دحض الإدعاء

** الحقيقة أن التصريح مجتزأ، لم يتحدث وزير المالية محمد معيط، عن مخاوفه من الوصول إلى الجوع في مصر، ولكن كان يتحدث عن الوضع في دولة سريلانكا، اللي أعلن رئيس وزرائها: "انهيار اقتصادها تماما"، في ظل نقص الطعام والوقود. ** بل على النقيض، قال عن مصر خلال حواره مع قناة الشرق: "أخطر الأوقات عدت، ولكن مازال هناك ضغط على الاقتصاد، ولكنه بدأ في التعافي، عجز الموازنة هينزل، والسياحة بترجع". ** بالعودة إلى لقاء وزير المالية، محمد معيط، مع قناة الشرق، في الدقيقة 10 نجده يقول: "دولة زي سريلانكا قالت والله يا جماعة انا مش هقدر أجيب الزيت بالأسعار دي، وخدت قرار إن المدارس تتأجل، والأعمال تتأجل، هنبص نلاقي أن الأمور والآثار السلبية بتزيد، وخوفي بقا أن الأمور تصل أن الناس تموت من الجوع عشان مش قادرين يجيبوا احتياجاتهم من المواد الغذائية". = استكمل وزير المالية عرضه لأزمة الغذاء العالمية قائلا: "لابد أنها تكون هناك صرخة من دول العالم عشان بعد كده منشعرش بالندم، بعد ما نجد ناس بتموت عشان مش قادرين يجيبوا الطعام.. وده اللي العالم كله بيتكلم عليه.. يا جماعة إحنا داخلين في food security crisis.. الحقوا قبل ما الناس تموت من الجوع". = وقبلها في التوقيت 9.44 من اللقاء يقول محمد معيط: إن "ٌإحنا في فترة العالم كله يجابها من التضخم العالي في أسعار المواد الغذائية، وأسعار النقل والتموين، والعالم كله متأثر بها، والله أعلم العالم هيفضل ماشي في الاتجاه ده لغاية أمتى". ** وبالفعل، أعلن رئيس وزراء سريلانكا، رانيل ويكرمسينغ، أن اقتصاد بلاده "انهار تماما"، وأن الحكومة غير قادرة على دفع تكاليف واردات النفط، وده بعد شهور من النقص الحاد في السلع الغذائية الرئيسية والوقود والكهرباء. = وقال ويكرمسينغ لنواب البرلمان السريلانكي: "نواجه وضعا خطيرا للغاية بشكل يتجاوز مجرد النقص في الوقود والغاز والكهرباء والطعام. اقتصادنا انهار بالكامل". ** كما أن حديث وزير المالية عن أزمة الغذاء العالمية حقيقي ودقيق، يتعرض العالم لأزمة أمن غذائي أو بالإنجليزية كما قال في لقاء الشرق: "food security crisis"، وتحذر المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة من تفاقم الأزمة، مما يزيد من معاناة الدول الفقيرة وتزايد أعداد اللاجئين، وهو ما يظهر في التقارير الدولية لتلك المنظمات: = حذرت حذرت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في تقريرها الصادر في يونيو الجاري تزايد أزمة الأمن الغذائي في الدول الأكثر فقرا التي تواجه فواتير واردات قياسية، وتوقعت المنظمة أن تصل فاتورة الغذاء عالميا هذا العام إلى مبلغ 1.8 تريليون دولار، وهو مستوى قياسي كبير. = وحذرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، من أن يؤدي تفاقم أزمة الأمن الغذائي إلى ارتفاع في أعداد اللاجئين حول العالم، البالغ حوالي 100 مليون حاليا.