مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

"ترامب يتوعّد الإمارات" و"قطر تنقلب على حماس"... أبرز المعلومات المضللة في أسبوع

"ترامب يتوعّد الإمارات" و"قطر تنقلب على حماس"... أبرز المعلومات المضللة في أسبوع

"ترامب يتوعّد الإمارات" و"قطر تنقلب على حماس"... أبرز المعلومات المضللة في أسبوع

يأتي هذا المقال ضمن نشرة أسبوعية متصلة بتدقيق "المعلومات"، ينشرها رصيف22 بالتعاون مع "مجتمع التحقق العربي"، وهو مشروع بحثي متخصص يعتمد على البرمجيات لدعم منصات التحقق الإخباري العربية، وذلك عبر بضع آليات، منها استحداث قاعدة بيانات تجمع محتوى منصات التحقق إلكترونياً بمعايير تقنية موحدة ما يتيح أدوات بحث وتحليل واسعة النطاق.

تتصدى نشراتنا المختلفة لاضطراب المعلومات، والتحديات التي يفرضها علينا في الوصول للحقيقة، ما يضمن تقديم أخبار دقيقة وموثوق بها للجمهور.

أثارت عدة أحداث موجة من المعلومات المضللة على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأسبوع الماضي، بما في ذلك فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، ووقوع اشتباكات بين مشجعين إسرائيليين ومناصرين للقضية الفلسطينية في العاصمة الهولندية أمستردام، إضافة إلى قرار قطر الانسحاب من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة. وقد كانت هذه الادعاءات موضع تفنيد مدققي معلومات عرب.

التضليل يحيط بفوز ترامب وردود الأفعال في الشرق الأوسط 


أعقب فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية لعام 2024 تيار من المعلومات المضللة التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي العربية، شمل ذلك تصريحات مزعومة له وردود أفعال مزعومة من الدول العربية على عودته إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.

من ذلك، تداول حسابات وصفحات على السوشال ميديا معلومات عن إلغاء العراق مذكرة الاعتقال القضائية الصادرة بحق ترامب "بعد نصف ساعة من فوزه بالانتخابات الأمريكية". نفت منصة "صحيح العراق" صحة الادعاء، ونقلت عن مصدر قضائي رفيع المستوى قوله إن العراق لم يلغ المذكرة القضائية الصادرة بحق ترامب عام 2021، في إطار التحقيق في قضية اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، على الرغم من التهنئة الرسمية التي صدرت عن رئيس مجلس الوزراء، ورئيس الجمهورية. ولم يعلن مجلس القضاء الأعلى عبر موقعه ومنصاته الرسمية عن  إلغاء المذكرة القضائية.

كما تحقّق فريق "مرصد بيم" السوداني من تصريح منسوب إلى ترامب، يتوعّد فيه الإمارات و"الدعم السريع" بـ"السحق"، ويعرب فيه عن حبه للشعب السوداني "العظيم"، وعن قلقه مما يتعرض له من انتهاكات، طبقاً للتصريح المتداول. أسفر بحث المرصد في الحساب الرسمي لترامب على "إكس" عن عدم العثور على أي تصريح يتعلّق بـ"الدعم السريع" أو الإمارات في سياق حرب السودان. كما أن البحث باستخدام الكلمات المفتاحية لم يسفر عن أية نتائج تؤكد صحة هذا الادعاء.

تداول أيضاً تصريح منسوب للممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق سابقاً، جينين هينيس بلاسخارت، نصه: "ترامب عازم على تغيير النظام بالعراق بأكمله بقيادة مدنية وعسكرية". تواصل فريق منصة "الفاحص" العراقية مع بلاسخارت التي نفت هذا التصريح، ووصفت الادعاءات بأنها "أخبار كاذبة".

كذلك دقّقت منصة "صواب" في صحة تصريح منسوب لترامب نصه: "الرجال الذين يقولون أشعر كأنني امرأة، أنا قادم إليكم"، واتضح لها أنه لم يصدر عن ترامب، ولم يرد في أي وسيلة إعلامية موثوق بها بل في حساب ساخر يحمل اسم ترامب.



وراجت على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات منسوبة إلى المتحدث باسم الحوثيين، يعلن فيها: "عملياتنا في المياه الدولية كانت دفاعية بحتة، ونعلن إيقافها بشكل نهائي". دقّقت منصة "صدق اليمنية" في صحة الادعاء المتداول وتوصلت إلى أنه مزيف، إذ لم يصدر عن المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، أي بيان عن إيقاف عمليات الجماعة ضد السفن المرتبطة بإسرائيل، ولم تنقل وسائل الإعلام التابعة للحوثيين عن قيادات الجماعة أية تصريحات من هذا النوع.

