رافق شن الجيش الإسرائيلي، فجر السبت 26 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، ضربات على أهداف في العاصمة الإيرانية، طهران ومناطق أخرى من البلاد، رداً على الهجوم الإيراني على إسرائيل مطلع هذا الشهر، موجةً من المعلومات المضللة التي شملت حجم الهجوم ومدى الخسائر الناتجة عنه، وتصريحات زائفة منسوبة للرئيس الإيراني، وأيضاً حول ردود الأفعال على الضربات.
من ذلك، تداول صورة، مع زعم أنها تظهر اندلاع حريق في محطة كهرباء كرج الإيرانية، نتيجة استهدافها من قبل الجيش الإسرائيلي. أسفر بحث المرصد الفلسطيني "تحقق" أن الصورة مضللة إذ ترجع لحريقٍ قديم اندلع في مصفاة نفط واقعة جنوب طهران عام 2021. توصّلت منصة صواب اللبنانية لذات النتيجة.
وتحرّى مرصد "تحقق" تصريحاً منسوباً للرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، مفاده أن طرفي الحرب في لبنان هما حزب الله وإسرائيل وأن لا علاقة لإيران بها، مشدداً على رفض بلاده معاداة السامية، ومؤكداً أنها لا تريد حرباً مع إسرائيل، وهو ما لم يتم العثور عليه في أي وسيلة إعلامية موثوق بها أو حساب رسمي له. تزامن رواج التصريح مع مشاركة بزشكيان في قمة بريكس التي تستضيفها مدينة قازان الروسية، ودعوته إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة ولبنان، والحد من التوترات في المنطقة.
كما تحققت منصة "الفاحص" من تصريح آخر منسوب لبزشكيان، مفاده: "لسنا العراق ولا لبنان ولا غزة نحن إيران ولن نكون حقل تجارب كالشعوب الأخرى". وهو ما لم يدلِ به لأي وسيلة إعلامية، أو بتصريح عبر الصفحات الرسمية الإيرانية.
وفنّدت منصة "صواب" خبراً مفادُه أنّ "حلف شمال الأطلسي (الناتو) سيتدخل في الحرب مع إسرائيل ضد إيران"، إذ لم يتم العثور على الخبر في الموقع الرسمي للناتو، أو وكالات الأنباء الرسمية.
كما تحقق فريق منصة "صحيح مصر" من معلومات مضللة تعج بها المواقع الإلكترونية، خلال تغطيتها للهجمات الإسرائيلية على إيران. حيث نشر موقع مستقبل وطن نيوز، صورة لخبر معنون "5 انفجارات تهز العاصمة الإيرانية"، تبيّن أن الصورة تعود للغارات الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2019. وتحقق فريق المنصة أيضاً من صورةً مرفقة بخبر في موقع صحيفة الجمهورية أون لاين عن "انفجار يهز العاصمة الإيرانية طهران". أسفر تدقيق الخبر عن أن الصورة لاستهداف دورية تركية روسية مشتركة لمنطقة أريحا السورية عام 2020.
وتحققت منصة "صدق اليمنية" من خبر مرفق بصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، مع زعم أنها تظهر طائرة بدون طيار من صنع الحوثيين، "ذو الفقار ذو الذيلين"، وأنها تُعد "أقوى مُسيَّرة في العالم"، وهو ما لم يعلن عنه الحوثيون بل تنطبق المواصفات المشار إليها على مسيرة صينية أنتجت عام 2017، وتدعى "العقرب ذو الذيلين". وقد توصلت منصة "يوب يوب" للنتيجة نفسها.
في الأثناء، دقّقت منصة "يوب يوب" اليمنية في صورة رائجة على "إكس" يظهر فيها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وهو يكرّم الأميرة سلمى، مع ادعاء بأن التكريم على دورها في التصدي للصواريخ الإيرانية التي استهدفت إسرائيل. اتضح أن الصورة ترجع لعام 2020 وكُرمت الأميرة كأول فتاة أردنية استطاعت اجتياز مرحلة التدريب الأساسي كطيار على طائرات الجناح الثابت.
أطلق إعلان حزب الله، الخميس 24 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، عن استهداف أفراد ومنشآت تابعة للجيش الإسرائيلي، وابلاً من المعلومات المضللة حول حجم الخسائر الإسرائيلية، وبيانات مزيفة منسوبة لقيادة حزب الله، وأسر عدد من عناصره.
