شهد عام 2024 انتشار العديد من الادعاءات المضللة حول فلسطين واليمن والسودان وسوريا
اختارت منصات "تيقن" الفلسطينية، و"فارق" السورية، و"يوب يوب" اليمنية، و"بيم ريبورتس" السودانية أبرز الادعاءات التي انتشرت وتحققوا منها خلال عام 2024. وعمل مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام تقليدية على نشر هذه الادعاءات في الدول الأربعة المتأثرة بالحروب والنزاعات.
شهد عام 2024 انتشار العديد من الادعاءات المضللة التي راجت تزامناً مع استمرار الحرب على غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023
“
شهد عام 2024 انتشار العديد من الادعاءات المضللة التي راجت تزامناً مع استمرار الحرب على غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، والاغتيالات التي طالت قيادات حركة حماس، ومواقف مختلف الدول من العدوان الإسرائيلي على غزة، والدعاية الإسرائيلية المضللة عن الحرب.
شاركت منصة "تيقن" الفلسطينية خمسة ادعاءات تحققت منهم خلال 2024، على رأسهم الادعاء الذي روج له نائب قائد كتيبة كفير في الجيش الإسرائيلي، المقدم غاي بسون، في لقاء له، قال فيه إن تم العثور على جثامين ثمانية رضع مقتولين على أيدي مقاتلي حماس، يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 في بئيري. وهو ما نشرته القناة 14 العبرية عبر حسابها على منصة يوتيوب.
عبر الاطلاع على تقرير صحيفة "هارتس" العبرية، اتضح أن مجلس كيبوتس بئيري نفى ما صرح به غاي بسون خلال لقاءه مع القناة 14 العبرية، سواء مقتل أطفال رضع، أو مقتل إحدى الناجيات من المحرقة في بئيري.
كما أشار فريق تيقن إلى تكرار الادعاءات الإسرائيلية غير الصحيحة، حيث راج خبر في بداية الحرب على غزة، مفاده العثور على جثامين 40 طفلاً في المستوطنات المُجاورة للقطاع يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023؛ وهو ما اتضح أنه نشر بواسطة صحفية تُدعى Nicole zedeck، نقلاً عن جنود. ولم يؤكد هذه المعلومات أي مصدر موثوق، ولم يرد في تصريحات أي مسؤول إسرائيلي.
تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو بعنوان "هذا ماحدث الليلة في الاردن بتحريض من حماس". كشف تحقق منصة "تيقن" أن الفيديو قديم ويعود لمواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن في مدينة الرمثا عام 2019، حيث اندلعت المواجهات الظاهرة بالفيديو إثر احتجاجات على خلفية قرارات جمركية أصدرتها الحكومة، وليس لها علاقة بالمظاهرات التي شهدتها العاصمة الأردنية، عمان؛ تنديداً باستمرار الحرب على قطاع غزة، وقتل المدنيين وحصارهم.
تناقلت حسابات وصفحات عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مرفق بعنوان جاء فيه: "مكان استهداف اسماعيل هنية في طهران".
تحقق فريق تيقن من الفيديو، وتبيّن أنه نُشر عبر الانترنت قبل نحو ثلاثة أشهر تقريباً من الادعاء، وهو يظهر القنصلية الإيرانية بدمشق. تزامن رواج الفيديو مع إعلان حركة "حماس" اغتيال رئيس مكتبها السياسي، إسماعيل هنية، إثر استهدافه بغارة إسرائيلية في طهران، وتأكيد السلطات الإيرانية الاغتيال.
نشرت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع صوتي لتلاوة من القرآن الكريم قيل إنه من ترتيل قائد حركة المقاومة الإسلامية يحيى السنوار.
بحث فريق تيقن المقطع المتداول عبر تدقيق صوت السنوار، عبر مراجعة مجموعة من خطاباته السابقة وتبين أن الصوت لا يتشابه مع صوت السنوار. كما اتضح أن الصوت يعود لقارئ مصري يُدعى ناصر السعيد، الذي أكد لفريق تيقن أنه قرأ الآيات الواردة في المقطع الصوتي تزامناً مع خبر ارتقـاء يحيى السنوار، ونشرها مع وضع صورة السنوار؛ لكي يكون الفيديو معبراً.
شهد عام 2024 تطورات كبيرة في الصراع السوري، تمثلت في سقوط نظام الأسد ومغادرته البلاد، وتولي المعارضة السورية زمام الحكم. هذا التحول أطلق موجة كبيرة من المعلومات المضللة، التي تناولت مواقف الدول من النظام السوري الجديد، ومستقبل النساء والأقليات الدينية في ظل قيادة تحالف هيئة تحرير الشام للحكومة المؤقتة. كما انتشرت شائعات بشأن الأوضاع داخل السجون السورية، واغتيالات علماء سوريين على يد الموساد الإسرائيلي، بالإضافة إلى مواقف الحكومة السورية الحالية من القضية الفلسطينية.
