مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

أرض عربية كانت ممرًا للتجارة وأصبحت طريقًا للتهريب العبور إلى العوجا صحيح مصر تكشف نقطة مرور محمد صلاح من الشريط الحدودي

أرض عربية كانت ممرًا للتجارة وأصبحت طريقًا للتهريب
العبور إلى العوجا
صحيح مصر تكشف نقطة مرور محمد صلاح من الشريط الحدودي
(تحقيق- الحقيقة فين- اعرف- سين وجيم- تقارير- علشان محدش يضحك عليك- مدونة- والمواد المتشابهة في المنصات الشريكة)
Saheeh Masr

الكاتب

Saheeh Masr
تقرير عن كيف تسلل المجند محمد صلاح إلى الأراضي المحتلة؟

الإدعاء

أشارت الروايتان المصرية والإسرائيلية لحادث معبر "العوجا/ نيتسانا" الحدودي، إلى نشاط تهريب سبق الاشتباك بين المجند المصري محمد صلاح وقوات التأمين الإسرائيلية، إذ أورد المتحدث العسكري في أول بيان له أن المجند المصري كان يتتبع مهربين قبل أن يشتبك مع تلك القوات. فيما أكدت الرواية الإسرائيلية أن سبق تلك الاشتباكات القبض على مهربين مخدرات أثناء العبور من الشريط الحدودي إلى داخل الأراضي المحتلة. بفحص الرواية المصرية الرسمية المقتضبة حتى الآن، نجد أن هناك نقطتين يمكن أن يرسما مشهد الاشتباك بين المجند المصري والجنود الإسرائيليين، النقطة الأولى: التهريب، والثانية: اجتياز محمد صلاح للشريط الحدودي والعبور إلى الأراضي المحتلة.

