يأتي هذا المقال ضمن نشرة أسبوعية متصلة بتدقيق "المعلومات"، ينشرها "رصيف22" بالتعاون مع "مجتمع التحقق العربي"، وهو مشروع بحثي متخصص يعتمد على البرمجيات لدعم منصات التحقق الإخباري العربية، وذلك عبر بضع آليات، منها استحداث قاعدة بيانات تجمع محتوى منصات التحقق إلكترونياً بمعايير تقنية موحدة ما يتيح أدوات بحث وتحليل واسعة النطاق.
تتصدى نشراتنا المختلفة لاضطراب المعلومات، والتحديات التي يفرضها علينا في الوصول للحقيقة، ما يضمن تقديم أخبار دقيقة وموثوق بها للجمهور.
ما بين هتاف "الموت لفلسطين" من تظاهرات في إيران، ونزوح جماعي من جنوب لبنان بعد تهديدات إسرائيل ببدء الحرب، وصولاً إلى احتمالية تعرض سواحل المصر المُطلة على المتوسط إلى موجات تسونامي، تعدّدت المعلومات المضللة التي فنّدها مدققو معلومات عرب بين 22 و29 تموز/ يوليو 2024.
1- استبعاد لاعبة مصرية من منتخب التجديف في الأوليمبياد
تداولت حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي صورة لفتاة تقوم بالتجديف، مصحوبة بتعليق: "استبعاد لاعبة منتخب مصر للتجديف آية السيد من منافسات الأولمبياد بعدما تاهت فى طريق السباق".
تحقًقت منصة "متصدقش" من الادعاء الرائج، وتوصلت إلى أنه لا توجد لاعبة تجديف مصرية بذلك الاسم مشاركة في أولمبياد باريس 2024، بحسب الاتحاد المصري للتجديف.
كما توصلت المنصة إلى أن صورة المنشور قديمة، وتظهر لاعبة المنتخب السعودي للتجديف، كاريمان أبو الجدايل.
وانطلقت الألعاب الأولمبية يوم 26 تموز/ يوليو 2024 في العاصمة الفرنسية باريس، التي شهدت أيامها الأولى نتائج مخيبة للآمال لغالبية اللاعبين المصريين؛ ما أطلق موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي من أداء اللاعبين.
2- هتافات "الموت لفلسطين" من مظاهرة في إيران
راج على حسابات وصفحات على منصتي إكس وفيسبوك، مقطع فيديو لمظاهرة، مع زعم أنه يوثق احتجاجات بإيران، رُفعت فيها هتافات ضد فلسطين.
بحثت منصة "صحيح العراق" في حقيقة الادعاءات المتداولة، بإجراء بحث عكسي، قاد إلى أن الفيديو قديم ويعود إلى عام 2018، والتقط أثناء المظاهرات التي شهدتها مدن إيرانية، احتجاجاً على انهيار العملة وارتفاع الأسعار بشكل حاد نتيجة العقوبات الاقتصادية، واعتراضاً على إنفاق السلطات الإيرانية أموالاً طائلة ضمن مشروعات تستهدف توسيع نفوذها خارجياً، ولا علاقة له بفلسطين.
وشهدت المدن الإيرانية منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، العديد من التظاهرات الداعمة لفلسطين، والرافضة للعمليات العسكرية ضد أهل غزة.
3- هل صرح الكاتب المصري"هيكل" بأن إيران ستحارب الدول العربية؟
نشرت صفحة "إسرائيل بالعربية" تصريحاً منسوباً إلى الصحفي المصري الراحل محمد حسنين هيكل، ينص على أن: " إيران ستحارب الدول العربية، وستقتل منهم الملايين، ومع ذلك ستجد إيران الكثير من المطايا لكي تستعملهم ضد بني جلدتهم، وإن لم يحدث هذا؛ فاخرجوا جثتي واحرقوها واحرقوا مؤلفاتي".
بحثت منصة "صواب" المختصة بالتدقيق في أصل الادعاء، ولم يُسفر بحثها في المصادر الموثوقة عما يدعم صحته، كما غرّد حسن هيكل، نجل الصحفي الراحل عبر حسابه الرسمي، نافياً هذا التصريح بقوله: "مدهش أنهم كذابين عيني عينك لانه عمره ما قال كده".
وعليهِ؛ فإن التصريح مُضلل، ويأتي في سياق تصاعد حدة التوترات بين إيران وإسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة، في تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
4- نزوح جماعي من جنوب لبنان بعد تهديدات إسرائيل ببدء الحرب
تداولت حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي، صورة تظهر تكدساً مرورياً، زاعمة أن الصورة التقطت من جنوبي لبنان، أثناء نزوح جماعي منها، في أعقاب تداول أنباء غير مؤكدة عن اعتزام إسرائيل شن هجوم على لبنان، رداً على الاستهداف الصاروخي الذي أصاب قرية مجدل شمس.
تحققت منصة "فارق" من الصورة عبر البحث العكسي؛ فتبيّن لها أنها التقطت في عام 2021، عندما حاول الجيش اللبناني فتح طريق بالعاصمة اللبنانية، بيروت، كان قد أغلق إثر احتجاجات على تردي الوضع الاقتصادي، وتراجع قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأمريكي.
تزامن نشر الصورة مع اتهام إسرائيل لـ"حزب الله" باستهداف بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل، كما توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بأن "إسرائيل لن تدع هذا الهجوم الوحشي يمر دون رد، وحزب الله سيدفع ثمناً باهظاً لم يسبق أن دفعه من قبل". في حين نفى حزب الله نفياً قاطعاً الادعاءات حول استهداف الجولان المُحتل، وأكد أنه لا علاقة له بهذا الأمر.
5- "سواحل مصر معرضة لتسونامي بعد انحسار مياه المتوسط"
راجت مزاعم على مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن احتمالية تعرض السواحل الشمالية لمصر المطلة على البحر المتوسط إلى موجات تسونامي، ناجمة عن الزلزال الذي ضرب الساحل الغربي لجزيرة كريت اليونانية يوم 21 تموز/ يوليو 2024، حيث تبعد الجزيرة 440 كليومتراً عن السواحل المصرية.
فندت منصة "صحيح مصر" الادعاءات المنتشرة، بالتحدث إلى عدد من المسؤولين والمتخصصين في رصد التغيرات الطبيعية في المعهد القومي لعلوم البحار، واللجنة الدولية لعلوم المحيطات التابعة لليونسكو، الذين أكدوا أن السواحل الشمالية ليست مهددة بالتعرض لموجات تسونامي مقبلة؛ ولكنها تُعاني من أزمتي تصاعد الأمواج وانحسار البحر، جراء تغييرات في حالة الطقس، والضغط الجوي، والمد والجزر على طول سواحل البحر المتوسط.
انتشرت تلك الادعاءات بالتزامن مع إعلان الحكومة المصرية إغلاق بعض الشواطئ، ومنع السباحة في محافظات مطروح وبورسعيد وكفر الشيخ.
كما نفت الحكومة المصرية أن إغلاق الشواطئ مرده وجود مخاطر من تعرض السواحل المصرية لتسونامي نتيجة النشاط الزلزالي في البحر المتوسط؛ نظراً إلى أن النشاط الزلزالي المسبب لموجات التسونامي في البحرين الأحمر والمتوسط ضعيف.