اختارت منصة "فارق" السورية مجموعة من أبرز المعلومات المضللة التي دققتها خلال العام، أبرزها جاء عقب تداول حسابات على منصات التواصل الاجتماعي فيديو لشخصٍ يوزع الحلوى على المارة، مع ادعاء أن توزيع حلوى في إدلب جاء احتفاءً بموت الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
كشف تدقيق "فارق" أن الفيديو يعود لتوزيع الحلوى في بلدة دركوش بريف إدلب فرحاً بمقتل قاسم سليماني عام 2020، وليس له علاقة بموت الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، ووزير خارجيته أمير عبد اللهيان، في حادثة تحطم طائرة مروحية.
تداولت حسابات على منصات التواصل الاجتماعي صورة استمارة، وأرفقتها بخبر فرض تأشيرة على اللبنانيين الراغبين بدخول الأراضي السورية.
قاد التحقق الذي أجراه فريق "فارق" إلى نفي رسمي من حساب السفارة السورية في بيروت، بالإضافة إلى نشر خبر يتضمن النفي على موقع وكالة الأنباء الرسمية "سانا". كما تبين أن صورة الاستمارة المرفقة بالخبر لا تشير بأي شكل إلى أنها مخصصة للبنانيين. جاء انتشار هذا الخبر في وقت يواجه فيه السوريون صعوبات متزايدة في دخول لبنان، ما دفع العديد منهم منذ أشهر إلى المطالبة بتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل.
كما تم تفنيد ادعاء متداول مفاده إلقاء القبض على مدير سجن صيدنايا في سوريا، إذ اتضح أن الفيديو نشرته حسابات من جبلة في سوريا قبل نشر الادعاء بنحو ثلاثة أيام، وقالت حينها إنه لشخص كان ينقل معلومات المعارضين لقوات النظام.
وراج ادعاء مفاده أن أحد مقاتلي المعارضة السورية يدمر تمثالاً للسيدة العذراء في ريف حماة، بعد سقوط نظام الأسد، تبين أن الفيديو قديم من اليعقوبية في إدلب عام 2013، ويظهر أحد قيادات تنظيم داعش وهو يدمر التمثال.
كما فندت "فارق" مزاعم بشأن منع دخول النساء لا يرتدين لباس ساتر للرأس إلى إدلب وسرمدا والدانا، وتبين أن الادعاء مضلل، ولم تنشره الحكومة السورية الجديدة على أي من منصاتها الرسمية.
انتشر خلال 2024 العديد من الادعاءات والمزاعم بشأن استهدافات الحوثيين لسفن إسرائيلية وأميركية في البحر العربي، انطلاقاً من التضامن مع غزة، كما راجت العديد من الادعاءات المضللة بشأن الصراع مع إسرائيل في المنطقة العربية، وتأثيراتها في اليمن واقتصادها.
فندت منصة "يوب يوب" اليمنية تصريحاً متلفزاً للناطق باسم القوات المسلحة التابعة للحوثيين تضمن استهداف السفينة " MEGALOPOLIS " المتجهة إلى مواني إسرائيلية، في بحر العرب بعدد من الطائرات المسيرة، هو ما تبين أنه مضلل استناداً إلى أدوات تتبع السفن التي أظهرت أن السفينة التجارية " MEGALOPOLIS " عبرت البحر البحر العربي، ورست في ميناء صلالة بسلطنة عمان، بعد ساعات من إعلان الحوثيين استهدافها. ولم تعلن الشركة المالكة للسفينة، عن تعرض أي سفينة لها للهجوم.
نشرت حسابات وصفحات على منصات التواصل الاجتماعي ادعاءً يتضمن أن 1,56 طن من احتياطي اليمن من الذهب المودع في بنك انجلترا قد اختفى، وهو ما تسبب في إنهيار الريال اليمني مقابل الدولار.
توصل تحقق "يوب يوب" من خلال عملية البحث المتقدم إلى أن احتياطيات الذهب في اليمن ظلت دون تغيير عند 1.56 طن. كما لم يتم العثور على تفاصيل عن موقع إيداع احتياطي الذهب اليمني، ولا تتوفر أي معلومات في هذا الصدد على موقع بنك إنجلترا، الذي يكتفي بتقديم بيانات مجمعة عن إجمالي الذهب فقط. كما كشفت المنصة عن تضاءل تأثير دور احتياطي الذهب على سعر العملات منذ عام 1973، بالتزامن مع انتهاء العمل بنظام العملات الثابتة.
