مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
(تحقيق- الحقيقة فين- اعرف- سين وجيم- تقارير- علشان محدش يضحك عليك- مدونة- والمواد المتشابهة في المنصات الشريكة)
الكاتب
Saheeh Masr
- هل الطرح ده حقيقي؟+خلينا نعرف في البداية أن السد كفكرة بدأت بالفعل من قبل ثورة يوليو، وده حسب تصريح الرئيس عبد الناصر نفسه في أحد خطاباته، لكن هل بدأ التنفيذ بالفعل عام 1948 زي شهادة العامل؟+ خلينا نطلع على رواية هيثم ممدوح عوض استشاري دراسات تقييم التأثير البيئى وأستاذ الهيدروليكا بجامعة الإسكندرية عن نفس القصة: + الرواية مؤرخة في موسوعة حوض نهر النيل تحت عنوان "المحافظة على مياه النيل في المستقبل" المنشور عام 1946.= مع التعلية الثانية لخزان أسوان كانت قدرة تخزينه 5 مليار م3 فقط، وده تسبب في عدم استدامة الإنتاج الزراعي، مما دعا العلماء المصريين وخبراء وزارة الري المصرية في الفترة دي إلى دراسة "سبل التغلب على هذه المشكلة".= توصلوا إلى 10 أفكار هندسية جميعها تختص بمشاريع في أعالي النيل ولم يخطر في بال خبراء وزارة الرى المصرية الأساسيين خلال هذه الفترة وهم: (بلاك – هيرست – سميكة) فكرة مشروع السد العالى.= كانت خلاصة المعرفة المصرية حتى عام 1946 والمؤرخة في المجلد السابع من موسوعة حوض نهر النيل تحت عنوان "المحافظة على مياه النيل في المستقبل" بأن "السبيل الوحيد" للتعامل مع السنوات الشاذة هو التخزين فى بحيرة تانا باعتبار أن النيل الأزرق يعد الرافد الرئيسي المسئول عن إمداد مصر بنسبة 56% من إيراد النهر الطبيعي عند أسوان.= أكد خبراء الحكومة المصرية الثلاثة على هذا المعنى خلال الباب الحادي عشر من هذا الكتاب حيث قاموا بسرد الأرقام وتحليلها وإيضاح أهمية التخزين فى أعالي النيل وبالأخص فى حوض النيل الأزرق لوقاية مصر من أخطار الفيضان والجفاف أو للمحافظة على مياه النيل في المستقبل.= المجلد الموسوعة إنتاج علمي رفيعة المستوى وكان نتاج دراسات حقلية ومعملية على مدى 30 عام بدأت مع نهاية الحرب العالمية الأولى حتى إصدار هذا المجلد عام 1946 والذي اعتبر في هذا التاريخ معبراً عن رؤية وزارة الأشغال العامة "الموارد المائية والري حالياً" في أهمية العمل على تنفيذ المشاريع العشر الواردة به.= في نفس السنة، مهندس زراعي من مدينة الإسكندرية من أصل يوناني يدعى "أدريان دانينوس" أطلاق "قنبلة علمية" يوم 23 أكتوبر من عام 1946، معارضاً أوليات المشاريع العشر التي طرحها خبراء وزارة الري ومقترحاً مشروع بديل عملاق لبتخزين قرابة 150 مليار متر مكعب من المياه عن طريق إنشاء سد ضخم جنوب مدينة أسوان ومن هنا نشأت فكرة السد العالي.= تعرضت فكرة "دانينوس" لهجوم شديد من جميع خبراء وزارة الأشغال العامة المصرية فى ذلك الوقت. = ارتكزت محاور الهجوم على سرد النقاط السلبية والعيوب فقط دون الإيجابيات لهذا المشروع مثل: - حجز الطمي والتأثير على دلتا نهر النيل ونوعية الأراضي الزراعية المصرية. - الفواقد العالية للبخر من مسطح البحيرة. - تشكيك خبراء وزارة الأشغال العامة لحجم الخزان. - أن إنشاء سد بهذا الحجم لا يمكن تحقيقه وأن تقديرات أدريان في إمكانية تخزين 150 مليار متر مكعب من المياه مبالغ فيها.- كان المحور الأساسي للنقد الذى تعرض له أدريان هو انخفاض الجدوى الاقتصادية للفكرة مقارنة بالمشاريع العشر التي تم اقتراحها من قبل خبراء وزارة الرى فى هذه الفترة.= خلال السنوات من 1946 إلى 1952 أنبرى "دانينوس" لاستكمال دراساته وعرض هذه الفكرة على خبراء الري والسدود الدوليين، وزار خبراء الأمم المتحدة ونجح في إقناعهم بأهمية هذا المشروع ومن هؤلاء الخبراء: الأستاذ "أوبير" الفرنسى والأستاذ "دى ماركى" من جامعة "ميلانو" الإيطالية والأستاذ "هوايت" من لندن هذا بالإضافة إلى مهندس إيطالى شهير يدعى "جاليولى" كان مقيماً بمصر خلال هذه الفترة.
