دحض الإدعاء

📌 تنوي الوكالة الدولية لبحوث السرطان، التابعة لمنظمة الصحة العالمية، الإعلان خلال يوليو الجاري، عن تصنيف مُحلّي "الأسبارتام" الذي يُستخدم في المشروبات الغازية الدايت باعتباره مادة "من المحتمل أن تسبب السرطان"، حسبما نشرت وكالة رويترز للأنباء في تقرير حصري لها.

◾️ الوكالة الدولية لبحوث السرطان لديها 4 تصنيفات للمواد من حيث علاقتها بالسرطان، وسيكون الأسبارتام ضمن المجموعة الثانية ب (2B) من التصنيف "من المحتمل أن يسبب السرطان للإنسان"، ما يعني أن هناك بعض الأدلة على أنه يمكن أن يسبب السرطان لدى البشر ولكن في الوقت الحاضر الأدلة "بعيدة عن أن تكون قاطعة"، ويسبقه المجموعة الأولى والمجموعة الثانية أ (1 و2A) وهم الأشد خطرًا.

◾️ وتقوم حاليًا لجنة منفصلة تابعة لمنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، وهي لجنة الخبراء المشتركة المعنية بالمضافات الغذائية، يكمل عملها عمل وكالة بحوث السرطان، بتحديث تقييمها لمخاطر الأسبارتام، بما في ذلك ما تعتبره كمية يومية مقبولة للاستهلاك.

◾️ الخبر يعد ضربة لشركات المشروبات الغازية، التي لطالما روجت لـ"الأسبارتام" باعتباره مادة آمنة وصحية رغم التحذيرات المتزايدة من مخاطر بدائل السكر.

❓ ما هو الأسبارتام؟

◾️ مُحلّي "الأسبارتام" هو واحد من أشهر المحليات الصناعية وأكثرها انتشارًا حول العالم، ويستخدم كبديل للسكر الأبيض على اعتبار أنه آمن.

◾️ تبلغ تحليته 200 ضعف تحلية السكر الأبيض، ويُستخدم في تحلية المشروبات الغازية الدايت المعروفة بـ(الصودا دايت) والتي انتشرت منذ خمسينات القرن الماضي بالإضافة إلى العلكة (اللبان) والأيس كريم.

◾️ يتكون من نوعين من الأحماض الأمينية وهم فينيل ألانين وحمض الأسبارتيك، وعند دمجمهم كيميائيًا نحصل على الأسبارتام.

◾️ بدأ التوسع في استخدامه في ثمانينيات القرن الماضي، وحددت لجنة الخبراء المشتركة المعنية بالمضافات الغذائية الحد الأقصى اليومي للاستهلاك الآمن بـ 40 مللي جرام لكل كيلوجرام من وزن الجسم يوميًا (أي 3 جرام تقريبا لشخص وزنه 70 كيلوجرام).

◾️ تقوم اللجنة حاليًا بتحديث تقييمها للمخاطر، وما تعتبره كمية مقبولة للاستهلاك اليومي، ومن المقرر أن تعلن نتائجها في 14 يوليو الجاري.

⭕️ احذر بدائل السكر

◾️ تتزايد الأدلة كل يوم على أن بدائل السكر، التي لطالما روجت لها شركات الأغذية باعتبارها آمنة وصحية، لها مخاطر.

◾️ في 13 مايو 2023، أعلنت منظمة الصحة العالمية (WHO)، عن مبادئ توجيهية جديدة بشأن بدائل السكر سواء المحليات الصناعية (مثل الأسبارتام وغيره) أو الطبيعية (مثل الستيفيا) وأوصت فيها بعدم استخدامهم للتحكم في وزن الجسم أو تقليل مخاطر الأمراض غير المعدية.

◾️ استندت المنظمة إلى أدلة بأن استخدام المحليات لا يمنح أي فائدة طويلة الأجل في تقليل الدهون في الجسم لدى البالغين أو الأطفال.

◾️ قد تكون هناك عواقب صحية محتملة من الاستخدام طويل الأمد لهذه المحليات مثل زيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والوفيات عند البالغين.

◾️ تنطبق التوصية على جميع الأشخاص باستثناء الأفراد المصابين بداء السكري الموجود مسبقًا، وتشمل جميع المحليات الاصطناعية أو الطبيعية الموجودة في الأطعمة والمشروبات المصنعة، أو تُباع بمفردها لتُضاف إلى الأطعمة والمشروبات.

◾️ وأوصت المنظمة بضرورة التفكير في طرق أخرى لتقليل تناول السكريات مثل الاعتماد على الفاكهة كمصدر طبيعي للسكر لتحسين الصحة، مؤكدة أن بدائل السكر ليست لها أي قيمة غذائية.

⭕️ دراسات سابقة حذرت أيضًا

◾️ حذرت العديد من الدراسات العلمية خلال السنوات الماضية من استخدام بدائل السكر. على سبيل المثال، دراسة في فرنسا شملت حوالي 100 ألف بالغ نُشرت في دورية "بلوس ميديسن "Plos Medicine" في مارس 2022، أشارت إلى أن أولئك الذين استهلكوا كميات أكبر من المحليات الصناعية خاصة الأسبارتام كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسرطان.

◾️ وفي دراسة أخرى في فرنسا شملت حوالي 100 ألف بالغ نُشرت في جورنال "The BMJ" في سبتمبر 2022، أظهرت أن المشاركين الذين تناولوا كميات كبيرة من الأسبارتام الموجودة في الحبوب والحليب والحلوى والصودا الدايت كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية من الأشخاص الذين لم يستهلكوا المحليات.

◾️ دراسات أخرى، من بينها دراسة منشورة في نوفمبر 2020 في جورنال "Journal of the American College of Cardiology"، وجدت أن الأشخاص الذين يشربون بانتظام إما المشروبات السكرية والمشروبات المحلاة صناعيًا (الدايت) أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب من أولئك الذين لا يشربونها، وأن مشروبات الدايت لا تقلل من المخاطر.

◾️ وفي دراسة أجريت على 450 ألف شخص في 10 دول أوروبية، ونشرت نتائجها في سبتمبر 2019، في مجلة "JAMA Internal Medicine"، وجدت أن من يتناولون مشروبات الدايت عرضة بنسبة 26% للوفاة المبكرة أكثر من أولئك الذين نادرًا ما يشربونها، في حين كانت النسبة 8% لمن يشربون كوبين أو أكثر يوميًا من المشروبات الغازية العادية مقارنة بمن لا يشربونها.