يأتي تداول هذه الإشاعة بالتزامن مع صدور النتائج الأولية للانتخابات الأمريكية، التي أظهرت فوز المرشح الجمهوري والرئيس السابق "دونالد ترامب" بالسباق الرئاسي، كما توصلت منصة "صحيح مصر" إلى أن آخر بيان صادر عن المتحدث كان في الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، أي قبل إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية، وأكد فيه استمرار حصارهم لإسرائيل في البحر الأحمر. هذا أيضاً ما كشفه مرصد "تحقّق" الفلسطيني، وتوصّلت إليه منصة "صحيح العراق".

ادعاءات مضللة ترافق الاشتباكات مع إسرائيليين في أمستردام


رافق أحداث الشغب والاشتباكات بين مشجعين إسرائيليين ومجموعة من المناصرين للقضية الفلسطينية في العاصمة الهولندية، عقب انتهاء مباراة أياكس أمستردام الهولندي ومكابي تل أبيب الإسرائيلي، ليلة الخميس 7 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، وابل من الادعاءات المضللة بشأن فيديوهات من الأحداث ووقائع أخرى مزعومة أعقبتها.

في هذا السياق، فنّدت منصة "صواب"  فيديو متداول يزعم ناشروه أنّه يُظهر تعرّض مشجعين إسرائيليين للضرب على أيدي عرب ومغاربة مناصرين للقضية الفلسطينية في أمستردام. لكن اتضح أن الفيديو قديم ويعود تاريخ التقاطه إلى عام 2021. كما توصّلت منصة "صحيح العراق" للنتيجة نفسها.

وتحقّقت "صواب" من فيديو منشور مع زعم أنّه لـ"عراك بين سياح إسرائيليين وسياح إنكليز في تايلاند بعد أن شتمهم إسرائيليون"، إذ اتضح أن الفيديو صحيح، لكنّه قديم ويعود إلى عام 2023، عندما نشر مرفقاً بعنوان يقول: "رجل بريطاني يضرب مجموعة من الإسرائيليين على شاطئ تايلاند".

كما نشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، مصحوب بادعاء أنه يوثق عملية دهس إسرائيليين في أمستردام، وهو ما تحقق منه مرصد "تحقّق"، واتضح له أن الفيديو نُشر قبل أيام من الصدامات التي شهدتها العاصمة الهولندية، وأنه يوثق حادث سير في الصين.

انسحاب قطر من دور الوساطة


أثار قرار قطر الانسحاب من دور الوساطة في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة موجة من المعلومات المضللة التي تضمّنت مزاعم حول قرار قطري بمصادرة أموال قادة حماس وطردهم من الدوحة، وتصريحاً مضللاً منسوباً للاعب المصري السابق المقيم في قطر محمد أبو تريكة، إضافة إلى ادعاءات برفض الجزائر استقبال قادة حماس.

بالتزامن مع نشر تقارير في وسائل إعلام غربية، عن رغبة قطر إنهاء استضافتها لمكتب حماس وقياداتها، انتشرت تدوينة على نطاق واسع عبر موقع إكس، مفادها تجميد قطر لأموال خالد مشعل، وخليل الحية، وعائلة القيادي الراحل اسماعيل هنية، وغيرهم من القيادات، وحظرها للحركة. ومُرفق مع التدوينة صورة لمشعل، وهنية، وهما يضحكان وأمامهما مبالغ مالية بالدولار الأمريكي.



فنّدت الادعاء منصة "متصدقش" المصرية، والتي لم تجد أساساً لإعلان السلطات القطرية عن تجميد أموال قيادات حركة حماس، أو تعهدها بتسليم مشعل إلى المخابرات الأمريكية، وأوضحت أن الصورة المرفقة صُنعت بواسطة الذكاء الاصطناعي.

وراج تصريح منسوب إلى محمد أبو تريكة، على مواقع التواصل الاجتماعي، نصه: "قرارات قطر بشأن حماس هي شأن داخلي لها، ونحن نتحدث في الرياضة فقط ولا نعلّق على الشؤون الداخلية للدول". وهو ما أثبتت منصة "صحيح مصر" عدم صحّته، إذ لم تنشر أية وسيلة إعلامية ذات مصداقية ذلك التصريح نقلاً عن أبو تريكة، كما لم يصرح به اللاعب لأية وسيلة إعلامية أو عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفنّد المرصد الفلسطيني "تحقّق" خبراً نُسب إلى وكالة رويترز، مفاده أن "الجزائر ترفض استقبال قادة حركة حماس المطرودين من قطر"، وتؤكد أنها ستكتفي بتقديم الدعم السياسي والإعلامي للحركة، إذ لم يجد فريق المرصد الخبر منشوراً على الموقع الرسمي لوكالة "رويترز" أو على أية منصات موثوق بها.