مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

الجيش السوري يوجه ضربة لحزب الله… أبرز المعلومات المضللة خلال الأسبوع

الجيش السوري يوجه ضربة لحزب الله… أبرز المعلومات المضللة خلال الأسبوع

 

 تصدر هذه النشرة بالتعاون بين مجتمع التحقق العربي (AFH) و منصة رصيف22

 

يأتي هذا المقال ضمن نشرة أسبوعية متصلة بتدقيق "المعلومات"، ينشرها رصيف22 بالتعاون مع "مجتمع التحقّق العربي"، وهو مشروع بحثي متخصص يعتمد على البرمجيات لدعم منصّات التحقّق الإخباري العربية، وذلك عبر بضع آليات، منها استحداث قاعدة بيانات تجمع محتوى منصّات التحقّق إلكترونياً بمعايير تقنية موحدة ما يتيح أدوات بحث وتحليل واسعة النطاق.

 

تتصدى نشراتنا المختلفة لاضطراب المعلومات، والتحديات التي يفرضها علينا في الوصول للحقيقة، ما يضمن تقديم أخبار دقيقة وموثوق بها للجمهور.

بين قصف الجيش السوري لمواقع حزب الله في لبنان، وتصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشأن ممارسات الشرطة قبل ثورة يناير 2011، وصولًا إلى تفنيد زيف رواية المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بشأن استهداف مدنيين وصحفيين في غزة، انتشرت خلال الأسبوع العديد من المعلومات الخاطئة والمضللة، التي كشفتها منصات عربية متخصصة في تدقيق المعلومات.

 

هل وجه الجيش السوري ضربة لمواقع حزب الله؟


تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر ضربات عسكرية، مرفقاً بادعاء أن الجيش السوري استهدف مواقع تابعة لحزب الله داخل الأراضي اللبنانية.



 
 
 

تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر ضربات عسكرية، مرفقاً بادعاء أن الجيش السوري استهدف مواقع تابعة لحزب الله داخل الأراضي اللبنانية.

أجرى موقع "فارق" السوري المتخصص في تدقيق المعلومات بحثاً عكسياً عن الفيديو، وتوصل إلى أنه مضلل، إذ يعود إلى عام 2022، ونشره مراسل روسي، ويظهر الاشتباكات بين الجيشين الروسي والأوكراني، ولا علاقة له بالجيش السوري. 

واندلعت اشتباكات بين القوات الحكومية السورية ومجموعات موالية لها ومناصري الرئيس السوري السابق بشار الأسد في مدن الساحل السوري، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 1093 مدنياً، غالبيتهم من أبناء الطائفة العلوية وبعض المسيحيين، فضلاً عن 25 شخصاً من السنة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

 

وعقب الأحداث، تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لرجل دين مسيحي، مصحوبة بزعم أن الصورة تعود للمطران يوحنا يوسف بطرس، الأب الروحي لكنيسة مار إلياس في طرطوس، وأن قوات موالية للحكومة السورية أعدمته خلال أحداث الساحل.

دققت عدة مواقع متخصصة في تدقيق المعلومات الصورة؛ مثل: فارق ومسبار، وتوصلا إلى أنها لرجل الدين المسيحي ومانوس الحناة، الوكيل لبطريركية أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس. والصورة مقتطعة من فيديو التقط خلال مؤتمر الحوار الوطني السوري، الذي عقد يومي 25 شباط/فبراير ٢٠٢٥. 

ونفى حساب يحمل اسم "أبرشية عكار الأرثوذكسية - مطرانية طرطوس" على فيسبوك مقتل الأب يوحنا بطرس، مؤكداً أنه لا يوجد لدى المطرانية أي كاهن بهذا الاسم، وأن الخبر عار من الصحة.

 

حملة تضليل مصرية ضد النظام السوري

عقب أحداث الساحل السوري، انتشرت على مجموعة وسوم مصرية حملة تضليل وخطاب كراهية ضد الحكومة السورية الجديدة. 

وكشف تقرير مشترك بين "مجتمع التحقق العربي" و"رصيف 22" إلى أن حملة التضليل المنسقة قادتها حسابات وهمية (bots)، تنشط في الدعاية للنظام المصري، وانتقاد معارضيه.

وتوصل التقرير إلى أن المحتوى المنشور على الوسوم يتضمن معلومات مضللة، مثل إصدار مجلس الوزراء السوري وثيقة تأمر بعدم القيام بأي تظاهرات ضد ما وصفها بـ "دولة إسرائيل الشقيقة".

التحقق من الوثيقة قاد إلى اكتشاف التلاعب رقمياً في محتوى الوثيقة، التي لم تنشر عبر أي مصدر رسمي. 