نشرت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة ادّعت أنها لحريق في شركة "تاع" للصناعات العسكرية الإسرائيلية، نتيجة استهدافها من قبل حزب الله. أسفر بحث منصة "تحقّق" عن أن الصورة قديمة، وتعود لحريق في مصنع "رويال" للصناعات البلاستيكية في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، وليست من استهدافات حزب الله الأخيرة.
وتداول رواد منصات التواصل الاجتماعي بياناً منسوباً لـ"حزب الله"، ادّعى ناشروه أن "الحزب شن هجوماً بحرياً من الطوربيد الهجومي على تجمع لبوارج العدو الإسرائيلي قرابة ساحل الناقورة وصور وعدلون وأصابت أهدافها بِدقة". وهو ما دققته منصة "صواب" وتوصّلت إلى أن الحزب لم يصدر ذلك البيان، كما فنًدت صواب بياناً آخر مزعوماً من "حزب الله" يتضمّن نعياً لأمينه العام الجديد، الشيخ نعيم قاسم، وهو ما اتضح زيفه أيضاً.
وتحقّق فريق "الفاحص" من مقطع فيديو رائج على وسائل التواصل الاجتماعي، يُظهر مجموعة معتقلين، على أنَّهم أسرى من حـزب الله، وهو ما اتضح أنه مضلل، إذ يظهر به مجموعة محتجزين فلسطينيين في سجن مجيدو الإسرائيلي، وفق ما نشرته صحيفة هارتس الإسرائيلية.
ودقّق فريق "تحقق" في صورة متداولة على "إكس"، مع ادعاء أنها توثق قيام مقاتلي حزب الله دبابة بتدمير إسرائيلية من نوع ميركافا، في بلدة عيتا الشعب حيث اتضح أن الصورة قديمة وترجع لعام 2006، ولا علاقة لها بالحرب الإسرائيلية الراهنة على لبنان.
تزامناً مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، استمر تدفّق المعلومات المضللة بما في ذلك شائعات مكررة حول ثروات قادة حماس لا سيّما الراحلين إسماعيل هنية ويحيى السنوار، فضلاً عن ادعاء "استشهاد المتحدث باسم كتائب القسام"، ورواج فيديو لطفل/ة غزّي/ة تحت الركام.
كما وقف فريق "تحقق" على أصل فيديو رائج، مع ادعاء أنه عملية دعس في "غليلوت" شمال تل أبيب، وقُتل فيها جندي وأصيب أكثر من 40 شخصاً، بينهم 5 في حالة الخطر، فيما استشهد المنفّذ. اتضح أن الفيديو قديم لعملية دعس في القدس عام 2017، وليس للعملية الأخيرة.
تداول أيضاً مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لطفل ينظر من حفرة في جدار، مع ادعاء أنه لطفل من غزة تحت ركام منزله، ويبحث عن مخرج. تحققت عدة منصات من المقطع عبر خاصية البحث العكسي، واتضح أنه لطفلة تلعب، وتنظر إلى أخيها من فتحة تصريف منزل في ريف إدلب، شمال غربي سوريا، وأنّه منشور على حساب في تطبيق "تيك توك" ينشر فيديوهات للطفلة نفسها. توصلت منصة "فارق" و"تحقق" و"الفاحص" و"صحيح مصر" إلى النتيجة نفسها.
ونُسب خبر لشبكة "NBC" الأمريكية مفاده: "استشهاد المتحدث الرسمي باسم كتائب القسام أبو عبيدة في عملية استهداف دقيقة"، وهو ما فندته منصة "صواب" عن طريق البحث في منصات الشبكة الأمريكية ولم يتم العثور عليه، مما يؤكد أنه مفبرك.
طالت الشائعات الخاصة بامتلاك ثروات ضخمة، قبل السنوار، سلفه إسماعيل هنية، عقب اغتياله في طهران، وراجت ادعاءات حول امتلاكه ثروة تُقدر بنحو 4 مليارات دولار أمريكي. والتي تتبع بدايتها في وسائل إعلام عبرية وأجنبية وحتى انتقالها للمنصات العربية، فريق منصة "متصدقش".