يأتي هذا المقال ضمن نشرة أسبوعية متصلة بتدقيق المعلومات، ينشرها "رصيف 22" بالتعاون مع "مجتمع التحقق العربي"، وهو مشروع بحثي متخصص يعتمد على البرمجيات لدعم منصات التحقق الإخباري العربية، وذلك عبر بضع آليات؛ منها استحداث قاعدة بيانات تجمع محتوى منصات التحقق إلكترونياً بمعايير تقنية موحدة؛ ما يتيح أدوات بحث وتحليل واسعة النطاق.

تتصدى نشراتنا المختلفة لاضطراب المعلومات، والتحديات التي يفرضها علينا في الوصول للحقيقة؛ ما يضمن تقديم أخبار دقيقة وموثوقة للجمهور.

ما بين حملات منسقة مضللة حول اجتياح رفح، مرورًا بتسلم السيسي جائزة "بطل السلام" من برلمان دول المتوسط، ختامًا بإسقاط الحوثيين مدمرة أميركية في البحر الأحمر، تعددت المعلومات الخاطئة والمضللة التي فندها مدققو المعلومات العرب ما بين 14 مايو/أيار و21 مايو/أيار 2024.

• اعتراض سيارة إسعاف محملة بأسلحة وعملات أجنبية في السودان

تداولت صفحات على فيسبوك صورًا لعملات أجنبية وأسلحة وذخائر وأجهزة الكترونية، بزعم أنها مضبوطات وجدتها السلطات السودانية داخل سيارة إسعاف، على طريق كسلا – القضارف.

أجرت منصة "بيم ريبورتس" السودانية المعنية بتدقيق المعلومات، بحثًا عكسيًا عن الصور؛ ليتبين أنها التقطت في 2020، عندما ألقت السلطات الأمنية القبض على تاجر عملات أجنبية وأسلحة، كان متوجهًا إلى كسلا. 

• حقيقة حصول حزب تقدم على مقاعد في البصرة

صرح المحلل السياسي العراقي المقرب من حزب تقدم، على نجدية في لقاء تليفزيوني، أن "تقدم" فاز بعدد من مقاعد مجلسي البصرة وواسط، في انتخابات مجالس المحافظات التي أجريت في 2023.

تحققت منصة "صحيح العراق"، المختصة بتدقيق المعلومات، من هذا الادعاء، بفحص نتائج الانتخابات المنشورة على الموقع الرسمي لمفوضية الانتخابات، وتوصلت إلى أن "تقدم" لم يحصل على أي مقاعد في البصرة، بينما حصد مقعدًا واحدًا بمحافظة واسط.

• لجان إلكترونية تعلق على اجتياح رفح

شهدت منصة إكس (تويتر سابقًا) حملات دعائية منسقة إزاء الموقف المصري من اجتياح رفح، بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.

كشف فريق"مجتمع التحقق العربي" عن انطلاق حملة لتأييد الموقف المصري الشاجب للاجتياح، وذلك باستخدام وسم #مصر_كابوس_اسرائيل. 

وفق "مجتمع التحقق العربي"، نشطت على هذا الوسم حسابات اعتادت المشاركة في الحملات الإلكترونية المؤيدة للنظام المصري، 

وروجت هذه الحسابات لمعلومات مضللة عن انسحاب القوات الإسرائيلية من محور فيلادلفيا، بعد إدانة مصر للاجتياح. 

في المقابل، أطلقت حسابات موالية لإيران حملات مضادة للموقف المصري، باستخدام صور ساخرة مولدة بالذكاء الاصطناعي.

• حقيقة منح برلمان المتوسط جائزة "بطل السلام" للسيسي؟

أعلن الإعلامي المصري أحمد موسى في برنامجه المذاع على قناة صدى البلد، عن حصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على جائزة "بطل السلام" من برلمان البحر المتوسط، الذي يضم كل دول حوض المتوسط، نافيًا أن تكون الجهة المقدمة للجائزة "جمعية".

فندت منصة "صحيح مصر" هذا الادعاء، بمراجعة التعريف التأسيسي للمؤسسة المانحة للجائزة، الذي يشير إلى أنها "جمعية"، وليست برلمانًا.

ويشغل رجل الأعمال المقرب من النظام المصري، ومالك قناة صدى البلد، محمد أبو العينين، منصب الرئيس الشرفي للجمعية. 

وأعلنت الجمعية في نيسان/أبريل الماضي منح الجائزة للرئيس السيسي، تقديرًا لجهوده في تحقيق وقف إطلاق النار بغزة، وتسهيل إيصال المساعدات إلى القطاع، وتأمين إطلاق سراح بعض الرهائن.

• استهداف المدمرة الأميركية "ميسون" 

تداولت وسائل التواصل الاجتماعي فيديو لصاروخ يستهدف مركبة بحرية، بزعم أنه مقطع مصور من عملية استهداف الحوثيين للمدمرة الأميركية "ميسون" في البحر الأحمر.

أجرت منصة "صدق اليمنية" بحثًا عكسيًا عن المصدر الأصلي للفيديو؛ ليظهر أنه التقط في عام 2013، أثناء اختبار وزارة الدفاع النرويجية لصاروخ بحري.

وتزامن تداول الخبر على وسائل التواصل الاجتماعي، مع إعلان القوات الأميركية استهداف الحوثيين لـ"ميسون" باستخدام طائرة من دون طيار.