---

دحض الإدعاء

"الحقائق: بدأ معارضو السيسي بالترويج لها بعد 30 يونيو باعتبارها خيانة، وبعد عشر سنوات أعاد أنصاره الترويج لها باعتبارها إنقاذ إلهي. *كيف بدأ انتشار الخبر المفبرك؟ في يوليو 2013 بعد الإطاحة بحكم محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، انتشرت بوستات عن قصة نجاة عبد الفتاح السيسي، قائد الجيش وقتها، من تحطم الطائرة المصرية "بوينج 767" في رحلتها رقم 990، التي سقطت في 31 أكتوبر 1999 على شواطئ أمريكا. زعم مروجوها من أنصار جماعة الإخوان المسلمين أنه كان من المفترض عودة 51 ضابطًا على متن الطائرة، لكن ضابط واحد بقى في أمريكا وهو عبد الفتاح السيسي واتهموه بالتعاون مع المخابرات الأمريكية، وذلك كان سر نجاته من الطائرة المحطمة، وتدوينات أخرى اتهمته بالتعاون مع إسرائيل. بعدها أعاد أنصار الرئيس السيسي بعد وصوله للحكم تدوير الخبر من جديد على فيسبوك وتويتر، ولكن تلك المرة بزعم أن العناية الإلهية أنقذته من أجل مصر. القصة مفبركة والمعلومات الواردة فيها غير صحيحة. خلط مروجوها سواء من معارضيه أو أنصاره بين دراسة السيسي في أمريكا سنة 1981، وتحطم الطائرة "بوينج 767" المعروفة باسم طائرة البطوطي عام 1999. *ما هي حقيقة العلاقة بين السيسي والطائرة؟ لا توجد أيّ ثمة علاقة بين وجود السيسي في أمريكا والتدريبات التي كان يجريها ضباط الطائرة المنكوبة لعدة أسباب: - أولًا: صحيفة الجارديان نشرت أسماء الناجين الثلاثة، وهم رجل الأعمال المصري أباظة السيد، والداعية محمد عبد المقصود، والسائحة أنجا الصاستي. ولم يصعد الثلاثة إلى الطائرة لأسباب شخصية مختلفة. - ثانيًا: كشفت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون أن عدد ضباط الطائرة 33 ضابطًا، منهم 15 ضابطًا شاركوا في تدريبات على الاتصالات في كاليفورنيا وفلوريدا، و6 ضباط كانوا في مؤتمر حول عقود الدفاع لإصلاح صواريخ شابرال، و7 ضباط آخرين كانوا في اختبار طائرتي هليكوبتر بالقرب من فورت روكر، و5 ضباط لم تكن تأشيراتهم تحت رعاية وزارة الدفاع المصرية. أما السيسي الذي بدأت الدراسة هناك سنة 1981 فكان في مكان مختلف ولدراسات مختلفة عما كشفته وزارة الدفاع الأمريكية، السيسي تلقى تدريبين في الولايات المتحدة، الأول سنة 1981 في المشاة في فورت بينينج بجورجيا، الثاني سنة 2006 كانت زمالة عسكرية في كلية الحرب الأمريكية. "