دحض الإدعاء

📌 خلال مؤتمر صحفي يوم الأربعاء 14 أغسطس 2024، عرض وزير التربية والتعليم والتعليم الفني محمد عبد اللطيف، خطته لتعديل نظام الثانوية العامة، وحلوله المقترحة لأزمتي نقص الفصول والمعلمين.

◾ حلول "عبد اللطيف" المتعددة لحل أزمتي عجز المعلمين، ونقص عدد الفصول، لم تتضمن الحل المباشر للأزمتين وهو العمل على زيادة أعدادهما، وهو ما يُنذر باستمرار الأزمة مع نسب الزيادة المُطردة لأعداد التلاميذ في المدارس الحكومية، والتي لا تتناسب مع معدلات زيادة أعداد الفصول والمعلمين.

➖ في التقرير التالي، يرصد فريق #متصدقش تطور أعداد التلاميذ في المدارس الحكومية خلال آخر 10 سنوات، مقابل تطور أعداد المعلمين والفصول، اعتمادًا على بيانات الكتاب الإحصائي السنوي لوزارة "التعليم": ⬇️⬇️

⭕ اعتراف بنقص المعلمين وتجاهل الحل

◾ تضمنت خطة "عبد اللطيف" للتعامل مع أزمة نقص المعلمين: التعاقد مع 50 ألف معلم بالحصة - الاستمرار في تنفيذ مبادرة تعيين 30 ألف معلم سنويًا - التعاقد مع بعض المعلمين المُحالين للمعاش - زيادة أعداد الحصص الدراسية. وهي حلول كلها قديمة عدا زيادة أعداد الحصص الدراسية.

◾ نالت بعض تلك الحلول المقترحة بعض الانتقادات الحقوقية، ومن الخبراء التربويين. توفر "التعليم" لمعلمي الحصة، رواتب هزيلة، تصل إلى 1920 جنيهًا فقط (20 جنيه للحصة بحد أقصى 24 حصة أسبوعيً)، أي نحو ثُلث الحد الأدنى للأجور البالغ 6000 جنيه.

◾ وسبق للمتحدث باسم رئاسة الوزراء محمد الحمصاني، أن صرّح في يونيو 2024 قبل تولي "عبد اللطيف" الوزارة بشهر، أنه لسداد عجز المعلمين يتم الاستعانة بـ 50 ألف معلم بالحصة سنويًا، وتزيد تلك النسبة 15% كل سنة.

◾ حذرت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية في تعليقها على خطة "عبد اللطيف"، من التوسع في الاعتماد على المعلمين المؤقتين، الذي وصفته بأنه "يرسخ للتمييز والظلم وانتهاك حقوقهم الدستورية في الأجر العادل والضمانات الاجتماعية وعدم الفصل التعسفي، وهو ما ينعكس على جودة التعليم بشكل عام".

◾ كما أشارت "المبادرة" إلى المعايير التمييزية غير الدستورية، التي أُضيفت كمسوغات للتعيين في مسابقة 30 ألف معلم، والتي شملت اجتياز اختبارات بالكلية الحربية.

◾ ولم يتم تعيين وتسكين سوى 15.9 ألف معلم حتى الآن، رغم مرور أكثر من عامين على انطلاق مبادرة تعيين 30 ألف معلم سنويًا لمدة 5 سنوات.

◾ وفي حين لم يُختبر بعد أحد الحلول التي طرحها "عبد اللطيف" لحل أزمة عجز المعلمين وهو زيادة عدد الحصص وأسابيع العام الدراسي، إلا أن تجاهله التركيز على زيادة أعداد المعلمين لحل العجز الذي بلغ  469.8 ألف معلم حسبما جاء في المؤتمر الصحفي، يُنذر باستمرار المشكلة.

◾ وتشير البيانات الرسمية لحدوث زيادة مُطردة لأعداد التلاميذ في المدارس الحكومية مقابل انخفاض أعداد المعلمين بها خلال آخر 10 سنوات؛ إذ زاد عدد التلاميذ بنسبة 34.5%، مقابل انخفاض أعداد المعلمين بنسبة 7.4%.

◾ بلغ عدد المعلمين في عام  2014/2013 في المدارس الحكومية نحو 874 ألف، وتراجع عددهم إلى 809 ألف معلم في عام 2024/2023 أي انخفضت أعدادهم 65 ألفًا، فيما بلغ عدد التلاميذ بالمدارس الحكومية 16.8 تلميذًا في 2014/2013، وارتفعوا إلى 22.6 مليون في 2024/2023، بحسب بيانات الكتاب الإحصائي السنوي لوزارة "التعليم".

⭕ حلول مختلفة لزيادة عدد الفصول دون بناء فصول جديدة

◾ اقترح "عبد اللطيف" حلولًا مختلفة لم تتضمن زيادة أعداد الفصول، وأعطى أمثلة لها: استغلال الفصول غير مستغلة كفصول الكنترول، واستغلال مدارس الفترة المسائية لبعض المراحل لنقل بعض مدارس الفترة الصباحية لها.

◾ تُشير بيانات الكتاب الإحصائي السنوي إلى زيادة التلاميذ في المدارس الحكومة خلال الـ 10 سنوات بنحو 5.8 مليون تلميذ، مقابل بناء 54 ألف فصل إضافي فقط، بمتوسط فصل لكل 107.4 تلميذ مستجد.

◾ بلغت أعداد الفصول بالمدارس الحكومية 410 ألف في عام 2014/2013، وارتفعت إلى 464 ألف في عام 2024/2023، بنسبة زيادة 13.1% بحسب "بيانات الكتاب الإحصائي".

◾ وعلى مدار السنوات الماضية، اعترف وزراء التعليم المختلفين بأزمة عجز الفصول دون العمل على حلها حتى الآن. في تصريحات له في سبتمبر 2023، قال وزير التعليم السابق د.رضا حجازي، إننا بحاجة إلى 20 ألف فصل سنويًا وكذلك 20 ألف معلم سنويًا.

◾ خلال الـ 10 سنوات الماضية، بلغ معدل بناء الفصول 5.4 ألف فصل سنويًا، بينما انخفض أعداد المعلمين بمتوسط 6.5 ألف معلم سنويًا في المدارس الحكومية.