشف وقائع اشتباكات أمس الثلاثاء، وآخر تطوراتها: ⬇️⬇️
⭕ وقائع ليلة غاضبة في "الوراق"
◾ تعود خلفية الاشتباكات التي جرت مساء الثلاثاء، إلى ما حدث صباح نفس اليوم، عندما منعت قوات الشرطة في معدية القللي الرابطة بين "وراق الحضر" و"جزيرة الوراق"، سيارة نصف نقل تحمل مواد بناء من العبور لـ"الجزيرة".
◾ إثر ذلك، شددت قوات الأمن في معدية القللي من إجراءاتها، عن طريق زيادة عدد الحواجز، وإنشاء ممر حديدي يمر بينه الأهالي قبل الوصول لمرسى المعدية، ويقف على جانبيه عساكر أمن مركزي، بحسب سيد* أحد أهالي "الوراق"، والذي كان شاهدًا على الواقعة.
◾ يوضح أحمد* عضو "مجلس العائلات" لـ"متصدقش، أن ذلك استفز الشباب: "أي واحد عنده أخت وبنت و100 عين بتبص عليهم"، وهو ما أدى للدخول في مشادات لفظية مع أفراد الشرطة، وقيام شباب من الجزيرة بإزالة حواجز الأمن التي تقطع طريق كورنيش النيل الرئيسي "الجيزة - وراق الحضر"، لمدة نحو 10 إلى 15 دقيقة.
◾ أبعدت قوات الشرطة الأهالي عن الطريق، واتجه الشباب إلى مرسى معدية القللي للمرور إلى "الجزيرة"، وحدث اشتباكات بين الطرفين، نتج عنها القبض على 9 من المشتركين في الأحداث، 6 من جزيرة الوراق و3 من "وراق الحضر"، بحسب محامي و3 من شهود العيان.
◾ أشعل ذلك غضب شباب "الجزيرة"، وتجمهر نحو ألف من الأهالي ناحية معدية القللي من ضفة "الجزيرة"، في محاولة منهم للتوجه إلى منطقة وراق الحضر، للمُطالبة بالإفراج عن الشباب المحبوسين، ما أدى إلى تجدد الاشتباكات مع كمين الشرطة المتواجد أسفل كوبري روض الفرج.
◾ أطلقت عناصر الكمين قنابل غاز مُسيل للدموع بكثافة، وحجارة، وطلقات خرطوش، ورد الشباب بإلقاء الحجارة، واحتمى الأهالي بـ"الخل والبيبسي" من الغاز المُسيل للدموع، وفق المصادر.
◾ ووقعت إصابات بين الأهالي بسبب الاشتباكات، وفق شهود عيان، فيما رفض المصابون الخروج للعلاج خارج "الجزيرة" خوفًا من القبض عليهم.
⭕ مفاوضات مع الأمن الوطني تفرج عن المحتجزين
◾ مساء أمس الثلاثاء، عرضت قيادات من الأمن الوطني، لقاء 10 من كبار العائلات، وأهالي المقبوض عليهم، والمحامين، وشباب "الوراق"، للتفاوض حول الإفراج عن المحتجزين، والاستماع لمطالبهم.
◾ خلال الاجتماع، طلب "الأمن الوطني" من ممثلي "الجزيرة" إنهاء الاحتجاج، وحذف فيديوهات البث المباشر التي بَثوها للاشتباكات عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وتهدئة الأجواء بين قوات الأمن والأهالي، مقابل الإفراج عن المحتجزين.
◾ نجح المجتمعون في إقناع كل من نشر فيديوهات بث مباشر للاشتباكات في حذفها، لكن خروج المحتجزين تأخر عن الموعد الذي كان مقرر له وهو صباح اليوم الأربعاء، نتيجة تجمع بعض الأهالي في وقفات احتجاجية محدودة.
◾ وهو ما أدى إلى طلب مسؤولي الأمن الوطني بالتأكد من هدوء الأوضاع بشكل كامل قبل خروج المحتجزين وفض التجمعات. "لازم نبلغ القيادات إن الأمن مستتب ودي تصرفات من شباب صغير"، يقول مهاب* أحد المشاركين في الاجتماع.
◾ تدخل "ممثلي الجزيرة" وأقنعوا المحتجين بفض الاحتجاجات، وجرى الإفراج عن المحتجزين نحو الساعة 7 مساء اليوم الأربعاء.
⭕ تجاهل "الخدمات" يؤجج الاشتباكات
◾ يساهم تجاهل المطالب الخدمية المتكررة من الأهالي في اشعال الاشتباكات كل فترة، بحسب أعضاء من مجلس العائلات الذين تحدث معهم فريق متصدقش.
◾ في بداية شهر نوفمبر الجاري، توجه مجموعة من شباب "مجلس العائلات" إلى الأمن الوطني، للمطالبة بمجموعة من المطالب الخدمية من بينها توفير مكان للاسعافات الاولية بديل المستشفى، ومكتب صحة لتسجيل المواليد والوفيات وتطعيم الأطفال، وتشغيل المعديات على مدار اليوم (24 ساعة).
◾ خلال اللقاء جرى رفض كافة المطالب"قالوا لنا اللي انتم عايزينه ده مش موجود في كل القرى"، يقول أحد المشاركين في اللقاء.
◾ وأرسل مجلس عائلات الجزيرة، وفد من 15 شابًا لجهاز تنمية الوراق الجديدة، لتسليم نفس الطلبات يوم الأحد 17 نوفمبر 2024.
◾ وأوضح عضو بـ"مجلس العائلات" لـ#متصدقش، أن قيادات الشرطة قالت إن الطلبات سيتم الرد عليها يوم الخميس 20 نوفمبر 2024، لكن فوجئ الأهالي قبل ذلك بيوم، بتشديد الاجراءات الأمنية والحواجز على المعديات، وهو ما أثار استغرابهم.
◾ "الشباب قالوا عايزين الحواجز دي تتشال، ومكتب بريد ووحدة صحية، نتيجته تاني يوم مفيش، مستجبتش للطلب وتاني يوم زودت. محدش من المجلس ولا حد عايز تصعيد عايزين استقرار مش أكتر من كده"، يقول عضو "مجلس العائلات"، ويُضيف مهاب*: عايزين حل سياسي مش أمني.
◾ لمزيد من المعلومات عن سياق أزمة جزيرة الوراق، وتطورات الأحداث فيها، يمكنكم الرجوع إلى تقارير سابقة لـ#متصدقش (اللينكات في التعليقات).
*أسماء مستعارة بناء على طلب المصادر