دحض الإدعاء

وفي محاول لإعادة بناء ذلك المشهد الغامض، نرصد في هذا التقرير ملامح ذلك النشاط التهريبي على الحدود وضحاياه، كما نحدد، عبر مطابقة الموقع الجغرافي، نقطة مرور محمد صلاح إلى الأراضي المحتلة. تمتد الحدود بين مصر والأراضي المحتلة التي تسيطر عليها إسرائيل على طول نحو 206 كيلومتر، و85 علامة حدودية، تبدأ من العلامة 6A وتنتهي بالعلامة 91، وتشمل معبرين "العوجا - نيتسانا" شمالًا، وهو المعبر البري الرئيسي لنقل الأفراد والبضائع، ويقع بين العلامتين الحدوديتين 26 و27. ومعبر "طابا - مناحم بيجن" جنوبًا، ويقع عند العلامة الحدودية 91. (صورة 1) لم يكن ما حدث يوم السبت الماضي، واقعة التهريب الأولى عبر الشريط الحدودي في محيط منطقة العوجا، والتي غيرت اسمها إسرائيل بعد الاحتلال إلى "نيتسانا"، إذ سبق وتوفى العشرات من الضباط والعساكر المصريين والمهربين في اشتباكات أثناء محاولات عبور الشريط الحدودي في تلك المنطقة، وشمل تاريخ النشاط التهريبي "البشر والمخدرات والسلاح". ويقدر الإسرائيليون عمليات التهريب الناجحة عبر الشريط الحدودي المصري في العام 2022، بحوالي 125 عملية، فيما تمكنت من إحباط تمرير كميات بلغت 3 آلاف كيلوجرام من المخدرات بقيمة 40 مليون دولار خلال عام 2022، وفي العام 2021 عطلت 450 محاولة تهريب، وفر المهربون، ونجحت في القبض على المهربين في 75 مرة أخرى. ويسقط مجندون مصريون من قوات الأمن المركزي خلال التصدي للمهربين، في العام 2011، استشهد اثنين من العساكر المصريين خلال محاول إيقاف متسللين إلى الحدود الإسرائيلية، بحسب ما نشرت صحيفة يديعوت أحرنوت، وفي العام 2012، تكرر الاشتباكات المسلحة مع المهربين، ونجحت القوات من الجانبين في التصدي للمهربين، وسقط اثنين من المهربين أحدهم مصري والآخر إسرائيلي، وأصيب عدد آخر، ولم تعلن السلطات من الجانبين عن ضحايا بين القوات. يقع هذا الشريط الحدودي من جهة مصر في المنطقة "ج" وفقًا لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، والتي تسمح لمصر بوضع قوات شُرطية فقط من الأمن المركزي بأسلحة خفيفة، هذا بخلاف القوات متعددة الجنسيات. وهي المنطقة رقم 3 في الصورة رقم (2). ** كيف مر محمد صلاح إلى العوجا.. إعادة بناء الحدث؟ في البداية ذكرت الصحافة الإسرائيلية أنّ الحادث وقع عند المعبر البري "نيتسانا - العوجا". ثم بعد ذلك نشر مصور وكالة فرانس برس، مناحم كهانا، صورًا تجمع جنود إسرائيليين وسيارات الإسعاف لتقل القتلى والمصابين الإسرائيليين. (الصورة رقم 3) والمطابقة الجغرافية بين عناصر تلك الصور وخرائط جوجل، أشارت إلى أن مكان مرور صلاح لم يكن معبر العوجا تحديدًا، وإنما بالقرب من قاعدة عسكرية باسم "حريف" تقع على بعد حوالي 46 كيلومتر جنوب المعبر على الشريط الحدودي، عند إحداثيات 30°29'45.47 شمالًا و34°33'32.60 جنوبًا. (الصور 4 - 5) ومن ناحية أخرى، نقلت مصادر صحفية عن أقرباء وأصدقاء محمد صلاح إنه كان يؤدي خدمته العسكرية بقطاع وسط سيناء للأمن المركزي عند العلامة الحدودية 47، ويمكن تحديد موقع تلك العلامة في إحدى خرائط وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) بتاريخ 21 مايو 1986، والتي كانت تتناول النزاع القضائي الدولي حول طابا و9 مناطق حدودية أخرى. (صورة 6) ومحدد داخل الخريطة موقع العلامات الحدودية محل النزاع، ومن بينها العلامة الحدودية 46 المجاورة للعلامة 47. وهي أيضًا تؤكد أن موقع خدمة صلاح كان بالقرب من قاعدة جبل حريف العسكرية الإسرائيلية في جانب المحتل، وهو صلاح مر من هنا. (صورة 7) العوجا بالأساس أرض عربية، حسب تقسيم الأمم المتحدة الصادر عام 1947، لذلك هي ضمن الأراضي المحتلة باعتراف دولي. وقبل هزيمة القوات العربية في عام 1948، كانت تعيش في تلك المنطقة على الشريط الحدودي قرية عربية تحت اسم "عوجا الحفير"، وكانت ممرًا للتجارة في عهود سابقة، ولكن هجرت العصابات الإسرائيلية العرب منها، واستولت عليها وغيرت اسم المنطقة إلى "نيتسانا"، وأقامت بها مستوطنات إسرائيلية. لذلك "العوجا" هو الاسم الذي مازال العرب يطلقونه على المعبر، الذي أقيم بين مصر والأراضي المحتلة بعد توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل بعد حرب أكتوبر 1973. ليكون الرابط بين مصر والأراضي المحتلة على هذا الشريط الحدودي معبر "العوجا - نيتسانا" شمالًا، وهو المعبر البري الرئيسي لنقل الأفراد والبضائع، ويقع بين العلامتين الحدوديتين 26 و27. وفي الجنوب معبر "طابا - مناحم بيجن"، ويقع عند العلامة الحدودية 91. انتشر تصريح منسوب إلى المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية، المستشار أحمد فهمي، على تصميم لقناة الجزيرة، يقول فيه: "السيسي يوجه بصرف 3 مليون دولار لأسر الجنود الإسرائيليين". ** التصريح مُفبرك، لم يدلِ المتحدث باسم الرئاسة المستشار أحمد فهمي، بأي تصريحات عن تعويضات قد تصرفها الحكومة المصرية لأسر الجنود الإسرائيليين الثلاثة، الذين سقطوا في اشتباك مع مجند مصري على الحدود بين مصر والأراضي المحتلة. = أيضًا بمراجعة منصات "الجزيرة مصر" سواء على فيسبوك أو تويتر، لم نجد أصلاً للتصريح، بل أن الخبر الموجود الذي يرتبط بعلاقة تخص الحادث، كان عن اتصال هاتفي بين السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي، وكان التصميم الخاص به يحمل عنوان: "السيسي ونتنياهو يؤكدان على أهمية التنسيق لكشف ملابسات حادث العوجا". = آخر تصريح للمتحدث باسم رئاسة الجمهورية عن الحادث، كان في صباح اليوم الثلاثاء 6 يونيو، وقال إن السيسي تلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتناولا حادث إطلاق النار الذي شهدته الحدود المصرية الإسرائيلية، واتفقا على التنسيق بشكل كامل لكشف جميع ملابسات الحادث. = أيضا لم يصدر عن القوات المسلحة المصرية، أي بيانات رسمية، تتناول دفع مصر أية تعويضات لأسر الجنود الإسرائيليين. = وكان الجيش المصري، أعلن أن مجندًا تجاوز الشريط الحدودي مع إسرائيل، واشتبك مع قوات التأمين الإسرائيلية، فيما أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن المجند المصري قتل ثلاثة جنود إسرائيليين وأصاب اثنين.