مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

شهادات وزير التعليم المصري وأزمة أحمد رفعت… معلومات مضللة راجت عربياً في أسبوع

شهادات وزير التعليم المصري وأزمة أحمد رفعت… معلومات مضللة راجت عربياً في أسبوع

 

يأتي هذا المقال ضمن نشرة أسبوعية متصلة بتدقيق "المعلومات"، ينشرها "رصيف22" بالتعاون مع "مجتمع التحقق العربي"، وهو مشروع بحثي متخصص يعتمد على البرمجيات لدعم منصات التحقق الإخباري العربية، وذلك عبر بضع آليات، منها استحداث قاعدة بيانات تجمع محتوى منصات التحقق إلكترونياً بمعايير تقنية موحدة ما يتيح أدوات بحث وتحليل واسعة النطاق.

تتصدى نشراتنا المختلفة لاضطراب المعلومات، والتحديات التي يفرضها علينا في الوصول للحقيقة، ما يضمن تقديم أخبار دقيقة وموثوق بها للجمهور.

ما بين الشهادات الأكاديمية لوزير التربية والتعليم المصري الجديد، محمد عبد اللطيف، ونقل الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، بمروحية إلى جهة مجهولة قبل قصفٍ إسرائيلي يستهدفه، وصولاً إلى إجبار سجينات عراقيات على العمل بملاهٍ ليلية، تعدّدت المعلومات المضللة التي فنّدها مدققو معلومات عرب بين الأول والسابع من تموز/ يوليو 2024.

1-  "وزير التعليم المصري حاصل على دكتوراه من جامعة كارديف سيتي"

نشر موقع "القاهرة 24" عدة وثائق، زاعماً أنها مستندات التصديق على الشهادات الأكاديمية لوزير التربية والتعليم المصري الذي تقلّد منصبه حديثاً. وجاء ضمن هذه الوثائق المزعومة؛ شهادة دكتوراه من جامعة تسمى "كارديف سيتي"، وشهادة اعتماد من وزارة الخارجية الأمريكية.

كشفت منصة "متصدقش"، المصرية المختصة بتدقيق المعلومات، أن شهادة الدكتوراة التي نشرها "القاهرة 24" غير معتمدة أكاديمياً، ولم تصادق عليها وزارة الخارجية الأمريكية، وأنه لا يوجد دليل على حصول الوزير على شهادة الماجستير. 

تشير الوثيقة المنشورة إلى أن الوزير المصري حصل على الدكتوراه تبعاً لـ "نظام APEL"، والدرجات الأكاديمية التي يتم الحصول عليها بموجب ذلك النظام ليست معتمدة، ولا يُسمح لحاملها بالتدريس الجامعي، بحسب جامعة كوالالمبور الماليزية التي تمنح شهادات وفق هذا النظام.

وتضم الوثائق أيضاً مستند توثيق صادر عن كاتب العدل في مقاطعة كولومبيا الأمريكية، وشهادة من الخارجية الأمريكية تقر بموثوقية ختم المقاطعة، ولكنها في الوقت نفسه تخلي مسؤوليتها عن محتواها.

كما أثبتت "متصدقش" أن جامعة "لورانس" الأمريكية التي ادّعى عبد اللطيف أنه حصل منها على درجة الماجستير، تركز على برامج البكالوريوس، ولا تقدم برامج ماجستير مستقلة، ولا تعطي درجة الماجستير بالشراكة مع جهات أخرى في مجال التعليم، كما لم تعثر المنصة المصرية على موضوع رسالة الماجستير الخاصة بالوزير، في أي من قواعد البيانات العلمية المعروفة.

 

2- "نصر الله نُقِلَ بمروحية إلى جهة مجهولة قبل القصف الإسرائيلي"

تداولت صفحات، على موقعي التواصل الاجتماعي إكس وفيسبوك، ادعاءات منسوبة لشبكة "سي أن أن" الأمريكية، تُفيد بأن طائرة مروحية نقلت نصر الله إلى جهة مجهولة قبل ساعة من القصف الإسرائيلي.