راج ادعاء مفاده، تأكيد هيئة الاستثمارات المصرية أن الاستثمارات اليمنية في مصر بلغت 12 مليار دولار، وهو ما كشفت "يوب يوب" زيفه؛ إذ لا يوجد أي تصريح أو بيان أو إحصائية رسمية عن هيئة الاستثمارات المصرية، ذكرت أن الاستثمارات اليمنية في مصر بلغت 12 مليار دولار. كما اتضح أن الموقع الإلكتروني لـ "أنصار الله " التابع للحوثيين وصحيفة " لا" الموالية، كانا أول من أطلق الإشاعة في عام 2019 من دون إسنادها إلى أي مصدر رسمي.
مع اندلاع الصراع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع العام الماضي، أُطلقت موجة من الحملات المنسقة التي روجت لمعلومات مضللة. تضمنت هذه الحملات نشر انتصارات وهمية لكل طرف، وتشويه الحقائق لإظهار إخفاقات الطرف الآخر. كما شهدت هذه الفترة تصاعداً في الصراع الإلكتروني بين الموالين للجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى انتشار واسع للمعلومات المضللة والتلاعب بالرأي العام.
اختارت منصة "بيم ريبورتس" أبرز المعلومات المضللة التي تحققت منها خلال عام 2024، والتي شملت طرفي الصراع في السودان.
سلَط تقرير صادر عن منصة "بيم ريبورتس" الضوء على إحدى شبكات التضليل المنسقة والمعقدة التي تهدف إلى دعم الجيش السوداني، من خلال تقديم معلومات مضللة وتضخيمها وتوسيع انتشارها. قادت هذه الحملة صفحة باسم "سما السودان" أُنشئت بعد اندلاع الصراع في السودان بشهرين.
كان أبرز ما كشفه التقرير، أن الشبكة تتكون من خمس صفحات رئيسة، يتابعها في المجمل أكثر من 787 ألف متابع، وتدار معظمها من تركيا وسوريا. فيما تعمل على تضخيم محتوى الشبكة مجموعة كبيرة من الحسابات، عبر الإعجاب ومشاركة المحتوى في "مجموعات" على "فيسبوك" في سلوك منسق. كما تدعم العديد من الحسابات شبكة "سما السودان"؛ لضمان انتشار محتواها في الفضاء الرقمي السوداني، في حين يدار بعض هذه الحسابات على نحوٍ طبيعي، يدار بعضها الآخر بطريقة تبدو أنها آلية.
تداولت العديد من القنوات الإخبارية والحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي خبراً، تضمن إسقاط عناصر من الدعم السريع طائرة في ولاية شمال دارفور، كما تم تداول مقاطع فيديو تُظهر حطام الطائرة ووثائق طاقمها.
تضاربت الادعاءات بشأن الطائرة، إذ أفاد بيان المتحدث باسم "الدعم السريع" أن قواتهم أسقطت طائرة حربية أجنبية كانت تسقط البراميل المتفجرة على رؤوس المدنيين الأبرياء في مدن السودان المختلفة، كما ذكر عناصر من الدعم السريع أنهم أسقطوا طائرة "أنتونوف مصرية"، وأن من قتلوا في الحادثة مصريون. بالإضافة إلى تناقل خبر العثور على جواز سفر روسي لشخص يُعتقد أنه كان من ضمن الطاقم، إلى جانب إطلاق ادعاءات شملت نعياً لرتب عسكرية في الجيش السوداني.
كشف تدقيق فريق "بيم ريبورتس" أن الطائرة في لحظة إسقاطها كانت تعمل تحت إمرة الحكومة السودانية، وأن أفراد من الجيش السوداني قتلوا في الحادثة.
ودقق "مرصد بيم" السوداني محتوى منصة "ملفات عربية" التي تركز على نشر وترويج محتوى يهاجم الجيش السوداني، والحركات المسلحة المتحالفة معه. كما يتضمن محتوى الحساب تقارير مصوّرة معدّة بعناية لتأليب الرأي العام على الجيش السوداني، وتقويض الثقة فيه.
تبين أن المنصة تعمل على نشر معلومات مضللة بشأن وجود "جماعات إرهابية" داخل الجيش السوداني، من دون ذكر أسانيد موثوقة تدعم هذه الادعاءات. كما تستمد المنصة معلوماتها فيما يخص النزاع في السودان، من حسابات على منصة "إكس" عُرفت بنشر محتوى غير دقيق، مع الدعاية والتضليل لمصلحة قوات "الدعم السريع".
وراج مقطع فيديو يظهر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" وسط جنوده، على أنه مقطع حديث يوثق ظهوره في أحد شوارع العاصمة السودانية الخرطوم. كشف تحقق "بيم ريبورتس" أن الادعاء مضلل، إذ إن مقطع الفيديو المتداول هو جزء من فيديو قديم تم نشره عام 2023، وتم اقتطاع المقطع من زاوية مختلفة.