مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

الجيش الإسرائيلي يحذر ترامب من الصدام مع مصر… أبرز المعلومات المضللة في أسبوع

الجيش الإسرائيلي يحذر ترامب من الصدام مع مصر… أبرز المعلومات المضللة في أسبوع

 

 تصدر هذه النشرة بالتعاون بين مجتمع التحقق العربي (AFH) و منصة رصيف22

 

يأتي هذا المقال ضمن نشرة أسبوعية متصلة بتدقيق "المعلومات"، ينشرها رصيف22 بالتعاون مع "مجتمع التحقّق العربي"، وهو مشروع بحثي متخصص يعتمد على البرمجيات لدعم منصّات التحقّق الإخباري العربية، وذلك عبر بضع آليات، منها استحداث قاعدة بيانات تجمع محتوى منصّات التحقّق إلكترونياً بمعايير تقنية موحدة ما يتيح أدوات بحث وتحليل واسعة النطاق.

 

تتصدى نشراتنا المختلفة لاضطراب المعلومات، والتحديات التي يفرضها علينا في الوصول للحقيقة، ما يضمن تقديم أخبار دقيقة وموثوق بها للجمهور.

ما زالت تداعيات تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن  تهجير أهالي غزة إلى مصر والأردن تتواصل، مُطلِقةً سيلاً من المعلومات المضللة خلال الأسبوع الماضي. ومن أبرز هذه الادعاءات، ما زُعم عن رفض الجيش الإسرائيلي لخطة ترامب، وتحذيره من مخاطر التصعيد مع مصر.

كما لم يسلم النظام السوري الجديد من موجة المعلومات المضللة، إذ انتشرت مزاعم بشأن منح الفلسطينيين الجنسية السورية، إضافةً إلى ادعاءات برفض رئيس المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، دعوة العراق لحضور القمة العربية.

 

الصدام مع مصر ومناورات مشتركة

نشر حساب "المايسترو" المثير للجدل تصريحاً منسوباً لرئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، شلومي بيندر، يعرب فيه عن رفض الجيش الإسرائيلي تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير مليون ونصف المليون فلسطيني إلى كل من مصر والأردن، محذراً من الصدام مع مصر.

كشفت منصة "كاشف" الفلسطينية زيف هذا التصريح، إذ لم يرفض الجيش الإسرائيلي خطة ترامب، لكن بيندر عبر عن مخاوفه من عواقب تنفيذها، ثم أوضح أنه يخضع بالكامل لتوجيهات الإدارة السياسية في بلده.

واستمرت المعلومات المضللة حول توتر العلاقات بين مصر وإسرائيل بعد الإعلان عن خطة التهجير، إذ نشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مصحوباً بزعم مفاده: "قراصنة مصريون يخترقون بث القناة 14 العبرية المقربة من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وبث النشيد الوطني المصري".

أجرت منصة "تحقق" الفلسطينية بحثاً عكسياً عن أصل الفيديو، قاد إلى أنه غير حقيقي، وأنتج باستخدام تقنيات وبرامج تعديل المقاطع المرئية، قبل أن يعرض على شاشة التلفاز على شكل مقطع فيديو، وكأن الاختراق حدث خلال البث المباشر للقناة. وخلصت منصة "تيقن" الفلسطينية إلى النتيجة ذاتها عند تدقيقها في الفيديو.

كما نشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مزاعم تحت عنوان: "الجيش الإسرائيلي: غداً سيكون هناك مناورات للجيش الأردني والإسرائيلي بشكل مشترك على شاطئ عسقلان وسديروت". 

راجعت منصة "تيقن" الحسابات الرسمية ووسائل الإعلام الإسرائيلية، وخلصت إلى أن هذا الخبر لم يرد في أي منها. 

 

نتنياهو يضلل بشأن تجويع غزة

أدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصريحات إلى شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة التي بدأت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر ٢٠٢٣، وخطة تهجير فلسطينيي غزة.

 



كشفت منصة "متصدقش" المصرية عما تخلل هذه التصريحات من أكاذيب، وأبرزها الادعاء بأن "الجيش الإسرائيلي لم يتعمد تجويع الفلسطينيين في غزة". ويتناقض هذا الادعاء مع ما توصلت إليه لجنة التحقيق الأممية الخاصة بالممارسات الإسرائيلية، التي أكدت أن إسرائيل تعمدت التسبب في الموت والجوع والإصابات الجسيمة في غزة.



