مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

مساعدات أمريكية لشراء واقيات ذكرية… أبرز المعلومات المضللة في أسبوع

مساعدات أمريكية لشراء واقيات ذكرية… أبرز المعلومات المضللة في أسبوع

 

 تصدر هذه النشرة بالتعاون بين مجتمع التحقق العربي (AFH) و منصة رصيف22

 

يأتي هذا المقال ضمن نشرة أسبوعية متصلة بتدقيق "المعلومات"، ينشرها رصيف22 بالتعاون مع "مجتمع التحقّق العربي"، وهو مشروع بحثي متخصص يعتمد على البرمجيات لدعم منصّات التحقّق الإخباري العربية، وذلك عبر بضع آليات، منها استحداث قاعدة بيانات تجمع محتوى منصّات التحقّق إلكترونياً بمعايير تقنية موحدة ما يتيح أدوات بحث وتحليل واسعة النطاق.

تتصدى نشراتنا المختلفة لاضطراب المعلومات، والتحديات التي يفرضها علينا في الوصول للحقيقة، ما يضمن تقديم أخبار دقيقة وموثوق بها للجمهور.

 

واصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إطلاق تصريحاته المثيرة للجدل؛ فبعد حديثه عن تهجير مليون ونصف المليون فلسطيني إلى مصر والأردن، ما أثار احتجاجات رافضة أمام معبر رفح في مصر، عاد ليتحدث عن ما وصفه بإساءة استخدام المساعدات التي يزعم أن الولايات المتحدة قدمتها لفلسطين خلال السنوات الماضية. وخلال الأسبوع، تحقق مدققو معلومات عرب من مدى دقة تصريحات ترامب، التي تضمن بعضها معلومات مضللة، إلى جانب التحقق من المقاطع البصرية التي انتشرت خلال الاحتجاجات أمام معبر رفح.

 

هل سرق متظاهرون مصريون مساعدات غزة؟

عقب حديث ترامب عن تهجير مليون ونصف المليون فلسطيني إلى مصر والأردن، نظمت مجموعة من القوى السياسية المصرية مظاهرات أمام معبر رفح رفضاً لهذا المخطط. 

 



وبالتزامن مع المظاهرة، انتشر مقطع فيديو لمواطنين مصريين يحاولون الوصول إلى أغذية من شاحنة قرب معبر رفح، مرفقاً بزعم بأنهم كانوا "ينهبون المساعدات المتجهة لغزة". وأسهمت مواقع إسرائيلية في الترويج لهذا الادعاء.



 
 
 

وبالتزامن مع المظاهرة، انتشر مقطع فيديو لمواطنين مصريين يحاولون الوصول إلى أغذية من شاحنة قرب معبر رفح، مرفقاً بزعم بأنهم كانوا "ينهبون المساعدات المتجهة لغزة". وأسهمت مواقع إسرائيلية في الترويج لهذا الادعاء.

فندت منصة "متصدقش" المصرية هذا الزعم، مشيرة إلى أن المقاطع المصورة التقطت خلال توزيع وجبات وعصائر على المتظاهرين. كما قاد تحقق المنصة إلى أحد الفيديوهات الذي نشر تحت عنوان "المصريون يوزعون الأكل للمتظاهرين أمام معبر رفح"، ويظهر فيه العشرات حول شاحنة كبيرة أثناء استلامهم وجبات غذائية.

وأكد شهود عيان لـ "متصدقش" أن الشاحنات لم تكن في طريقها إلى غزة، وأن الوجبات التي وزعت كانت مخصصة للمتظاهرين الذين لم يعترضوا طريق شاحنات المساعدات.

 

علاوة على أن شاحنات المساعدات تفتح فقط عند معبر كرم أبو سالم، الذي تديره السلطات الإسرائيلية، حيث تخضع للفحص والتفتيش قبل أن تتجه إلى قطاع غزة. 

جاء تنظيم هذه المظاهرة عقب ما أثير من جدل بشأن استقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مكالمة من نظيره الأمريكي؛ لعرض خطة الأخير لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن.

 

قوبلت تصريحات ترامب بالنفي من مصدر رسمي مصري رفيع المستوى، الذي أكد أن السيسي لم يتلقَّ أي اتصال منه، بحسب ما نشره موقع "صحيح مصر" لتدقيق المعلومات. 

وانتهى الجدل حينما أدلى السيسي بتصريحات إلى وكالة "رويترز" ترفض ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن "ما يتردد حول تهجير الفلسطينيين لا يمكن أبداً التساهل أو السماح به لتأثيره في الأمن القومي المصري".

 

أما على الجانب الأردني، انتشر على حسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لملك الأردن عبدالله الثاني، يؤكد فيه أن تهجير الفلسطينيين من غزة إلى الأردن ومصر "خط أحمر"، مصحوباً بزعم أن تصريح ملك الأردن جاء تعليقاً على تصريحات ترامب الأخيرة.

