يأتي هذا المقال ضمن نشرة أسبوعية متصلة بتدقيق "المعلومات"، ينشرها رصيف 22، بالتعاون مع "مجتمع التحقّق العربي"، وهو مشروع بحثي متخصص يعتمد على البرمجيات لدعم منصّات التحقّق الإخباري العربية، وذلك عبر بضع آليات، منها استحداث قاعدة بيانات تجمع محتوى منصّات التحقّق إلكترونياً بمعايير تقنية موحدة، ما يتيح أدوات بحث وتحليل واسعة النطاق.
تتصدى نشراتنا المختلفة لاضطراب المعلومات، والتحديات التي يفرضها علينا في الوصول إلى الحقيقة، ما يضمن تقديم أخبار دقيقة وموثوق بها، للجمهور.
أثار إعلان رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة بعد أكثر من 15 شهراً من الحرب، موجة من الادعاءات المضللة. شملت هذه الادعاءات تلقي قطاع غزة دعماً من دول عربية، في إطار عملية إعادة الإعمار، إلى جانب انتشار مزاعم بشأن احتفالات واسعة في مدن فلسطينية محلية، وعواصم عربية، واحتفالات لأفراد حركة حماس وأسرى فلسطينيين. وقد فنّد مدققو معلومات عرب هذه الادعاءات خلال هذا الأسبوع.
تزامن توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ودخوله حيز التنفيذ مع انتشار موجة من المعلومات المضللة، تضمنت مزاعم عن تضامن إقليمي تمثل في المشاركة بإعادة إعمار غزة من خلال تقديم مبالغ مالية أو إرسال شاحنات محملة بالمعدات اللازمة.
تداولت حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي خبراً مفاده إعلان المملكة العربية السعودية تقديم خمسة مليارات دولار لإعادة إعمار غزة.
كشفت منصة "صدق اليمنية" زيف هذا الادعاء، إذ اقتصر البيان الذي أصدرته الخارجية السعودية عقب إعلان الهدنة، على الترحيب بالاتفاق، وتثمين جهود الوسطاء، وشدَد على ضرورة الالتزام بالهدنة، وانسحاب القوات الإسرائيلية بشكل كامل من غزة والأراضي الفلسطينية، دون أن يتضمن أية إشارات إلى تقديم مبالغ مالية لإعادة إعمار غزة.
كما نشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر فيها شاحنات مصرية، مرفقة بادعاء أنها تحمل معدات لإعادة إعمار قطاع غزة عقب دخول الهدنة حيز التنفيذ.
أسفر تحقق مرصد "كاشف" الفلسطيني عن أن الادعاء قديم، إذ التقطت مقاطع الفيديو عام 2021، حينما أرسلت معدات وطواقم فنية مصرية إلى غزة لإعادة الإعمار.
تواصل فريق المرصد مع مدير المكتب الإعلامي الحكومي، إسماعيل الثوابتة، الذي أوضح أن الشاحنات التي دخلت قطاع غزة لا علاقة لها بمسألة إعادة الإعمار، وإنما تحمل مواد غذائية، وسلعاً أساسية، وغازاً ووقوداً. كما أكد أن إعادة الإعمار تتطلب ترتيبات واسعة سيتم اتخاذها بناءً على قرار سياسي في الأيام أو الأشهر المقبلة.
كما راج على منصات التواصل الاجتماعي ادعاءً نصه: "بنك فلسطين سيقوم بإدخال عربيات صرافة متنقلة لتلبية حاجة سكان قطاع غزة". وهو ما كشف زيفه مرصد "كاشف" بعد التواصل مع رئيس دائرة الاتصال المؤسسي والعلاقات العامة في بنك فلسطين، ربيع دويكات، الذي نفى صحة هذه المعلومات.