 
 
 

كشفت منصة "متصدقش" المصرية عما تخلل هذه التصريحات من أكاذيب، وأبرزها الادعاء بأن "الجيش الإسرائيلي لم يتعمد تجويع الفلسطينيين في غزة". ويتناقض هذا الادعاء مع ما توصلت إليه لجنة التحقيق الأممية الخاصة بالممارسات الإسرائيلية، التي أكدت أن إسرائيل تعمدت التسبب في الموت والجوع والإصابات الجسيمة في غزة.

كما ردد نتنياهو أن "الرئيس ترامب يقول إنه سيُصلح الدمار الذي أحدثته حماس"، وهو ما يتناقض مع تقرير صادر عن الاستخبارات الأمريكية، نشرته شبكة "سي إن إن"، والذي أشار إلى أن نحو 40-45% من الذخائر الجوية والأرضية الإسرائيلية كانت غير موجهة بدقة. بالإضافة إلى ذلك، دمر الجيش الإسرائيلي 170.8 ألف مبنى في غزة كلياً أو جزئياً، ما يعادل نحو 69% من مباني القطاع.

كما عبر نتنياهو عن ترحيبه بخطة التهجير قائلاً: "هل تترك الناس مع كل هذا الدمار؟ هل تقولون حسناً عليهم أن يقفوا مكتوفي الأيدي ويطردوا لأن لا أحد يسمح لهم بالمغادرة"، وهو ما يعد تلاعباً بالحقائق، إذ يرفض أهالي غزة التهجير؛ لتمسكهم بالأرض وليس لعدم السماح لهم بمغادرة القطاع، بحسب بيان للعائلات والقبائل الفلسطينية في القطاع.

 

صورة تجمع الشرع بنتنياهو 

زج بالنظام السوري الجديد في دائرة التوترات الإقليمية التي تصاعدت عقب تصريحات ترامب حول التهجير، إذ  تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مزاعم بشأن تقارب بين رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، وكل من الولايات المتحدة وإسرائيل.

انتشرت على حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة يظهر فيها الشرع بجانب نتنياهو، مصحوبة بزعم أنها صورة مسربة من لقاء جمع بين الاثنين.

 

تحققت منصة "كاشف" من الصورة عبر البحث العكسي باستخدام أدوات البحث عن الصور التي يوفرها محرك البحث جوجل، وتوصلت إلى أنها مفبركة. والتقطت الصورة الأصلية أثناء اجتماع نتنياهو بوزير الدفاع السابق يوآف غالانت، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي؛ لإجراء تقييم أمني، وتضمن التقرير صورة من اللقاء.



 
 
 

تحققت منصة "كاشف" من الصورة عبر البحث العكسي باستخدام أدوات البحث عن الصور التي يوفرها محرك البحث جوجل، وتوصلت إلى أنها مفبركة. والتقطت الصورة الأصلية أثناء اجتماع نتنياهو بوزير الدفاع السابق يوآف غالانت، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي؛ لإجراء تقييم أمني، وتضمن التقرير صورة من اللقاء.

كما انتشرت مزاعم داخل تصميم عليه شعار صحيفة الأخبار اللبنانية، تفيد بأن الشرع أبلغ الإدارة الأمريكية الجديدة موافقته على منح الجنسية السورية لكل الفلسطينيين المسجلين كلاجئين في سوريا، على أن يتركوا "أمر الصراع مع إسرائيل".

راجعت "متصدقش" منصات وحسابات صحيفة الأخبار اللبنانية، ولم تجد هذا خبر منشوراً على أي منها، فضلاً عن أن التصميم المنتشر يختلف في الجودة والأسلوب عن التصميمات الأصلية المستخدمة في نشر أخبار الصحيفة. كما سبق أن وصف الشرع في حواره مع "الإيكونومست" مخطط ترحيل الفلسطينيين بـ "الجريمة الكبرى".

وادعت حسابات على منصات التواصل الاجتماعي، أن الشرع رفض دعوة العراق لحضور القمة العربية في بغداد، المقرر عقدها في أيار/مايو ٢٠٢٥.

توصلت منصة "فارق" السورية إلى زيف هذا الادعاء، إذ لم تجد أية وسيلة إعلامية عراقية أو سورية موثوقة نشرت معلومات بهذا الشأن. كما أن الحكومة العراقية لم توجه بعد دعوات حضور القمة لأي من الدول العربية، نظراً إلى أنه لم يحدد بعد تاريخها. 

ونقلت صحيفة مونت كارلو عن الخارجية العراقية أن هناك توجهاً لدى رئاسة الجمهورية العراقية لتقديم دعوة رسمية إلى الشرع لحضور القمة العربية.