مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

الاعتداء الأوسع منذ 2002 بعد انتهاء عملية جنين: ما وراء الهجوم.. كيف بدأ؟ وماذا ترك؟

الاعتداء الأوسع منذ 2002 بعد انتهاء عملية جنين: ما وراء الهجوم.. كيف بدأ؟ وماذا ترك؟
(تحقيق- الحقيقة فين- اعرف- سين وجيم- تقارير- علشان محدش يضحك عليك- مدونة- والمواد المتشابهة في المنصات الشريكة)
Matsda2sh

الكاتب

Matsda2sh

دحض الإدعاء

📌 صباح اليوم الأربعاء 5 يوليو 2023، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي خروج كافة قواته من مدينة ومخيم جنين الفلسطينية، بعد انتهاء عمليته العسكرية التي استمرت نحو 48 ساعة، وخلفت ورائها عشرات الشهداء والمصابين، فضلًا عن إلحاق أضرار كبيرة بالبنية التحتية في المدينة.

➖ نستعرض في التقرير التالي من #متصدقش، خلفية تاريخية عن "جنين" والادعاءات التي استند إليها الهجوم الأخير والنتائج المترتبة عليه. ⬇️⬇️

❓ خلفية تاريخية عن المدينة والمخيم.. لماذا "جنين" مستهدفة؟

◾ تقع مدينة جنين شمال فلسطين على بُعد 75 كم من مدينة القدس، في الضفة الغربية المحتلة، وهي تحت سيطرة السلطة الفلسطينية.

◾ يقع غرب المدينة مخيم "جنين" للاجئين، الذي أُقيم عام 1953 وهو ثاني أكبر مخيمات الضفة الغربية، ويضم 14 ألف لاجئ بحسب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين، يعيشون على مساحة 0.42 كيلو متر، وهو يقع تحت سيطرة السلطة الفلسطينية.

◾ كانت المدينة أحد محاور أحداث الانتفاضة الفلسطينية الأولى في 1987 والثانية في 2000 والتي تعرض خلاله المخيم صُحبة المدينة، لاعتداء وحشي من جانب جيش الاحتلال خلالها فيما يُعرف بـ"مجزرة جنين"، عندما اقتحمت قوات الجيش المدينة والمخيم في الفترة بين 3 و11 أبريل 2002.

◾ اُستشهد خلال ذلك الاقتحام ما بين 52 فلسطينيًا في أدنى التقديرات بحسب تقرير للأمم المتحدة، فيما قَدّر أحد مسؤولي السلطة الفلسطينية عدد الشهداء بأنهم 500، وعلى الجانب الإسرائيلي وقع 23 قتيلًا، كما هُدمت 150 بناية، بعدما استخدمت دولة الاحتلال القصف المكثف بالمروحيات والدبابات.

◾ في عام 2022 وبعد نحو 20 عام على "مجزرة جنين" تكثفت الاعتداءات الإسرائيلية على جنين، بعد ظهور "كتيبة جنين" وهي وحدة عسكرية فلسطينية تأسست عام 2021 من أفراد ينتمون إلى فصائل مختلفة في التوجهات.

◾ عدد أفراد الكتيبة غير معروف وظهر العشرات منهم في عروض عسكرية مختلفة أو أثناء جنازات مقاتلين فلسطينيين سقطوا في اشتباكات مع الإسرائيليين، ويستخدم أفرادها قنابل بدائية محلية الصنع.

◾ بررت دولة الاحتلال الاعتداءات المتكررة في 2022، بزعمهم أن عددًا من المهاجمين الذين أوقعوا قتلى إسرائيليون، خرجوا من "جنين".

◾ في 11 مايو 2022، قتلت دولة الاحتلال مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة والتي كانت ترتدي السترة الدالة على إنها في مهمة صحفية، وذلك أثناء تغطيتها لمداهمة قوات إسرائيلية، على أطراف مخيم جنين.

◾ الاعتداءات المتكررة على "جنين" سببها: "وجود نواة صلبة من المقاومة الفلسطينية ملتحمة مع الجماهير، ولديها حاضنة شعبية قوية، ما شَكّل جبهة مقاومة قوية لدولة الاحتلال بسبب الاتحاد مع الجماهير بالرغم من ضعف سلاح المقاومة"، بحسب تصريحات صحفية سابقة في يناير 2023 لأستاذ العلوم السياسية، د. جمال حويل، وهو صاحب كتاب "معركة مخيم جنين الكبرى 2002.. التاريخ الحي".

◾ ويشير الخبير العسكري الفلسطيني اللواء واصف عريقات في تصريحات صحفية سابقة في يناير 2023، لسبب الاستهداف المتكرر للمخيم، قائلًا إنه: يعكس بشكل أوضح حالة المقاومة للشعب الفلسطيني.

❓ ماذا حدث مؤخرًا؟

◾ صباح الاثنين 3 يوليو 2023، أَطلق جيش الاحتلال عملية عسكرية بمشاركة 1000 إلى 2000 جندي، استهدفت مدينة جنين، شارك فيها طائرات مسيرة، فضلًا عن مروحيات حربية أخرى نفذت غارات جوية.