أثار الترحيب والتثمين الشعبي الفلسطيني والإقليمي لاتفاقية وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الموقعة في 15 كانون الثاني/ يناير 2024، موجة من المعلومات المضللة. شملت هذه المعلومات تداول صور ومقاطع فيديو لاحتفالات مزعومة أو مقتطعة من سياقها، تضمنت مشاهد لأسرى في السجون الإسرائيلية، واحتفالات من مدن فلسطينية، وأفراد من كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، بالإضافة إلى احتفالات قيل إنها من دول عربية تعبيراً عن الفرح بالإعلان عن الهدنة.
انتشر على مجموعات تطبيق الواتساب مقطع فيديو يُسمع فيه تكبيرات من داخل مباني، مع ادعاء أن الفيديو يعرض تكبيرات أسرى فلسطينيين داخل السجون تزامناً مع إعلان صفقة وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
كشف تحقق مرصد "كاشف" أن الفيديو يعود لتكبيرات الأسرى في سجن رومية في لبنان فرحاً بسقوط نظام الأسد، وليس له علاقة بالأسرى في السجون الإسرائيلية.
تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر عناصر من كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- وسرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- وهم يتعانقون، مع الادعاء بأن الفيديو تم تصويره بالتزامن مع الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
إلا أن هذا الادعاء اتضح أنه مضلل، إذ يعود الفيديو إلى عام 2023، ويوثق لحظة تسليم الدفعة الخامسة من المحتجزين الإسرائيليين، ولا علاقة له باتفاق وقف إطلاق النار الحالي.
كما تناقلت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مكون من مشهدين يُظهر آلاف الأشخاص داخل ساحات المسجد الأقصى، مرفقاً بادعاء أنه يوثق تكبيرات من المسجد الأقصى عقب الإعلان عن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
غير أن البحث العكسي الذي أجراه مرصد "كاشف" كشف أن الفيديو يعود إلى رمضان عام 2023، عندما تجمع المصلون في ساحات المسجد الأقصى في إحدى ليالي الشهر، ولا علاقة له باتفاق وقف إطلاق النار الأخير.
كما راج مقطع فيديو آخر على مواقع التواصل الاجتماعي يُظهرأفراد من حركة حماس يكبرون داخل أحد الأنفاق، مصحوباً بادعاء أنه التقط عقب الإعلان عن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
كما راج مقطع فيديو آخر على مواقع التواصل الاجتماعي يُظهرأفراد من حركة حماس يكبرون داخل أحد الأنفاق، مصحوباً بادعاء أنه التقط عقب الإعلان عن التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. إلا أن بحثاً أجراه مرصد "كاشف" كشف أن المقطع قديم، واقتطع من فيديو نشرته كتائب القسام، حيث يوثق استهداف قوات تابعة لجيش الاحتلال في بيت حانون والاشتباك معها خلال عام 2023.
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة تُظهر تجمعاً للمواطنين وسط إطلاق الألعاب النارية، مع ادعاء أنها صورة حديثة تعود للاحتفالات في مدينة نابلس، بالتزامن مع الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
توصل مرصد كاشف عبر البحث العكسي إلى أن الصورة قديمة، كما قال مُصور الصورة، عمار تكروري، إن الصورة منشورة على حسابه عبر منصة انستغرام منذ عام 2023، وتُظهر احتفالات على دوار الشهداء في مدينة نابلس بعد تنفيذ عملية مستوطنة النبي يعقوب، والتي أسفرت عن مقتل ثمانية إسرائيليين وإصابة عشرة آخرين.
نشرت حسابات على منصة إكس مقطع فيديو ادَّعت أنه يوثق احتفالات في صنعاء، وعدد من المحافظات اليمنية عقب الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وكشف تحقق منصة "يوب يوب" أن الادعاء مضلل، إذ إن المقطع المتداول قديم ولم يلتقط في مدينة صنعاء. وتبين أن الفيديو التُقط في الأول من كانون الثاني/يناير الحالي، ويوثق إطلاق الألعاب النارية في العاصمة العراقية، بغداد، احتفالاً برأس السنة الميلادية.