انتشر خبر ادعاء مضلل مفاده أن هذا الفيديو يظهر جرافة مصرية تقوم بنقل المياه الجوفية من الصحراء الليبية لتغطي احتياجاتها بعد أن ضاق الخناق من سد النهضة الإثيوبي دون إدراك الحكومة الليبية
قمنا برصد ادعاء لأول مرة من هذه الصفحة على منصة X والذي نٌشر في 13 سبتمبر 2024 م على تمام الساعة 09:47 مساءً بتوقيت ليبيا وكان نص الادعاء كالآتي:
“مصر تنقل في المياه الجوفية الليبية من الصحراء الليبية لتغطي أحتياجتها من المياه بعد ما ضاق الخناق عليها من سد النهضة الأثيوبي والمسؤولين الليبين شرقا وغربا في سبات عميق
حصد الادعاء نحو 808 تفاعل ،أكثر من 86 ألف مشاهدة، حتى تاريخ كتابة هذا المقال 14 سبتمبر 2024م.
كما رصدنا وجود نفس الادعاء في العديد من الصفحات الأخرى مثل: هنا وهنا و هنا
قمنا في أنير بتقصي حقيقة هذا الادعاء وأسفرت النتائج عن الآتى:
اتضح لأنير أن هذا الادعاء مضلل؛ حيث قادنا البحث العكسي عن لقطة ثابتة من مقطع الادعاء في محرك البحث جوجل إلى حساب المستخدم Khaled Gamal والذي نشر مشاهد المقطع ذاته بتاريخ 2 سبتمبر 2023، على منصة تيك توك.
فيما نشر الحساب ذاته مقطع فيديو آخر يظهر نفس موقع العمل بتاريخ 2 سبتمبر 2023.
قام فريقنا بالتواصل مع ناشر الفيديو، وهو المهندس المسؤول عن أعمال الحفر في المشروع الذي يظهر في الفيديو، والذي أفاد بأن المقطع يعود لعام 2022، وأن تم تصويره في مركز الحمام بنجر السكر قرية 28 بمحافظة مطروح، في جزء من مشروع مسار خطوط ناقلة لمياه الصرف والملاحات بالإضافة إلى خط مياه عذبة من النيل، في مسار تجميع يمر على 12 محطة اتجاهاً إلى محطة المعالجة الموجودة في جنوب محور الضبعة لمشروع الدلتا الجديدة في مصر.
علاوة على ذلك، أفادت الهيئة العامة للاستعلامات، وهي هيئة حكومية تتبع رئاسة الجمهورية، على صفحتها الرسمية بمنصة فيسبوك بتاريخ بأن مشروع النهر الصناعي "الدلتا الجديدة" يعتمد فقط على مصادر المياه الآتية:
1- المياه المعالجة ثلاثيًا وهي المياه الناتجة عن عملية الري الزراعي غرب الدلتا بدلاً من مصرف المكس ومنها إلى شواطىء الإسكندرية والتي سيتم تحويل مسارها ومعالجتها ثلاثيًا في محطة عملاقة بمنطقة الحمام.
2- مياه النيل وسوف يتم نقلها من خلال قناة ري يجري العمل على تنفيذها.
3- السحب من خزان المياه الجوفية منطقة غرب وجنوب العلمين وهي إحدى مدن محافظة مطروح وتقع شرق مدينة مرسى مطروح وغرب مدينة الإسكندرية.
وبمتابعة البحث بهذه التفاصيل، أفاد الموقع الرسمي خريطة مشروعات مصر بأن مشروع الدلتا الجديدة يشمل مشروعي مستقبل مصر، وجنوب محور الضبعة والذي يشمل إنشاء محطة طاقة لمعالجة مياه الصرف الزراعي بمنطقة جنوب محور الضبعة غرب مشروع مستقبل مصر، والذي ويربط بين الحدود الإدارية لمحافظات مطروح والبحيرة والجيزة.
يذكر أن ليبيا، ومصر، والسودان، وتشاد تتشارك في أكبر حوض مياه جوفية أحفورية على مستوى العالم وهو حوض الحجر الرملي النوبي المشترك، وتقدر مساحة الحوض بحوالى 2.2 مليون كيلومتر مربع، أكثر من 760 ألف كيلومتر مربع في ليبيا، و828 ألف كيلومتر مربع في مصر، و376 ألف كيلومتر مربع في السودان، و235 ألف كيلومتر مربع في تشاد.
خريطة تظهر حوض الحجر الرملي النوبي
حيث تم تشكيل هيئة مشتركة لدراسة الخزان بين ليبيا ومصر وتطويره في عام 1989، وفي عام 1991 تم توقيع اتفاقية بين ليبيا ومصر لإنشاء هيئة مشتركة لتنمية مياه الخزان لصالح الدول المشتركة، انضمت إليهما دولة السودان سنة 1995، ودولة تشاد في سنة 1999.
وفي سياق متصل، افاد مدير الهيئة المشتركة لدراسة وتنمية خزان الحجر الرملي النوبي عبد الرحيم حويش لقناة ليبيا الأحرار أن مسار المياه الجوفية والسطحية لا يعترف بالحدود السياسية، وإنما تنتقل من مكان لآخر وفقا لمعطيات هيدروليكية مختلفة، وأن الموارد المائية تدار بطريقة علمية سلسة، وأنه لا يوجد أي تهديد على الأمن المائي في ليبيا، رداً على الادعاءات المضللة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تفيد بنقل دولة مصر للمياه الجوفية الليبية في (حوض الحجر الرملي النوبي المشترك) إلى أراضيها عبر نهر صناعي، وبدئها في التنقيب عن المياه على الحدود لاستصلاح ملايين الهكتارات وحل أزمتها المائية المعقدة مع دول أخرى.
بناءً على ما سبق قرّر فريق أنير تصنيف الادعاء على أنه مضلل، لأنه استخدم فيديو في غير سياقه من أجل تداول معلومة غير صحيحة.
_________
تم العمل على التحقق من هذا الادعاء بالتعاون مع المبادرة الصديقة: Akhbar Meter - أخبار ميتر المصرية.