يأتي هذا المقال ضمن نشرة أسبوعية متصلة بتدقيق "المعلومات"، ينشرها "رصيف22" بالتعاون مع "مجتمع التحقق العربي"، وهو مشروع بحثي متخصص يعتمد على البرمجيات لدعم منصات التحقق الإخباري العربية، وذلك عبر بضع آليات، منها استحداث قاعدة بيانات تجمع محتوى منصات التحقق إلكترونياً بمعايير تقنية موحدة ما يتيح أدوات بحث وتحليل واسعة النطاق.
تتصدى نشراتنا المختلفة لاضطراب المعلومات، والتحديات التي يفرضها علينا في الوصول للحقيقة، ما يضمن تقديم أخبار دقيقة وموثوق بها للجمهور.
ما بين اتهام الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، للسعودية بتحريض إسرائيل ضد لبنان، وصورة مولّدة بالذكاء الاصطناعي تحاكي واقعة الهجوم على عجوز فلسطينية في منزلها، وصولاً إلى اتهامات متبادلة بين الجزائر والمغرب بالعمالة لإسرائيل، تعدّدت المعلومات المضللة التي فنّدها مدققو معلومات عرب بين 24 و30 حزيران/ يونيو 2024.
1- "نصر الله يتهم السعودية بتحريض إسرائيل على مهاجمة لبنان"
تداولت عدة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، مصحوباً بنص يزعم أن "السيد حسـن نصـر الله زعيم حزب الله اللبناني يصرح بأن المملكة العربية السعودية تحرّض إسرائيل على ضرب لبنان"، من دون الإشارة إلى تاريخ الفيديو، الذي تعاطى معه مستخدمون على أنه مقطع حديث.
بحثت منصة "الفاحص" العراقية المختصة بالتحقق من المعلومات، عن أصل الفيديو المتداول، وتوصّلت إلى أن الفيديو المنتشر قديم، ويعود إلى خطبة ألقاها نصر الله في 2017، اتهم فيها السعودية بالتواصل مع إسرائيل، وتحريضها على ضرب لبنان.
وعليه؛ فإن الفيديو مضلّل، وليس له علاقة بتصاعد حدة الاشتباكات الحدودية بين حزب الله وإسرائيل، منذ بداية الحرب على غزة في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2023. ويتصل الفيديو بوابل من الأخبار المضللة المنتشرة حول نية إسرائيل للهجوم على لبنان.
2 - مهاجمة كلب بوليسي سيدة فلسطينية
راجت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة تظهر كلباً بوليسياً يهاجم سيدة فلسطينية مسنة. وأُرفِقت الصورة بنص يدّعى أن "الصورة مش من فيلم ولا AI... الصورة في فلسطين المحتلة لكلب بوليسي إسرائيلي يهاجم سيدة فلسطينية عجوز بعد اقتحام منزلها".
تحقّقت منصة "صحيح مصر" المعنية بتدقيق المعلومات، من صحة الصورة بإجراء بحثاً عكسياً، قاد إلى أن الصورة المتداولة ليست حقيقية، بل مولّدة باستخدام إحدى تقنيات الذكاء الاصطناعي.
كان أول ظهور للصورة على صفحة "In.visual art" - المخصّصة لنشر صور مولدة بالذكاء الاصطناعي على منصة انستغرام - في محاولة من مدير الصفحة أن يصمم صورة تحاكي واقعة هجوم كلاب بوليسية تابعة للجيش الإسرائيلي على المسنة الفلسطينية دولت عبد الله الطناني، في مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة.
وقع صدام افتراضي بين حسابات جزائرية ومغربية، على خلفية ترويج معلومات مضللة عن هوية جندي إسرائيلي، أعلنت كتائب “القسام” مقتله في كمين نصب في مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة.
في البدء، تداولت حسابات مغربية صورة مضللة، تدعى أن الجندي الإسرائيلي المقتول من أصول جزائرية، ما دفع حسابات جزائرية إلى الرد بشن حملة تتهم المغرب بالعمالة لإسرائيل.
توصّل "مجتمع التحقق العربي" إلى عدة مؤشرات تدعم وجود حملة منسّقة من الطرفين لتضخيم التفاعل على الوسوم إذ شكلت إعادة التدوين والردود نحو 90% من المحتوى المنشور على الوسوم. كما صدرت المنشورات من حسابات غير معروف موقعها الجغرافي، وهي إحدى المؤشرات التي تدعم أن الحسابات المشاركة في الحملة آلية أو شبه آلية.
تعد الحملة الحالية حلقة أخرى في سلسلة التلاسن الإلكتروني بين البلدين حيث ألقت الحرب في غزة بظلالها على التوترات السياسية بينهما، ولجأت حسابات من البلدين إلى التصيد، وإطلاق حملات افتراضية عدائية.
4- عملية إنزال جوي للجيش السوداني باللواء الثامن عشر بـ"النهود"
تداول عدد من الحسابات المؤيدة للجيش السوداني على منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك صورة لطائرة تجري عملية إنزال جوي، مصحوبة بزعم أن: "الجيش (السوداني) ينفذ عملية إسقاط جوي ناجحة لإمداد اللواء 18- النهود نصر الله الأبطال".
فنّد فريق منصة "بيم ريبورتس" السودانية المعنية بالتحقق من المعلومات، الادعاء عن طريق إجراء بحث عكسي عن الصورة، أسفر عن أن الصورة قديمة، وأنها التقطت أثناء سقوط المساعدات الأردنية الموجهة لغزة في البحر، ولا علاقة لها بالسودان.
كما أجرى فريق المنصة بحثاً إضافياً باستخدام الكلمات المفتاحية الواردة في نص الادعاء، إلا أن البحث لم يُسفر عن أي نتائج تدعم صحة الادعاء.
ادعى الكاتب والمحلل السياسي العراقي سمير عبيد، أن التعاقدات مع شركات التأثير والضغط -المعروفة باسم اللوبيات- الأميركية والكندية تقتصر على الأحزاب الكردية العراقية، قائلاً: "المشكلة الطبقة السياسية الحاكمة في العراق ما عدها لوبي واحد لا بأميركا ولا بكندا مع العلم الأكراد لديهم لوبيات فائضة".
فنّدت منصة "صحيح العراق" المتخصصة في التحقق من المعلومات، زعم عبيد إذ تعاقدت عدة أحزاب عراقية غير كردية مع شركات ضغط وتأثير أمريكية، سواء قبل عام 2003، أو بعده.
وتوصّل فريق المنصة إلى أن حزب تقدم تعاقد مع شركة BGR في 2023 للحصول على خدماتها، المتمثلة في التأثير والضغط على السياسيين الأمريكيين، كما كان رئيس المؤتمر الوطني الراحل أحمد الجلبي في مقدمة الشخصيات السياسية العراقية التي تعاقدت مع شركات ضغط وتأثير أمريكية. وسبق أن أعد فريق صحيح العراق، تقريراً مفصلاً عن الأحزاب والشخصيات العراقية -الكردية وغير الكردية- المتعاقدة مع شركات ضغط أمريكية.