منصة "كاشف" الفلسطينية، أجرت بحثاً عكسياً عن الفيديو، قاد إلى أن الفيديو قديم، وسبق أن التقط خلال مؤتمر صحفي جمع بين الملك عبدالله الثاني والمستشار الألماني في برلين في تشرين الأول/أكتوبر 2023. 

 

الجدير بالذكر أن الأقاويل حول تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن ترددت عقب هجمات السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، والعدوان الإسرائيلي على غزة، ما استدعى رداً رسمياً من مصر والأردن في حينها. 

 

"مساعدات لشراء واقيات ذكرية"

وعلى جانب آخر، أثار قرار الولايات المتحدة بتعليق المساعدات المقدمة لدول العالم موجة من الجدل. وفي هذا السياق، ادعت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، في مؤتمر صحفي عقد في 28 كانون الثاني/ يناير 2025، أن وزارة كفاءة الحكومة، ومكتب الإدارة والميزانية، كشفا أن "هناك ما يقرب من 50 مليون دولار من أموال دافعي الضرائب تم صرفها لتمويل شراء الواقي الذكري في غزة".



 
 
 

وعلى جانب آخر، أثار قرار الولايات المتحدة بتعليق المساعدات المقدمة لدول العالم موجة من الجدل. وفي هذا السياق، ادعت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، في مؤتمر صحفي عقد في 28 كانون الثاني/ يناير 2025، أن وزارة كفاءة الحكومة، ومكتب الإدارة والميزانية، كشفا أن "هناك ما يقرب من 50 مليون دولار من أموال دافعي الضرائب تم صرفها لتمويل شراء الواقي الذكري في غزة".

 

وفي اليوم التالي، أدلى ترامب بتصريحات، قائلاً: "أوقفنا إرسال مساعدات إلى غزة بقيمة 50 مليون دولار؛ من أجل إرسال واقيات ذكرية لحماس"، زاعماً أنها (الأوقيات الذكرية) "استعملت في إعداد قنابل وإطلاقها على إسرائيل".

 

كشفت منصتا "متصدقش" و"كاشف" زيف ادعاءات ترامب؛ إذ لم تنفق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أيَ أموال على الواقيات الذكرية في الشرق الأوسط بأكمله.


وبحسب وكالة "رويترز"، لم تسجل شحنات الوكالة أية واقيات ذكرية لقطاع غزة في الفترة بين عامي 2007 و2023، كما قال المتحدث باسم أنيرا -منظمة مساعدات تتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مبادرة صحية بقيمة 50 مليون دولار في غزة- إن برنامج المنظمة لا يتضمن تمويل شراء واقيات ذكرية.

 

وبحسب موقع CNN، فإن إجمالي إنفاق الوكالة الأمريكية على الواقيات الذكرية في كل أنحاء العالم أقل من 50 مليون دولار. 

 

التضليل حول غزة ما زال قائماً

بينما دخلت الهدنة في غزة حيز التنفيذ منذ نحو أسبوعين، ما زالت المعلومات المضللة تخيم على أجواء القطاع الذي تشهد أرجاءه عودة السكان تدريجياً.

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة على أنها مأخوذة من غزة، عقب عودة النازحين إلى منازلهم.

 

من ضمن هذه الصور، انتشر مقطع فيديو لسيدة تقوم بأعمال البناء، على أن الفيديو التقط من غزة لسيدة تعيد بناء بيتها المتهدم، جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع. 

دققت منصة "تحقق" الفلسطينية في الفيديو، وتبين لها أنه التقط في تركيا، وليس له علاقة بعودة النازحين إلى منازلهم في غزة.

 

الأمر ذاته تكرر عند انتشار صورة تظهر مجموعة من الخضروات مصفوفة فوق دبابة، مع ادعاء أن الصورة التقطت حديثاً في غزة، وأن الدبابة التي تظهر في الصورة من طراز ميركافا الإسرائيلية.

وأثبت البحث العكسي لمنصة "تحقق" أن الصورة تظهر دبابة من بقايا جيش النظام السوري، عقب انسحابه من ريف دمشق. 

 

كما نشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر أعمال بناء داخل مبنى على أنها أعمال بناء جرت عقب اتفاقية وقف إطلاق النار، غير أن تدقيق "كاشف" أثبت أن الفيديو التقط قبل العدوان الإسرائيلي على غزة.

 

وطالت المعلومات المضللة عمليات تبادل الأسرى، إذ تداولت مزاعم عن زواج أسيرة إسرائيلية من أحد عناصر حركة حماس، وأنجبت طفلاً عمره ثلاثة أشهر، ووقع خلاف بين إسرائيل وحركة حماس حول استعادة هذه الأسيرة ورضيعها.

 

هذه المزاعم نفاها القيادي في حماس محمود المرداوي لـ"كاشف"، كما لم تنشر أية وسيلة إعلامية إسرائيلية معلومات في هذا الشأن.