الإدعاء
الصحفي علي بريشة، كتب تدوينة على "فيسبوك" طرح فيها رواية مغايرة عن تاريخ السد العالي في أسوان، كان ده على هامش كارثة فيضان السودان، ورى "بريشة" على لسان أحد العاملين في بناء السد لم يسمه، واللي بيعيش في أسوان في قرية "السد العالي" وقابلة في لقاء صحفي عام 2000، الرواية بتقول إن السد بدأ بناءه في عام 1948 وليست عام 1960 خلال حقبة الرئيس جمال عبد الناصر، وإن "ناصر" سطا على مشروع الحقبة الملكية لبناء سد تحت اسم "سد أسوان الجديد" وليس "السد العالي".تدوينة "علي" خلقت حالة من الجدل عن بناء السد.. #صحيح_مصر حاول الإجابة على السؤال: هل سطا عبد الناصر على مشروع السد العالي بالفعل؟ وأمتى بدأ تنفيذ المشروع؟
دحض الإدعاء
- مفيش حد يقدر ينكر أهمية السد العالي، خصوصًا أثناء الفيضانات أو الجفاف.- وده ظهر لما عانت مصر من الجفاف لمدة 9 سنوات كاملة، من سنة 1978 إلى 1987، وخلال المدة دي هبط منسوب التخزين في بحيرة السد العالي نحو 20 مترًا، دور السد وقتها كان محوري في إمداد مصر باحتياجاتها السنوية من المياه، في الوقت اللي إثيوبيا عانت من مجاعة كبيرة جدًا.- هل السد العالي أول سد تبنيه مصر على النيل في أسوان؟ = الحقيقة لا مش أول سد تبنيه مصر على النيل في أسوان، ولكن في عام 1896 كان في مهندس إنجليزي اسمه "ويليام ويلكوكس"، وكان يشغل مدير عام للخزانات في دائرة الأشغال المصرية "وزارة الري حاليًا"، وأثناء جولاته في حوض النيل، لاحظ وجود مكان في جنوب مصر يصلح لبناء سد ضخم يحجز كميات مياه أثناء الفيضان ثم يعيد ضخها أثناء الجفاف.= كان الهدف الرئيسي هو تعظيم موارد بريطانيا العظمي، وإن السد يساهم في زيادة مساحة الأرض الزراعية.= عرض "ويلكوكس" المشروع على الخديوي "عباس حلمي الثاني"، فوافق وبدأ المشروع العظيم، والذي كان وقتها أكبر سد مُشيد في العالم.= في عام 1902 افتتح سد أسوان.= أجرت الحكومة تعلية لسد أسوان مرتين الأولى 1912 بارتفاع 5 أمتار، ونظرًا لخوف المسئولين وقتها من غرق معبد فيلة، تم تأجيل التعلية الثانية من عام 1926 لحد ما تم تنفيذها سنة 1932 بارتفاع 9 أمتار بواسطة المهندس "موردوخ ماكدونالد".= بعد التعلية الثانية واللي قامت بها شركة ماكدونالدز وشركاه الإنجليزية، بما فيها التصميم والبناء، أصبح ارتفاع الماء فيه 36 متر فوق قاع النهر الأصلي.- طيب امتى بدأنا نفكر في إنشاء السد العالي؟= مشروع السد العالي فكرة قديمة، وده بحسب سامي شرف سكرتير الرئيس جمال عبد الناصر للمعلومات، وزير شئون رئاسة الجمهورية الأسبق، وأن الفضل في المشروع يرجع للمهندس اليونانى الأصل "أدريان دانينيوس"، وكان سبق أن تقدم به لأكثر من حكومة مصرية قبل الثورة يوليو.= في سنة 1953 تقدم "دانينوس" بمشروعه من جديد إلى مجلس قيادة الثورة، واللي كلف قائد الجناح جمال سالم عضو مجلس قيادة الثورة بتولي مسئولية.= عرضت الحكومة المصرية على البنك الدولي للإنشاء والتعمير. واللي أكد فى تقرير نشره فى شهر يونيو 1955 جسامة المشروع.= اعتمدت ثمانية ملايين دولار لتنفيذ بعض الأعمال التحضيرية للمشروع وتشمل إنشاء خطوط للسكك الحديدية، ومساكن للعاملين في الموقع.= وفى أغسطس من نفس العام أصدر البنك تقريراً آخر يؤكد قدرة الاقتصاد المصري على تنفيذ المشروع، وفى سبتمبر 1955 أعلنت بعض الشركات الألمانية الغربية والفرنسية والبريطانية تقدمها بعروض للمشاركة فى تنفيذ المشروع.