📌 رصد فريق #متصدقش خلال الأيام الماضية، العديد من المنشورات على منصات التواصل الاجتماعي تتحدث عن تزايد الإصابات بأعراض "نزلات برد شديدة".
◾ يتزامن هذا مع تزايد الأخبار الواردة من الصين عن انتشار فيروس تنفسي يسمى ميتانيموفيروس البشري/ الفيروس الرئوي البشري (HMPV)، وهو ما أثار مخاوف في مصر وحول العالم من تكرار تجربة جائحة كوفيد-19، التي لا يزال العالم يعيش تبعاتها حتى الآن.
➖ يتناول فريق #متصدقش في هذا التقرير أبرز المعلومات المتاحة عن الفيروس، وأعراضه، وكيفية انتشاره، وطرق الوقاية منه، وما إن كان خطرًا يجب أن نقلق منه؟
❓ ما الفيروس الرئوي البشري؟
◾ ينتمي إلى عائلة الفيروسات الرئوية، وهو قديم تم التعرف عليه لأول مرة في عام 2001، لكنه ينتشر بين الناس منذ عقود عديدة في جميع أنحاء العالم، بحسب منظمة الصحة العالمية.
◾ يعتبر أحد الفيروسات التي تسبب نزلات البرد الشائعة (عدوى الجهاز التنفسي العلوي). وعادة ما يجعل الناس مرضى بشكل خفيف، ولكن يمكن أن يجعل بعض الناس مرضى للغاية.
◾ تشير الدراسات إلى أن الفيروس ينتشر في المناطق المعتدلة مناخيًا في الشتاء والربيع، في نفس الوقت الذي تنتشر فيه فيروسات الجهاز التنفسي الشائعة الأخرى مثل الأنفلونزا الموسمية والفيروس المخلوي التنفسي. ومع ذلك، فإنه يستمر في الانتشار بمستويات أقل طوال العام.
◾ ينتشر الفيروس مثل غيره من فيروسات البرد الشائعة، من خلال جزيئات الجهاز التنفسي المعدية التي تنتشر عبر الهواء من شخص مريض إلى آخرين. وهذا يعني أن الشخص يمكن أن يصاب بالفيروس عندما يكون بالقرب من شخص مريض أو يشاركه مكانًا مغلقًا. ويمكن أن يدخل الجسم أيضًا عن طريق لمس الأسطح الملوثة مثل مقابض الأبواب ثم لمس العينين أو الأنف أو الفم.
◾ بشكل عام، يعاني الأشخاص المصابون بفيروس التهاب الرئة البشري من أعراض تشبه أعراض البرد أو الأنفلونزا، مثل السعال، الحمى، التهاب الحلق، رشح الأنف أو احتقانه، آلام الجسم، الصداع.
❓ متى يكون الفيروس خطيرًا؟
◾ بحسب منظمة الصحة العالمية، يمكن أن يجعل فيروس HMPV بعض الناس مرضى للغاية، مما يسبب عدوى الرئة (الالتهاب الرئوي) أو التهاب مجاري الهواء إلى الرئتين (التهاب القصيبات، التهاب الشعب الهوائية).
◾ تعد الفئات الأضعف، مثل الرُضع وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف في المناعة أو الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن، من الفئات الأكثر عرضة لمضاعفات الفيروس الرئوي البشري.
◾ تشمل أعراض المرض الأكثر شدة، صعوبة التنفس، ألم الصدر، الدوار، التعب الشديد، الجفاف أو الحمى المستمرة التي لا تتحسن.
◾ إذا كان أي شخص يعاني من أي من هذه الأعراض الشديدة، فيجب عليه طلب المشورة الطبية، خاصة إذا كان من الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات.
❓ كيف نحمي أنفسنا؟
◾ تعتبر الوقاية من عدوى الفيروس الرئوي البشري مماثلة للوقاية من أمراض الجهاز التنفسي الأخرى، بحسب منظمة الصحة العالمية.
◾ تشمل إجراءات الوقاية، ارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة أو سيئة التهوية، تحسين التهوية حيثما أمكن، وتنظيف اليدين بانتظام وبشكل كامل إما بالماء والصابون أو فرك اليدين بمطهر كحولي، وتجنب لمس العينين أو الأنف أو الفم دون تنظيف اليدين أولاً.
◾ ويساعد امتلاك جهاز مناعي قوي أيضًا في صد العدوى، ويكون هذا من خلال نظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم يوميًا.
