أبرزها الرقص حول مجسّم الكعبة في موسم الرياض… "تريندات" تخلّلها التضليل هذا الأسبوع
يأتي هذا المقال ضمن نشرة أسبوعية متصلة بتدقيق "المعلومات"، ينشرها رصيف22 بالتعاون مع "مجتمع التحقّق العربي"، وهو مشروع بحثي متخصص يعتمد على البرمجيات لدعم منصّات التحقّق الإخباري العربية، وذلك عبر بضع آليات، منها استحداث قاعدة بيانات تجمع محتوى منصّات التحقّق إلكترونياً بمعايير تقنية موحدة ما يتيح أدوات بحث وتحليل واسعة النطاق.
تتصدى نشراتنا المختلفة لاضطراب المعلومات، والتحديات التي يفرضها علينا في الوصول للحقيقة، ما يضمن تقديم أخبار دقيقة وموثوق بها للجمهور.
بالتزامن مع تنوّع فعالياته، ترتبط باسم موسم الرياض 2024 العديد من المعلومات المضلّلة على نطاقٍ واسع، لا سيّما ذلك الادّعاء بظهور مجسّم على هيئة الكعبة خلال عروض غنائية راقصة. تزامن ذلك مع رواج معلومات مضلّلة بشأن الخسائر الناتجة عن استهداف حزب الله مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية، وعدداً من الأهداف البحرية والعسكرية الإسرائيلية، وهو ما قام مدقّقو معلومات عرب بتفنيد هذا الأسبوع.
رافقت فعاليات موسم الرياض لعام 2024 موجةً من الادّعاءات المضلّلة على مواقع التواصل الاجتماعي، بما في ذلك زعم احتواء الفعاليات والحفلات الغنائية على مجسّم للكعبة تطوف حوله عارضات أزياء، علاوة على ادّعاء ارتداء مغنية تشيلية من أصول فلسطينية حزاماً يحمل اسم سيف علي بن أبي طالب.
بدايةً، راجت صورة على مواقع التواصل الاجتماعي، تُظهر ما يبدو أنه مجسّم للكعبة، مع ادّعاءات بأنها مأخوذة من حفل إيلي صعب الذي أُقيم في العاصمة السعودية، الرياض. أسفر تدقيق منصّة "صحيح مصر" عن أن الصورة قديمة، ومعدّلة باستخدام برامج تعديل الصور، إذ أظهر البحث العكسي أن الصورة التي تبدو وكأنها مجسّم للكعبة، ويلف حولها الراقصون الذين يرتدون زياً أصفر تعود لحفل افتتاح موسم الرياض عام 2023.
كما أن المجسّم الأصلي يظهر باللونين الأسود والفضي، وعُدّلت ألوانه باستخدام برامج تحرير الصور ليظهر وكأنه مجسّم للكعبة، مع الادّعاء بأن الصورة التُقِطت من حفل أقيم في موسم الرياض 2024. كما توصّلت منصّة "ترو بلاتفورم" للنتيجة نفسها عند تحقّقها من صورة المجسّم.
كما بحثت منصّة "صحيح العراق" مقاطع فيديو تُظهر انفجارات كبيرة، يُزعم أنها ناجمة عن عمليات نفذها حزب الله في مدينة تل أبيب. وأسفر البحث العكسي عن أن المشاهد المتداولة مرتبطة بحادثتين سابقتين: الأولى وقعت في شبه جزيرة القرم بميناء سيفاستوبول إثر قصف أوكراني على سفن روسية، وقد نُشر المقطع في 24 آذار/ مارس 2024، فيما تعود الحادثة الأخرى إلى حريق على طريق عفرين كفر جنة في محافظة إدلب السورية. كما توصّلت منصّة "صدق اليمنية" للنتيجة نفسها عن تحقّقها من الادّعاءات الرائجة.
أعقب إعلان جماعة الحوثي، يوم الثلاثاء 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، في بيان مصوّر، عن تنفيذ "عمليتين عسكريتين نوعيتين" استهدفتا حاملة الطائرات الأمريكية "أبراهام لينكولن" في البحر العربي، ومدمرتين أمريكيتين في البحر الأحمر باستخدام صواريخ بالستية ومجنّحة وطائرات مسيّرة، موجات متتالية من التضليل على مواقع التواصل الاجتماعي. تضمّنت هذه الموجات مقاطع فيديو مضلّلة وصوراً قديمة مقتطعة من سياقها، زُعم أنها توثّق الهجمات.
كما دقّق فريق "صحيح العراق" في مقطع مصور، يزعم مروّجوه أنه يظهر انفجارات ناتجة عن عمليتين عسكريتين شنّهما الحوثيون على حاملة طائرات أمريكية في البحر العربي ومدمّرتين أمريكيتين في البحر الأحمر. وأسفر البحث العكسي عن أن المقطع يعود إلى عام 2023، إذ جرى استهداف ناقلة نفط نرويجية كانت في طريقها إلى الموانئ الإسرائيلية، ولا علاقة له بالهجوم الذي أعلن الحوثيون عنه، إذ لم ينشر الإعلام الحوثي أي مقاطع تخص تلك العمليات.