هل الشعب المصري تحامل على الشرطة؟

خلال زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى أكاديمية الشرطة، أدلى بمجموعة تصريحات بشأن ممارسات الشرطة قبل ثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011، وأوضاع مراكز الإصلاح والتأهيل. وأثبتت منصتا تدقيق المعلومات المصريتان "متصدقش" و"صحيح مصر" عدم دقة هذه التصريحات.

قال السيسي "قدروا من خلال الشحن والشائعات والكذب والافتراء، إن يخلي قطاع كبير من الشعب المصري يبقى متحامل عليها (الشرطة)"، وأكدت "متصدقش" أن وزارة الداخلية ارتكبت انتهاكات مختلفة بحق المواطنين قبل الثورة، وفق ما وثقته منظمات حقوقية، والمجلس القومي لحقوق الإنسان، ولم تكن هذه الانتهاكات محض "افتراء". 

 

وذكر المجلس القومي لحقوق الإنسان في تقريره السنوي الأول لعام 2004/2005 أن 67 في المئة من شكاوى التعذيب التي وردت إليه تتعلق باستغلال قانون الطوارئ؛ لاعتقال وتعذيب ساكني المناطق العشوائية أو ذات الكثافة السكانية العالية؛ وهي الممارسات التي وصفها المجلس بـ "غير المنضبطة والمتعسفة".

 

وقال الرئيس المصري: "الدولة المصرية خدت مسار تطوير مراكز الإصلاح والتأهيل وأصبحت متفردة فيها"، وهو ما نفته كل من "متصدقش" و"صحيح مصر"، إذ رصدت منظمات حقوقية سوء أوضاع المساجين في مراكز الإصلاح والتأهيل ومراكز الاحتجاز في مصر، حد وقوع وفيات داخل هذه المراكز.

 

ونتيجة لسوء الأوضاع داخل السجون، أضرب سجناء بسجن "تأهيل 6"، وفق المبادرة المصرية للحقوق الشخصية. كما تفتقر السجون للرعاية الصحية، وفق تقرير وزارة الخارجية الأمريكية السنوي لعام 2023. إلى جانب توثيق مؤسسات حقوقية أخرى إقدام سجناء على الانتحار؛ نتيجة سوء أوضاع السجون. 

 

الأهلي ينضم إلى دوري آخر!


راج على بعض الصفحات المهتمة بكرة القدم المصرية خطاب موجه من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" إلى النادي الأهلي المصري، يتضمن موافقة الاتحاد على انضمام الأهلي إلى أي دوري في العالم، وذلك بعد تهديد إدارة النادي بالانسحاب من بطولة الدوري المصري.



 
 
 

راج على بعض الصفحات المهتمة بكرة القدم المصرية خطاب موجه من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" إلى النادي الأهلي المصري، يتضمن موافقة الاتحاد على انضمام الأهلي إلى أي دوري في العالم، وذلك بعد تهديد إدارة النادي بالانسحاب من بطولة الدوري المصري.

تحققت "صحيح مصر" من الخطاب، ليتبين أنه مفبرك، وأن النسخة الأصلية تعود إلى موسم 2020/2021، عندما أرسل رئيس الاتحاد الدولي، جياني إنفانتينو، خطاباً إلى رئيس اللجنة المكلفة بإدارة اتحاد الكرة المصري آنذاك، مهنئاً إياه بتتويج الزمالك بطلاً للدوري المصري.

وعدل الخطاب بإحدى برامج تحرير الصور، لتضاف جملة "تهانينا للأهلي"، كما لم تنشر حسابات النادي الأهلي على منصات التواصل الاجتماعي أو عبر موقعه الرسمي، أية أخبار عن السماح له باللعب في منافسات خارج المسابقات المحلية المصرية. 

وأعلن الأهلي انسحابه من مباراته أمام الزمالك، اعتراضاً على عدم تعيين طاقم تحكيم أجنبي لإدارتها، مهدداً بالانسحاب من منافسات الدوري، ما أدى إلى إعلان رابطة الأندية المحترفة خسارة الأهلي للمباراة.

 

الجيش الإسرائيلي ينفي جرائمه

نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بياناً زعم فيه استهداف "خلية عسكرية" في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، بعد أن أطلق أفرادها طائرة مسيرة للهجوم على القوات الإسرائيلية المتمركزة في المنطقة.

تواصل المرصد الفلسطيني "تحقق" مع مصادر على صلة بالضحايا الذين استهدفوا في الغارة، واتضح أن ادعاءات الجيش الإسرائيلي بشأنهم مضللة.

 

ونفى مدير المكاتب الخارجية في مؤسسة "الخير" في غزة محمد يوسف حسنة، صحة مزاعم الجيش الإسرائيلي، مؤكداً أن الضحايا كلهم من الطاقم الإغاثي للمؤسسة، الذين كانوا يعملون على مساعدة النازحين.

وعقب الحادث، أصدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بياناً انتقد فيه بيان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، واصفاً إياه بـ "الملئ بالأكاذيب"، التي من شأنها تبرير استهداف المدنيين.