مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
تتضمن (زائف- مفبرك- بوست غير صحيح- خبر غير صحيح- تصريح غير دقيق- تصريح كاذب- صورة مزيفة- مضلل- فيديو مضلل- بوست مضلل- خبر مضلل- عنوان مضلل)
الكاتب
Matsda2sh
خلال حلقة أمس الاثنين من برنامج "مساء القاهرة"، المذاع على قناة مكملين، سيد توكل تحدث عن تصريحات رئيس قطاع الإحصاء بالجهاز المركزي للإحصاء عن إن نسبة الخصوبة الحالية 3.4% وأن الحكومة تسعى إلى تخفيضها إلى 2%، وقال توكل إنهم بحثوا للوصول إلى الخطة ووصلوا إلى خبر من 2016 على موقع Veto - فيتو بعنوان "خطة الحكومة لتخفيض خصوبة الرجال.. حسن أحمد: دس الهرمونات داخل المياه والمواد الغذائية أبرز الطرق.. أحمد مطاوع: هناك أدوية وكيماويات تؤدي إلى العقم".
اعتبر توكل أن خبر "فيتو" ذو مصداقية وقال "تخيل هما بيعملوا إيه، بيقولك إحنا هنحط مواد جوه المياه وجوه الأكل عشان نقلل خصوبة الرجالة. هي دي الأمانة؟ بيخونوا الناس وبيقتلوا الناس (...) مين صاحب التخطيط ده كله؟ أمريكا"، واستعرض خبرًا من 2018 عن تعاون وزارة الصحة مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية "لتحسين سبل استخدام وسائل تنظيم الأسرة وخفض معدل الخصوبة الكلي تدريجيًا".
الكلام ده غير صحيح، ومليء بالمغالطات والتضليل:
أولًا: خبر موقع فيتو عن "خطة الحكومة لتخفيض خصوبة الرجال" مضلل وغير دقيق.
نقل الموقع في 2016، عن وزير الصحة حينها الدكتور أحمد عماد الدين تصريحات بأن هناك "خطة لخفض خصوبة الرجال بهدف الحد من معدل المواليد للوصول إلى 110 ملايين نسمة في عام 2030".
دحض الإدعاء
التصريح الأصلي بيقول فيه الوزير: “نهدف إلى خفض معدل الخصوبة الكلي حتى يصل إلى 24 طفل لكل 10 سيدات، للوصول بتعداد السكان إلى 110 مليون نسمة عام 2030 بدلًا من 118 مليون نسمة”، وفي فرق كبير جدًا بين التصريحين هنوضحه في النقاط الجاية.
“فيتو” أخدت التصريح المفبرك المنسوب للوزير وسألت طبيبي ذكورة في الموضوع، وقالا إن “خفض معدل الخصوبة يتم عن طريق أدوية ومواد كيميائية، تعمل على إضعاف خصوبة الرجل”، وإن “هناك العديد من المواد الكيميائية التي يمكن إضافتها إلى المواد الغذائية ومياه الشرب، وعند تعاطيها لفترة تعمل على الإصابة بالعقم”. واستبعد الطبيبين أن يكون هذا مقصد الوزير، معتقدين أن هدف الوزير التوعية بضرورة الحد من الإنجاب.
* هنا كلام “فيتو” مضلل وغير دقيق، في حين اعتمد سيد توكل عليه دون البحث خلفه أو حتى قراءة تفاصيله.
ثانيًا: هناك خلط في المفاهيم. معدل الخصوبة الكلي، الذي تحدث الوزير عن السعي لخفضه، هو متوسط عدد الأطفال الذين تنجبهم المرأة في حياتها كلها، وهو يختلف عن “الخصوبة لدى الرجال”، الذي يعني القدرة على الإنجاب.
خفض معدل الخصوبة الكلي هو تقليل متوسط عدد الأطفال الذين تنجبهم المرأة في حياتها، ويتم عن طريق التوعية بضرورة الحد من الإنجاب، والتشجيع على استخدام وسائل تنظيم الأسرة، وغيرها من الطرق المعروفة.
ويختلف هذا عن خفض الخصوبة لدى الرجال، واللي بيتم عن طريق أدوية ومواد كيميائية. ولم يثبت أن مصر تستخدم مثل هذه الطرق للحد من الزيادة السكانية.
ثالثًا: الحديث أيضًا عن وقوف أمريكا خلف خطة تقليل معدل الخصوبة في مصر مضلل، فمنذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ويتم الحديث عن الزيادة السكانية والسعي لخفضها، وتم إنشاء المجلس الأعلى لتنظيم الأسرة سنة 1965.
ووضعت الحكومات المتعاقبة خططًا متنوعة لتقليل معدل الخصوبة الكلي، بهدف الحد من الزيادة السكانية، وتعاونت في ذلك مع العديد من المؤسسات والمنظمات الدولية، مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وغيرهم.
في هذا الإطار، وقعت مصر عام 2018 اتفاقية مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بخصوص تقديم الدعم الفني والتدريب لوزارة الصحة والسكان لتعزيز برنامج تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية، وتوقيع الاتفاقية جاء “بطلب من الحكومة المصرية”، وفق الوكالة الأمريكية للتنمية.