◾ وتعتبر هذه المرة الأولى التي يُستخدم فيها الطيران الحربي بشكل موسع في جنين، منذ الانتفاضة الثانية، كما استخدم الجيش في عمليته البرية دبابات وآليات عسكرية ثقيلة.

◾ أدّعى جيش الاحتلال، بحسب تصريحات متحدثه الإعلامي أدرعي، في بداية الهجوم، أنه الهجوم حدث لاستهداف "بؤر إرهابية" في المدينة.

◾ صرّح رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو تعليقًا على العملية أن "جنين تحولت خلال الشهور الأخيرة إلى ملجأ للإرهابيين.. والجيش يضع اليوم حدًا نهائيًا لذلك"، فيما نفى الفلسطينيين تلك الإدعاءات، وصرّح الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة بأن "ما تقوم به حكومة الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيمها، جريمة حرب جديدة".

◾ قصف الجيش خلال عمليته منشآت مدنية، مثل مسجد الأنصار بجنين بطائرات مسيرة، بعدما حاصره بداعي اختباء مقاتلين فلسطينيين داخله.

◾ وإلى جانب قصفه للمسجد، اقتحمت قوات الاحتلال مستشفى جنين الحكومي، وأطلقت النار داخل ساحته، بالإضافة إلى صاروخ بجواره، وكذلك اقتحمت مستشفى ابن سينا بـ"جنين"، بحسب بيان لـ"وزارة الصحة الفلسطينية".

◾ دارت اشتباكات مسلحة بين المقاتلين الفلسطينيين، والقوات الإسرائيلية في شوارع "جنين"، كما قاوم الفلسطينيين الهجوم، بإلقاء عشرات العبوات المتفجرة والناسفة على جيش الاحتلال وآلياته المختلفة.

◾ جاء الهجوم الأخير بعد نحو أسبوعين فقط، من إيقاع جيش الاحتلال 6 شهداء بينهم طفل من الجانب الفلسطيني بعدما اقتحم مخيم جنين في يونيو الماضي 2023، فضلًا عن إصابة 91 آخرون.

❓ ما هي نتائج الهجوم؟

◾ وقع 12 شهيدًا من الجانب الفلسطيني منهم 3 أطفال على الأقل، إلى جانب 125 جريحًا، ضمنهم 5 أُصيبوا بسبب اقتحام مستشفى "جنين الحكومي"، بحسب أحدث إحصاء صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية، فيما قُتل ضابط صف من الجانب الإسرائيلي، بحسب المتحدث باسم الجيش، دانيال حجاري.

◾ قام الهلال الأحمر الفلسطيني بإجلاء 3000 فرد من مخيم جنين في أول أيام العملية، على إثر اشتداد وطأة الاشتباكات العسكرية، ونقلت جريدة "الشرق الأوسط" لاحقًا عن مسؤولين محليين بـ"جنين"، أن إجمالي عدد المُهجرين من منازلهم بسببب العملية العسكرية في جنين، وصل لـ 5000 فرد على الأقل.

◾ منعت قوات الاحتلال وصول سيارات الإسعاف الفلسطينية من الدخول إلى المخيم، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، كما قالت منظمة أطباء بلا حدود إن هناك جرافات عسكرية إسرائيلية دمرت طرقًا مؤدية إلى مخيم جنين، ما جعل وصول سيارات الإسعاف إلى المصابين شبه مستحيل.

◾ ألحقت قوات الاحتلال أذى كبيرًا بالبنية التحتية في "جنين"، خلال يوميّ العملية؛ دمرت الخطوط الرئيسية لشبكات المياه والكهرباء، وجرفت الطرق والأراضي الزراعية، كما استهدفت منازل المواطنين وممتلكاتهم بالصواريخ، بحسب بيان لوزارة الاقتصاد الفلسطينية.

◾ وفي رد فعل منها على العملية، أعلنت الرئاسة الفلسطينية، في أول أيام العملية وقف جميع الاتصالات واللقاءات مع الجانب الإسرائيلي، والاستمرار في وقف التنسيق الأمني، كما طالبت بوقف عضوية "إسرائيل" في الأمم المتحدة.

◾ وعلى مستوى ردود الفعل العربية والدولية، أدانت عدد من الدول العربية العملية العسكرية بينهم مصر، فيما دعمت الولايات المتحدة الأمريكية حق "إسرائيل" في الدفاع عن شعبها، و انتقد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه الموقف الأمريكي.

◾ من جانبها عبرت أمس الثلاثاء 4 يوليو 2023، المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، فانيسا هوجينين، عن "شعورها بالقلق من حجم العمليات الجوية والبرية التي تجري في جنين بالضفة الغربية المحتلة والضربات الجوية لمخيم اللاجئين المكتظ بالسكان"، وأشارت لوجود 3 أطفال بين القتلى الفلسطينيين.