نشرت بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي مقطعًا يدعي ناشروه أنه للشرطة السويدية وهي تأخذ أطفالًا من أسرة سورية لتسلمهم لأسر مسيحية، وذلك لتغيير دينهم
القصة لا علاقة لها بتغيير الدين، وإنما بالحماية من أب عنيف.
بدأ انتشار المقطع المذكور منذ عام 2017، وهو مقطع يُظهر نزع الشرطة السويدية لأطفال من أسرتهم السورية، وادعى ناشروه أن السبب في ذلك هو تسليم هؤلاء الأطفال إلى عائلة سويدية مسيحية، حتى يغيرون دينهم. وناشد ناشروا المقطع إلى نشر المعلومات إلى المنظمات الإسلامية لفضح الغرب مدعي حقوق الانسان، ونشر الخبر ليصل المنظمات التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان.
في الحقيقة، لم يكن لتغيير الديانة أيّة علاقة بما يحدث. بحسب كلمات الأب حسان السكّري، وهو سوري الجنسية ومقيم في السويد، أن "مكتب الخدمات الاجتماعية وحماية الطفل" اقتحم منزله بصحبة الشرطة السويدية لفصل أبناءه عنه بالفعل، بسبب بلاغ وصل إليهم. وعِند ذكره للأسباب، قال إن لديه ابن مريض بمرض عقلي يجعله غير مسؤول عن تصرفاته، ولديه ابنة مصابه بمرض مناعي ما، وقال أيضًا إن الشرطة خطفت أبناءه وضربت ابنته في سيارة البوليس.
أكّدت الشرطة السويدية أن الفيديو مصور في السويد بالفعل، ووفقًا لحديث وكالة فرانس برس مع مسؤولة التواصل في الشرطة السويدية، قالت إن خدمة الحماية الاجتماعية وحماية الطفل اتصلت بالشرطة للمساعدة في إخراج الأطفال والأم من المنزل لأنهم كانوا يتعرّضون للضرب من الأب الذي رحّل في ما بعد من السويد، من دون أن توضح السبب.
أما "المجلس الوطني للصحة والرعاية النفسية"، وهي جهة حكومية مسؤولة عن خدمات حماية الطفل في السويد، قالت إن الأمر لا علاقة له بالدين من قريب أو بعيد، وإن القوانين تنص على أن ابعاد الأطفال عن الأهل يكون بسبب تعرضهم للأذى الجسدي أو النفسي أو الاستغلال غير المشروع أو عدم كفاية الرعاية أو بعض الأوضاع الأخرى في المنزل التي تعرّض صحة الطفل أو نموه للخطر.
إذًا الأمر بالفعل لا علاقة بالدين، حتى أن الأب الذي يتهم الجهات المعنية باختطاف أطفاله لا يذكر جزئية تغيير الديانة مطلقًا.