= أعلنت الخارجية الأمريكية في 16 ديسمبر 1955 التوصل لاتفاق يقضى بأن يتولى كل من البنك الدولي والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا تمويل مشروع السد العالي بتكلفة تبلغ 1.3 مليار دولار.= اشترطت الولايات المتحدة وبريطانيا، على مصر أن تركز مصر برنامجها التنموى على السد العالى بتحويل ثلث دخلها القومى ولمدة عشر سنوات لهذا المشروع مع فرض رقابة على المشروعات الاقتصادية الأخرى.= وضع ضوابط للحد من زيادة التضخم والإنفاق الحكومي، وفرض رقابة على مصروفات الحكومة المصرية وعلى الاتفاقيات الأجنبية أو الديون الخارجية. وألا تقبل مصر قروضاً أخرى أو تعقد اتفاقيات فى هذا الشأن إلا بعد موافقة البنك الدولى.= الاحتفاظ بحق إعادة النظر فى سياسة التمويل في حالات الضرورة.= رفض عبد الناصر وحاول تخفيف الشروط، واستقبل رئيس البنك الدولي يوجين بلاك، وبعد مفاوضات وافق عبد الناصر فقط على أن يكون للبنك الدولي حقوق معقولة فى تفقد الإجراءات التى سوف تتخذها مصر للحد من التضخم ـ= عقد اتفاق أعلن فى 8 فبراير 1956 يقدم البنك بموجبه قرض قيمته مائتان مليون دولار على أن يتوقف تنفيذه على التوصل إلى اتفاق آخر مع لندن وواشنطن حول الشروط التي أعلنوها لتقديم المساعدة.= وبعد 5 أشهر من إعلان الاتفاق، وفي ظهر يوم 19 يوليو 1956، أصدر المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية "لينكولن وايت"، بيانًا أعلن فيه سحب العرض الأمريكي لتمويل مشروع السد العالي.+ ردًا على قرار الانسحاب الأمريكى من تمويل إنشاء السد العالي، أعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، في 26 يوليو 1956، تأميم الشركة العالمية لقناة السويس، شركة مساهمة مصرية، وهو ما عرض مصر للعدوان الثلاثي.- عشان كدة لجأت مصر للاتحاد السوفيتي؟= كان المعسكر الشرقي، وجهة مصر التالية، حيث وقعت في 27 ديسمبر 1958، اتفاقية مع الاتحاد السوفيتي؛ لإقراضها 400 مليون روبل؛ لتنفيذ المرحلة الأولى من السد.= وقعت مصر في ديسمبر 1959، اتفاقية توزيع مياه خزان السد بين مصر والسودان، وبدأ العمل في تنفيذ المرحلة الأولى من السد في 9 يناير 1960.= المرحلة الأولى من بناء السد كانت تتضمن حفر قناة التحويل والأنفاق، وتبطينها بالخرسانة المسلحة، وصب أساسات محطة الكهرباء، وبناء السد حتى منسوب 130 مترًا.= ثم وقعت مصر في 27 أغسطس 1960، على الاتفاقية الثانية مع الاتحاد السوفيتي؛ لإقراضها 500 مليون روبل إضافية؛ لتمويل المرحلة الثانية من السد العالي.= تمكنت مصر في منتصف مايو 1964 من تحويل مياه النهر إلي قناة التحويل والأنفاق، وإقفال مجرى النيل، للبدء في تخزين المياه ببحيرة السد.= تضمنت المرحلة الثانية في بناء السد، الاستمرار في بناء "الجسد" حتى نهايته، وإنهاء محطة الكهرباء، وتركيب التوربينات وتشغيلها، وإقامة محطات المحولات وخطوط نقل الكهرباء، لتنطلق شرارة توليد الكهرباء الأولى، التي أنارت بعض القرى المصرية في أكتوبر 1967.= بدأ التخزين في بحيرة "ناصر منذ عام 1968، وفي 21 يوليو 1970 اكتمل صرح المشروع وتم افتتاحه رسميًا.= بلغ إجمالي تكلفة بناء السد العالي 400 مليون جنيه مصري حينه.