تحقّقت منصة "صواب" اللبنانية، بالتعاون مع منصتي مسبار وتحقًق، المختصتين بالتحقق من المعلومات، من الادعاء، وتوصلت إلى عدم نشر هكذا خبر على أي من منصات "سي أن أن" العربية أو الإنكليزية، أو على أي وسيلة إعلامية موثوقة.

انتشر ذلك الادعاء في أعقاب الهجمات الإسرائيلية على أهداف عسكرية لبنانية، رداً على قصف حزب الله للجولان المُحتل ومواقع عسكرية إسرائيلية قرب الحدود مع لبنان بأكثر من 200 صاروخ. 

 

3- "اللاعب الراحل أحمد رفعت لم يتعرض لأي عقوبة واستكمل احترافه"

أدلى الرئيس التنفيذي السابق لنادي "مودرن فيوتشر" - مودرن سبورت حالياً - ورئيس رابطة الأندية المصرية المحترفة، أحمد دياب، بتصريحات تلفزيونية عن ملابسات إعارة اللاعب المصري المتوفى حديثاً أحمد رفعت إلى نادي الوحدة الإماراتي، مدعياً أن اللاعب غادر مصر إلى الإمارات بشكل قانوني.

فنّدت منصة "صحيح مصر" المختصة بالتحقق من المعلومات، تصريح دياب، ووجدت أن اللاعب سافر لقضاء "فترة معايشة" في النادي الإماراتي بموافقة من وزارة الشباب والرياضية، ولكن من دون أن يُصدر له تصريح سفر من إدارة التجنيد العسكري، وهو ما يعد مخالفة قانونية. ونقل "صحيح مصر" عن مصدر قريب من اللاعب، أن دياب وعد رفعت بإنهاء قضيته مع القوات المسلحة، وهو ما لم يحدث.

ونتيجة لذلك، تم استدعاء اللاعب للتحقيق بعد عودته إلى مصر من الإمارات، وفقاً لتصريحات محامي اللاعب المتوفى، وعوقب بالحبس بضعة أشهر لـ"تغيّبه عن التجنيد"، وقضى فترة عقوبته في جهاز الرياضة العسكري.

 

4- "مساعد قائد الجيش السوداني: البرهان خائن"

تداول عدد من الحسابات على منصات التواصل الاجتماعي تسجيلاً صوتياً، ادّعى مروجوه أنه سُجِّل لمساعد قائد الجيش السوداني، ياسر العطا، وهو يصف قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، بـ"الخائن"، وأن الجيش وقيادته، "قد قبضوا الثمن، وأنه (أي البرهان) قد سلّم مقاليد الأمور لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، حميدتي".

بحثت منصة "بيم ريبورتس"، السودانية المختصة بالتحقق من المعلومات، صحة التسجيل المنسوب لعطا، وتبيّن لها أن التسجيل الصوتي اقتطع من مقابلة سابقة أجريت معه، في أيار/ مايو 2024، وتم تحريفها. وتضمن التسجيل الأصلي رداً لعطا، على بعض الاتهامات الموجهة للجيش وقيادته، ولم يوجه عطا في المقابلة أي اتهام للبرهان بالخيانة.

 

وترد بين وقت وآخر ادعاءات عن اعتقال قادة الجيش للبرهان، وهو ما يرتبط زمنياً باندلاع اشتباكات عسكرية مع قوات الدعم السريع.

 

5- "إجبار سجينات عراقيات على العمل في ملاهٍ ليلية"

راج على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، ادعى ناشروه أنه يظهر أعمال شغب قامت بها سجينات في سجن الرصافة العراقي المركزي للنساء، اعتراضاً على إجبار بعضهن على العمل في ملاهي ليلية "مملوكة لزعماء سياسيين".

أجرت منصة "صحيح العراق" المعنية بالتحقق من المعلومات، بحثاً عكسياً عن مصدر الفيديو، ما كشف عن أن المقطع يعود إلى عصيان نظّمته نزيلات في دار الأيتام والمشردات بمنطقة الصليخ في العاصمة بغداد في حزيران/ يونيو 2024، احتجاجاً على نقص الخدمات في الدار.

وتعاني دور الأيتام والمشردات، والسجون في العراق أوضاعاً بائسة، تتمثل في الاكتظاظ، ونقص الخدمات الأساسية.