◾ وفي حالة المرض، يُنصح باتخاذ عدة إجراءات لضمان تجنب إصابة الآخرين، منها البقاء في المنزل، تغطية الأنف والفم بمنديل عند السعال أو العطس، ارتداء الكمامة عند التواجد بين الأشخاص الآخرين، تحسين التهوية، تنظيف اليدين بانتظام وتطهير الأسطح التي يتم لمسها بشكل متكرر.
❓هل يوجد لقاح ضد الفيروس؟
◾ وفق منظمة الصحة العالمية، لا يوجد حاليًا لقاح مرخص للاستخدام ضد فيروس HMPV، ولكن الأبحاث جارية.
◾ ويُنصح الأشخاص المصابين بالفيروس بتناول أدوية البرد المتاحة دون وصفة طبية لعلاج الألم والحمى واحتقان الأنف والسعال، وكذلك الحصول على قسط كبير من الراحة وشرب الماء.
◾ يشعر معظم الأشخاص بتحسن في غضون أيام قليلة. إذا ساءت الأعراض، فيجب على المريض استشارة متخصص.
❓ هل ما يحدث في الصين يدعو للقلق؟
◾ بحسب بيان لمنظمة الصحة العالمية، في 7 يناير 2025، فإن أحدث بيانات المراقبة التي شاركها مركز السيطرة على الأمراض في الصين، تُشير لتزايد الإصابات بالتهابات الجهاز التنفسي الحادة الشائعة، بما في ذلك تلك الناجمة عن فيروسات الأنفلونزا الموسمية، مثل RSV و hMPV.
◾ وتؤكد المنظمة الأممية أن هذا أمر "متوقع ومعتاد في هذا الوقت من العام خلال فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي".
◾ ووفق "الصحة العالمية" يرتفع نشاط الإنفلونزا في العديد من البلدان في أوروبا وأمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي وغرب إفريقيا ووسط إفريقيا والعديد من البلدان في جميع أنحاء آسيا، مع اختلاف نوع الإنفلونزا الموسمية السائدة والنوع الفرعي حسب الموقع، وهو أمر نموذجي لهذا الوقت من العام.
◾ وأوصت المنظمة الأفراد في المناطق التي تشهد فصل الشتاء باتخاذ الاحتياطات المعتادة لمنع انتشار مسببات الأمراض التنفسية والحد من المخاطر التي تشكلها، وخاصة بالنسبة للفئات الأكثر ضعفًا.
◾ تشمل هذه الاحتياطات ما سبق وذكرناه من استخدام الكمامة في الأماكن المزدحمة أو سيئة التهوية، وتغطية السعال والعطس بمنديل أو بمرفق مثني، وغسل اليدين بانتظام، والبقاء في المنزل حال المرض.
❓ ماذا تقول السلطات الصحية في مصر؟
◾ أكدت وزارة الصحة المصرية على ما ذكرته منظمة الصحة العالمية بأن الفيروس الرئوي البشري معروف منذ عام 2001، وارتفاع معدلات الإصابة به في هذا الوقت من العام أمر معتاد، وأنه لا يشكل وباءً مثل وباء كوفيد-19.
◾ وأوضح د. حسام عبد الغفار، المتحدث باسم "الصحة"، أن معدل انتشار HMPV وقدرته على العدوى أقل بكثير من فيروس كورونا، وبالتالي لا داعي للقلق.
◾ وأكد "عبد الغفار" أنه يتم تطبيق إجراءات الترصد الطبي بشكل مستدام ولا يوجد أي توصية طبية بتغيير هذه الإجراءات، مشيرًا إلى أن جميع الفيروسات التي تُصيب الجهاز التنفسي موجودة في مصر مثل غيرها من الدول، لكن أكثرها انتشارًا في هذا الوقت من العام هو الانفلونزا.
❓ ما الفرق بين HMPV وكوفيد-19؟
◾ الفرق الرئيسي بين الفيروس الذي تسبب في جائحة كوفيد-19 والفيروس الرئوي البشري هو أن الأخير موجود منذ عقود، وسيكون لدى معظم الناس بعض المناعة المسبقة ضده، في حين أن الأول ظهر فجأة وأدى لجائحة، بحسب الدكتور أندرو كاتشبول، عالم الفيروسات والمسؤول العلمي الرئيسي في hVIVO، وهي منظمة بحثية بريطانية تجري تجارب للقاحات الأمراض المعدية والجهاز التنفسي.
◾ وأضاف كاتشبول: "يتحور الفيروس الرئوي البشري ويتغير بمرور الوقت مع ظهور سلالات جديدة، لكن رغم ذلك لا نعتبره فيروسًا لديه إمكانية ليصبح وباء. وذلك لأن التغييرات فيه تدريجية وتستند إلى سلالات متداولة سابقًا".