يأتي هذا المقال ضمن نشرة أسبوعية متصلة بتدقيق "المعلومات"، ينشرها "رصيف22" بالتعاون مع "مجتمع التحقق العربي"، وهو مشروع بحثي متخصص يعتمد على البرمجيات لدعم منصات التحقق الإخباري العربية، وذلك عبر بضع آليات، منها استحداث قاعدة بيانات تجمع محتوى منصات التحقق إلكترونياً بمعايير تقنية موحدة ما يتيح أدوات بحث وتحليل واسعة النطاق.
تتصدى نشراتنا المختلفة لاضطراب المعلومات، والتحديات التي يفرضها علينا في الوصول للحقيقة، ما يضمن تقديم أخبار دقيقة وموثوق بها للجمهور.
ما بين إعلان إسرائيل نيتها الهجوم على لبنان، واستعداد حركة طالبان الأفغانية لقتال إسرائيل، وصولاً إلى فتوى بمخالفة الدعاء لغزة للشريعة الإسلامية، تعددت المعلومات المضللة التي فنّدها مدققو معلومات عرب بين 19 و24 حزيران/ يونيو 2024.
تداولت حسابات على منصات التواصل الاجتماعي خبراً منسوباً لوكالة رويترز، يزعم أن إسرائيل ستهاجم لبنان خلال الـ 48 ساعة المقبلة، كما أعقب ذلك انتشار فيديو يظهر أشخاصاً متزاحمين في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، مع تفسير حالة التزاحم في صالات المطار بأنها خوف من اندلاع الحرب.
فندّت منصة "صواب" اللبنانية المعنية بالتحقق من المعلومات، الخبر المتداول، بالعودة إلى رويترز التي نفت أن يكون قد صدر عنها خبر يفيد بأن "إسرائيل ستهاجم لبنان خلال الساعات الـ 48 المقبلة".
كما أجرت المنصة بحثاً عسكياً عن أصل الفيديو، أسفر عن أنه التقط في عام 2023، ويظهر الزحام الذي شهده المطار اللبناني بعد انتهاء موسم العطلة الصيفية.
وعليه، فإن الخبر والفيديو المتداولين مضلّلان، وجرى تداولهما بالتزامن مع تصاعد وتيرة الصراع بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، وإعلان بعض الدول سحب رعاياها من لبنان.
راج على منصات التواصل الاجتماعي فيديو يُظهر شخصين وهما يحاولان سرقة محل ملابس. وزعم مروجو الفيديو أنه يوثق محاولة لاجئين سودانيين سرقة أحد المحال في القاهرة. وأُرفِق الفيديو بتعليقات تهاجم السودانيين، وتتهمهم بتكرار التورط في عمليات سرقة مزعومة.
تحقّقت منصة "متصدقش" المصرية المختصة بتدقيق المعلومات، من مصدر الفيديو المزعوم، وتوصلت إلى أنه التقط في كولومبيا. كما كشفت المنصة عن التلاعب في الفيديو، حيث تمت إضافة موسيقى للتشويش على الصوت الأصلي بالإسبانية، وتم حذف جزء تظهر فيه الشرطة الكولومبية بزي مختلف عن زي الشرطة المصرية الرسمي.
تزامن انتشار الفيديو المضلل مع عودة نشاط وسوم قديمة تحرض على اللاجئين والمهاجرين المقيمين في مصر. ونشر فريق "متصدقش" بالتعاون مع "مجتمع التحقق العربي" تقريراً في كانون الثاني/ يناير 2024، يكشف عن حملة ممنهجة للهجوم على اللاجئين، خلص إلى أن حسابات تدعم الهوية الفرعونية لمصر، وأخرى تؤيد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، هي التي تقف وراء إطلاق هذه الحملة.
تداولت عدة صفحات على منصات التواصل الاجتماعي مزاعم تفيد بأن حركة طالبان الأفغانية تبدي استعدادها لنشر آلاف الجنود للقتال ضد إسرائيل، وأنها أبلغت إيران بذلك.
كشفت منصة "صدق اليمنية" المختصة بتدقيق المعلومات، أن الخبر المنشور غير صحيح؛ إذ لم تصرح "طالبان" باستعدادها لنشر جنود للقتال ضد إسرائيل، ولم يصدر الخبر عن أي مصدر رسمي.
تزامن الادعاء المزعوم مع إجراء القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني علي باقري، اتصالاً هاتفياً مع نظيره القائم بأعمال وزير خارجية أفغانستان أمير خان متقي، تطرقا فيه إلى الجهود المشتركة بين البلدين ودول أخرى مشاركة في منظمة التعاون الإسلامي؛ للرد على إسرائيل، التي تقوم بتوسيع هجومها في رفح، جنوبي قطاع غزة.
تداولت عدة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للداعية السعودي سليمان الرحيلي، وهو يخطب الجمعة في منبر مسجد قباء، بالمدينة المنورة، مصحوب بنص يزعم أن: "أحد مشايخ السعودية التابعين لنقابة شيوخ السلطان يقول في خطبة الجمعة إن الدعاء لأهل غزة مخالف للشريعة، ونصرتهم مخالف للشريعة".
أجرى فريق منصة "الفاحص" العراقية المختصة بالتحقق من المعلومات، بحثاً عكسياً عن مصدر الفيديو الأصلي، وبعد التوصل له، اكتشفت "الفاحص" اقتطاع أجزاء منه؛ إذ قال الرحيلي في الفيديو الأصلي: "أحذر من دعوات منحرفة تستغل عواطف المسلمين المشتعلة اليوم، بسبب ما يحدث لإخوانهم في فلسطين. يُنادى في تلك الدعوات بالخروج على حكام المسلمين، وبعدم طاعتهم. فإن هذه الدعوات يا عباد الله مخالفة لشرع ربنا، مخالفة لمقاصد الشريعة، وتحقق مقاصد الأعداء".
راج على عدد من الحسابات على منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك خبراً، مفاده أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، سحب أوامر القبض الصادرة بحق عدد من رموز النظام السابق، وعلى رأسهم الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير، والقيادي بحزب المؤتمر الوطني المحلول أحمد هارون، ووزير الدفاع الأسبق عبد الرحيم محمد حسين. وجاء نص الادعاء على النحو التالي: "المدعي العام للجنائية يتجه لسحب أوامر القبض على البشير وعبد الرحيم وهارون لعدم كفاية الأدلة".
أجرت منصة "بيم ريبورتس" السودانية، بحثاً في الحساب الرسمي للمدعي العام للمحكمة الجنائية، وحساب المحكمة الجنائية على منصة إكس، والبيانات الرسمية على موقع المحكمة الالكتروني، ولم تعثر على ما يدعم صحة الادعاء.
أجرى فريق مرصد بيم تحققاً إضافياً، بالبحث بالكلمات المفتاحية الواردة في نص الادعاء، إلا أن البحث لم يُسفر عن أي نتائج تدعم صحة الادعاء.
جدير بالذكر بأنها ليست المرة الأولى التي ينتشر فيها هذا الخبر المضلل، بل ظهر سابقاً في عام 2022، و يعاد ترويجه أثناء الصراع الداخلي في السودان.