مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
(تحقيق- الحقيقة فين- اعرف- سين وجيم- تقارير- علشان محدش يضحك عليك- مدونة- والمواد المتشابهة في المنصات الشريكة)
الكاتب
Saheeh Masr
تقرير عن هوية المجند المصري محمد صلاح شهيد الحدود
الإدعاء
منذ ليلة أمس، انتشر اسم المجند محمد صلاح وصوره، بوصفه المجند الذي استشهد في اشتباك مع قوات التأمين الإسرائيلية، على الحدود في سيناء، وقَتَلَ منهم ثلاثة وأصاب اثنين قبل أن يصاب ويتوفى في الاشتباك، ولكن لم يعلن مصدر رسمي سواء في مصر أو إسرائيل حتى الآن مدى حقيقة ذلك.
لذلك في هذا التقرير يتتبع صحيح مصر، كيف ظهرت رواية أن محمد صلاح المجند شهيد الاشتباك؟ ويعيد ترتيب المشهد بناء على التواصل مع عدة مصادر، كما يوثق دعائم تلك الرواية، في ظل غياب الرواية رسمية.
دحض الإدعاء
** كان أول من أشار إلى محمد صلاح بوصفه شهيد الحدود، مجند سابق في نفس سرية "صلاح" ونفس مكان خدمته -والذي تتحفظ صحيح مصر على نشر اسمه- وتأكيدًا لذلك نشر المجند السابق صور صلاح داخل الوحدة العسكرية وصور أخرى هو يتوسط مجموعة من زملائه، وميز صورة "صلاح" عن بقية المجندين بعلامتين بيضاء وخضراء، ونعاه وأكد أنه شهيد الاشتباكات مع القوات الإسرائيلية.
وهي الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، وصفحات السوشيال ميديا في مصر، وبعض المواقع الإلكترونية.
=وسبق وأعلن الجيشان المصري والإسرائيلي، وقوع حادث على الحدود المصرية الإسرائيلية، بالقرب من معبر نيتسانا الحدودي "العوجة". وأسفر الحادث عن مقتل 3 جنود إسرائيليين هم الرقيب ليا بن نون، والرقيب أوري يتسحاك إيلوز، والرقيب أوهاد دهان، ومجند مصري لم يعلن عن هويته حتى الآن.
= ورغم مرور نحو يومين على الحادثة، والإعلان عن أسماء الجنود الإسرائيليين المقتولين، إلا إن اسم المجند المصري ظل مجهولاً، ولم يُعلن عنه المتحدث باسم القوات المسلحة العسكرية في البيانين الصادرين عن الحادث.
** دعائم رواية المجند السابق
= ضمن ما نشره المجند السابق زميل صلاح، على حسابه على فيسبوك، كانت آخر تصريح زيارة، يظهر فيه اسم قطاع الأمن المركزي بوسط سيناء، وهو المسؤول بالفعل عن تأمين معبر نيتسانا والشريط الحدودي، هذا بالإضافة إلى رقم السرية.
= ونشر المجند السابق، أن صلاح من سكان منطقة عين شمس، وبتواصل صحيح مصر مع مصادر هناك، أشاروا إلى أن قوات الأمن قبضت على عدد من أسرة صلاح، ورحلوا إلى مقر أمن الدولة، قبل أن يتم الإفراج عنهم صباح اليوم.
= وتبين لصحيح مصر عبر التحدث إلى عدد من المصادر أن قوات الأمن ألقت القبض تحديدًا على شقيق وعم صلاح، واستجوبتهما حول مدى صحة قواه العقلية، وانتمائه السياسي، قبل أن تطلق سراحهما صباح اليوم، ويقوما بدفنه في قريته بالقليوبية.
= كما أن صحيح مصر تحدث إلى أحد جيرانه، والذي قال إن "صلاح" لم يوفق في إكمال تعليمه، ويعمل صنايعي الوميتال، والده متوفي، ولم يكن له أي نشاط سياسي، ولم ينضم إلى أي جماعية سياسية أو دينية، وأشار إلى ظهور عناصر من أجهزة الأمن المصرية، في منطقة عين شمس، أمس، وبدأت في التحري عن محمد صلاح وعائلته.
= كما نشر المجند السابق، أن صلاح بدأت تأدية خدمته العسكرية في شهر يونيو 2022 "دفعة أمن مركزي"، وكانت لاتزال أمامه سنة ونصف أخرى في الخدمة.
= أيضا حصلت بي بي سي على تصريح من مسؤول مصري، أكد استلام جثمان شهيد الحدود، في الوقت الذي أعلن فيه ابن خالة محمد صلاح عن موعد الدفن في قريته في القليوبية، قبل أن يُدفن لاحقا بحضور شقيقه وعمه.
** كيف دخل صلاح إلى الأراضي المحتلة؟
= بحسب بيان المتحدث العسكري المصري غريب حافظ، اخترق المجند المصري حاجز التأمين دون أن يُحدد بالضبط موقع الاختراق.
= أما الرواية الإسرائيلية للحادث، فذكرت في البداية أن المجند قطع السلك الشائك "حاجز التأمين" ثم عبر لداخل الأراضي المحتلة، ثم عاودت وسائل الإعلام الإسرائيلية وأشارت إلى أن المجند دخل عبر معبر طوارئ مخصص لمرور القوات الإسرائيلية إلى الجانب المصري من الحدود في حالة الحاجة.
= وتوصلنا عبر مطابقة الموقع الجغرافي إلى أن موقع اختراق المجند المصري للحاجز بين مصر وإسرائيل، كان على مسافة حوالي 52.5 كيلومترًا من معبر نيتسانا (العوجة). وتحديدًا دخل "صلاح" من منطقة قريبة من قاعدة جبل حريف الإسرائيلية.
= وبمطابقة الصور المنشورة في الإعلام الإسرائيلي لموقع الحادث مع خرائط جوجل تظهر إحداثيات موقع الاختراق عند النقطة "30.6849254,34.1545848,93759" ويقابلها على الجانب المصري مناطق سيطرة قطاع وسط سيناء الشرطي التابع لقوات الأمن المركزي، والمسموح بوجودها وفقًا لاتفاقية السلام، وتُظهر الخرائط ثلاثة أبراج مراقبة تابعة له على في نفس الموقع.
= ودخل "صلاح" إلى الأراضي المحتلة، وباغت الإسرائيليين في المرة الأولى وقتل اثنين، ثم اشتبك مع قوة الدعم وقتل جندي آخر وأصاب اثنين، حتى تمكنت القوات الإسرائيلية من تحييده (قتله)، بحسب ما تناقلته وسائل إعلام إسرائيلية.