مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

"بيع تذكرة حضور تشييع نصر الله"... أبرز المعلومات المضللة خلال الأسبوع

"بيع تذكرة حضور تشييع نصر الله"... أبرز المعلومات المضللة خلال الأسبوع

 

 تصدر هذه النشرة بالتعاون بين مجتمع التحقق العربي (AFH) و منصة رصيف22

 

يأتي هذا المقال ضمن نشرة أسبوعية متصلة بتدقيق "المعلومات"، ينشرها رصيف22 بالتعاون مع "مجتمع التحقّق العربي"، وهو مشروع بحثي متخصص يعتمد على البرمجيات لدعم منصّات التحقّق الإخباري العربية، وذلك عبر بضع آليات، منها استحداث قاعدة بيانات تجمع محتوى منصّات التحقّق إلكترونياً بمعايير تقنية موحدة ما يتيح أدوات بحث وتحليل واسعة النطاق.

 

تتصدى نشراتنا المختلفة لاضطراب المعلومات، والتحديات التي يفرضها علينا في الوصول للحقيقة، ما يضمن تقديم أخبار دقيقة وموثوق بها للجمهور.

انتشرت معلومات مضللة بالتزامن مع مزاعم حول مراسم تشييع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وخليفته هاشم صفي الدين، إذ ادّعت بعض المصادر أن الحزب يبيع تذاكر لحضور الجنازة مقابل 350 ألف ليرة لبنانية (أربعة دولارات أميركية)، إضافة إلى مزاعم أخرى؛ مثل حضور يهود للمراسم. وقد خضعت هذه الادعاءات للتدقيق من قبل منصات عربية متخصصة في التحقق من المعلومات خلال الأسبوع الجاري.

 

تذاكر المراسم

نشرت مواقع إلكترونية ومستخدمون على منصات التواصل الاجتماعي مزاعم مفادها أن حزب الله "يتاجر بجثة زعيمه ويبيع تذكرة لحضور التشييع بمبلغ 350 ألف ليرة". وأرفق هذا الادعاء بصورة تحمل اسم وصورة نصر الله.

دقق المرصد الفلسطيني "تحقق" في صحة هذا الزعم، وتوصل إلى زيفه عبر التواصل مع مسؤولة العلاقات العامة في "حزب الله"، رنا الساحلي، والمحلل السياسي اللبناني فيصل عبد الساتر، إذ نفى كلاهما للمرصد صحة ما يتم تداوله بشأن توزيع بطاقات مدفوعة للمشاركة في تشييع جثمان نصر الله.

وعن حقيقة صور البطاقات المرفقة بالزعم، تقول الساحلي إن هذه البطاقات غير صادرة عن الحزب، ومن المرجح أن يكون أحد المناصرين لحزب الله قد صممها.

كما وجد فريق "تحقق" أن معلومات البطاقة تحتوي على بعض الأخطاء؛ فقد ذُكر فيها أن اسم والدة نصر الله هو "مهدية صفي الدين"، في حين أن اسمها الحقيقي هو "نهدية صفي الدين". كما ورد أن تاريخ ميلاده هو 31 آب/أغسطس 1960، لكن التاريخ الصحيح هو 28 تشرين الثاني/نوفمبر 1959.

وشيعت جنازة الأمينين العامين لحزب الله حسن نصر الله وصفي الدين هاشم اللذين قتلا في غارتين إسرائيليتين منفصلتين، يوم الأحد ٢٣ شباط/فبراير ٢٠٢٥، في العاصمة اللبنانية بيروت، وسط إجراءات أمنية مشددة.

 

"وفد يهودي حضر الجنازة"

تناقلت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لأعضاء حركة ناطوري كارتا اليهودية، وهم يرتدون زياً يهودياً، ويحملون الأعلام الفلسطينية. وأرفقت الصورة بادعاء أنها التقطت لأعضاء الحركة أثناء حضورهم مراسم جنازة تشييع كل من نصر الله وصفي الدين.

وكتب بعض ناشري الصورة: "وصل وفد من عائلة مانديلا إلى بيروت للإلتحاق بموكب النور ووَجهت رسالة ابنة غيفارا ووفود من أيرلندا وأمريكا اللاتينية ووفد من رجال اليهود المناهضين للصهيونية وكثر غيرهم … كم كنت جامع وعابر للطوائف يانبراس المقاومة".

