بعد تصريحات رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، أثناء قمة جلاسجو لمناقشة قضية التغيرات المناخية، واللي قال إنه "مع ارتفاع درجات حرارة الأرض سوف تختفي مدن بأكملها، ومن بين هذه المدن الإسكندرية". إيه حقيقة ده؟ وما هي الأسباب؟ وهل هناك خطورة حقيقية على مدينة الإسكندرية؟
جالنا أسئلة عبر تعليقات قراء صحيح مصر، عن حقيقة اختفاء مدينة الإسكندرية بسبب التغيرات المناخية، وده بعد تصريحات رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الأسبوع اللي فات، أثناء قمة جلاسجو لمناقشة قضية التغيرات المناخية، واللي قال إنه "مع ارتفاع درجات حرارة الأرض بمعدل 4 درجات سوف تختفي مدن بأكملها، ومن بين هذه المدن الإسكندرية". إيه حقيقة ده؟ وما هي الأسباب؟ وهل هناك خطورة حقيقية على مدينة الإسكندرية؟
** خلينا نعرف في البداية أن كلام "جونسون" حقيقي، وبالفعل التغيرات المناخية تهدد مدينة الإسكندرية بالغرق، وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، وكشف تقرير صادر عن لجنة الأمم المتحدة عام 2019، أن ارتفاع درجات حرارة الأرض بمعدل حوالي 1.5 درجة تسبب في ذوبان جليد القطبين المتجمدين، مما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه في البحر المتوسط. ** لكن الحكومة المصرية على لسان المتحدث باسم وزارة الري، قال إن "مصر بدأت بالفعل في التحرك منذ سنين في مشاريع حماية الشواطئ، ومنها شواطئ مدينة الإسكندرية، وانتهت من مشاريع حماية الشواطئ بطول 120 كيلو متر، وهناك مشروعات أخرى تستهدف أطوال 110 كيلو متر". ** لكن دي مش أول مرة يتم فيها طرح قضية غرق الإسكندرية. في 2012 و2015 خرجت دراسات تُحذر من غرق المدينة الساحلية، وبعض مناطق الدلتا المطلة على البحر المتوسط بسبب التغيرات المناخية وارتفاع درجة حرارة الأرض. = وده يرجع لموقع مدينة الإسكندرية في أقصى طرف الساحل الشمالي، وشواطئها تمتد لمسافة 60 كيلومتر. = كمان البحر المتوسط يحيط بالمدينة من ثلاث جهات، بسبب طبيعتها عندما أسسها الإسكندر الأكبر قبل ألفي عام، فضلاً عن وجود بحيرة إدكو في جنوبها، يعني المدينة مثل "جزيرة وسط البحر المتوسط". ** كيف أثر هذا الموقع الفريد على الإسكندرية؟ = ده تسبب في مشاكل بيئية كثيرة جدًا بالمدينة أبرزها "نحر بطيء وطويل المدى للشواطئ"، يقدر بنحو 20 سم كل سنة، وده تسبب في فقدان المدينة 60 % من شواطئها خلال 5 سنين. = جيولوجيًا، أرض الإسكندرية تهبط بمقدار 1.6 مم كل سنة، وده يتسبب في زيادة تسرب المياه المالحة داخل المياه الجوفية العذبة في المنطقة الساحلية، وده وفقًا لتقرير رسمي صادر عن محافظة الإسكندرية في 2016. = وبحسب تقرير المحافظة، فإن نحر مياه البحر بفعل الأمواج تسبب في وصول المياه أثناء النوات لداخل طريق الكورنيش في بعض السنين. = وحذر التقرير من أن المنطقة الساحلية بالمدينة تعاني من خطر الغمر بالمياه وخاصة عندما يصادف وقت النوات فترة المد. ** كيف تؤثر التغيرات المناخية على الإسكندرية؟ = كشف تقرير صادر عن لجنة الأمم المتحدة عام 2019، أن التغيرات المناخية هي عدو مدينة الإسكندرية الأكبر، خاصة مع ارتفاع درجات حرارة الأرض بمعدل حوالي 1.5 درجة، واللي تسبب في في ذوبان جليد القطبين المتجمدين وجرينلاند. = وبالتالي تسبب ده في ارتفاع منسوب المياه في البحر المتوسط واللي مقدر لها أن تصل معدلات تتراوح بين 25 و98 سنتيمتر عام 2100. = حاليًا ارتفع المتوسط العالمي لمستوى سطح البحر بحوالي 21 إلى 24 سنتيمتر منذ عام 1880، وده سيؤدي إلى عواقب كبيرة على المدن الساحلية ودلتا الأنهار والدول الواقعة تحت مستوى سطح البحر زي الإسكندرية. = ومنذ عام 2012، الأراضي اللي أقيمت عليها مدينة الإسكندرية وشمال دلتا النيل تغرق بمعدل 3.2 مليمترات كل سنة، ودي نسبة كافية لتهديد أساسات المباني والتسبب بكارثة كبرى، بحسب تقرير لجنة الأمم المتحدة. = ونقلاً عن دراسة نُشرت سنة 2018، فإن حوالي 734 كيلومتر مربع من دلتا النيل قد تغمرها المياه بحلول عام 2050، وممكن تزيد هذه المساحة مع نهاية القرن إلى 2660 كيلومتر مربع، ما سيؤثر على نحو 5.7 مليون شخص. ** ما هي معدلات وتوقعات ارتفاع درجة حرارة الأرض؟ = ارتفعت درجة حرارة الأرض بمقدار 1.1 درجة مئوية، مقارنةً بمتوسط درجات الحرارة بين عامي 1850 و1900 وهو معدل ارتفاع لم تشهده الأرض منذ 125 ألف عام، أي منذ الفترة اللي سبقت العصر الجليدي الحديث، وفقًا تقرير صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة لمنظمة الأمم المتحدة. = كل ده بسبب الانبعاثات الكربونية الناتجة عن الإنتاج الصناعي، وزيادة غازات ثاني أكسيد الكربون لمستويات غير مسبوقة. = كمان متوقع ارتفاع مستويات البحار ما بين مترين لـ3 أمتار خلال الألفي سنة القادمة، حتى لو تمكن العالم من الحفاظ على معدل ارتفاع درجات الحرارة عند 1.5 درجة مئوية. = لكن في حال وصول زيادة درجات الحرارة لدرجتين، فإنه متوقع ارتفاع مستوى سطح البحر لـ6 أمتار، وده ممكن يُغير طبيعة السواحل ويُشرد ملايين البشر. ** ماذا فعلت الحكومة للحد من التغييرات المناخية؟ = وفقًا لوزير الري محمد عبد العاطي، الدولة قامت بحماية 118 كيلو متر، كما تعمل على حماية نفس المساحة في المستقبل. = إزالة المخالفات والتعديات على الأراضي الزراعية تسهل تصريف المياه عند حدوث أي سيل أو ظواهر طبيعية. = مصر أنشأت 1450 منشأة للحماية من السيول. = إزالة التعديات على مخرات السيول وصيانة المخرات كل عام تحسبا لأي سيل. = كمان الوزارة أنشأت نظام مبكر للتنبؤ قبل هطول الأمطار قبلها بـ5 أيام. = وأن الدولة وضعت نظامًا لحماية وإنقاذ قلعة قايتباي من الانهيار. = والوزارة قاربت على الانتهاء من 60 % من أعمال حماية الشواطئ. = وده بفضل صندوق المناخ الأخضر اللي منح مصر نحو 32 مليار دولار لمواجهة التغيرات المناخية.