تحقق مرصد "كاشف" الفلسطيني من الصورة المتداولة من خلال البحث العكسي عن مصدرها، وتوصل إلى أن الصورة قديمة، وسبق أن التقطت لأعضاء من حركة ناطوري كارتا اليهودية المناهضة للصهيونية أثناء زيارتهم لبنان عام 2012.

والتقط الصورة المصور باتريك باز، ونشرها على حسابه في منصة "إكس" (تويتر سابقاً) بتاريخ 30 آذار/مارس 2012، قائلاً إنها "توثق لحظة وضع أعضاء الحركة إكليلاً من الزهور على قبر عماد مغنية في لبنان". 

 

"نصر الله يشاهد جنازته"



انتشرت صورة ومقطع فيديو لرجل دين مسن يرتدي عمامة سوداء وهو يجلس في شرفة مطلة على المدينة الرياضية، حيث شُيّع نصر الله وصفي الدين، وادعى الناشرون أن هذا الشخص هو نصر الله نفسه، وقد حضر لمشاهدة المشيعين لجنازته.



 
 
 

انتشرت صورة ومقطع فيديو لرجل دين مسن يرتدي عمامة سوداء وهو يجلس في شرفة مطلة على المدينة الرياضية، حيث شُيّع نصر الله وصفي الدين، وادعى الناشرون أن هذا الشخص هو نصر الله نفسه، وقد حضر لمشاهدة المشيعين لجنازته.

تحققت "صحيح العراق" من هذا الزعم، وتوصلت إلى زيفه، إذ إن الشخص الموجود في الشرفة المقابلة لموقع الجنازة -بحسب مصادر قريبة من حزب الله- هو رجل الدين قاسم الحائري، الذي بدت ملامحه  في مقطع الفيديو المنتشر شبيهة بنصر الله حتى اعتقد البعض أنه نصر الله ذاته.

والحائري هو معتمد المرجعية الدينية العليا في دولة الكويت، ويعد من الشخصيات البارزة في المجتمع الشيعي الكويتي، ويُشرف على "ديوان السيد الحائري"، الذي يُعد مركزاً للتواصل مع المجتمع وتنظيم الفعاليات المختلفة.

اعتاد الحائري على المشاركة في الفعاليات الدينية والاجتماعية، وحضور جنازات الشخصيات الدينية. وتضم صفحة "ديوان الحائري" العديد من الصور التي توثق مشاركته في مناسبات مختلفة، حيث علّق بعض المستخدمين على الشبه بينه وبين حسن نصر الله.

 

"سهرات أتباع حزب الله أثناء التشييع"

تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لامرأة ترقص داخل شقة سكنية، مدعية أنها مشاهد من سهرة لـ "أتباع حزب الله في إحدى شقق لبنان" بالتزامن مع مراسم جنازة نصر الله.

أجرت منصة "صحيح العراق" بحثاً عكسياً عن أصل الفيديو، وتوصلت إلى أنه نشر لأول مرة في شباط/فبراير الجاري عبر حسابات وصفحات تنشر حفلات من نوادي ليلية داخل العراق، وليس له علاقة بحزب الله. أما شعار "المقاومة الإسلامية في لبنان (حزب الله)"، فقد أضيف إلى الفيديو الأصلي بهدف التضليل.



كما انتشرت صورة يظهر فيها جثمان، ورجل مسن يقبله، وادعى ناشرو الصورة أنها التقطت أثناء استخراج جثمان نصر الله من المكان الذي دفن فيه، استعداداً لمراسم تشييعه. 



 
 
 

كما انتشرت صورة يظهر فيها جثمان، ورجل مسن يقبله، وادعى ناشرو الصورة أنها التقطت أثناء استخراج جثمان نصر الله من المكان الذي دفن فيه، استعداداً لمراسم تشييعه. 

دققت منصة "الفاحص" العراقية في مصدر الصورة، وتوصلت إلى أن ما نشر بشأنها مضلل، إذ إنها تعود لجثمان ابن خالة الإعلامية اللبنانية زينب عواضة، التي نشرت الصورة مع الرثاء في حسابها على منصة "إكس" في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2024.