دحض الإدعاء

📌 في تعليقها على حادث غرق مصريين في مركب قبالة السواحل اليونانية، تفاخرت وزيرة الهجرة سها الجندي، بالإجراءات التي اتخذتها السلطات المصرية لمنع الهجرة غير النظامية عبر سواحلها، وقالت إن "سواحلنا مؤمنة تمامًا.. آخر حادثة لمركب خرجت من السواحل المصرية كانت في 2016".

➖ مع ذلك ما زالت أعداد المهاجرين غير النظاميين من المصريين إلى أوروبا تتزايد. يبرهن على ذلك حادثة غرق مركب على متنه نحو 750 شخصا بينهم مصريين قبالة السواحل اليونانية يوم الأربعاء 14 يونيو 2023.

📌 لم ينج سوى 104 راكب جميعهم من الذكور هم 47 سوريا و 43 مصريا و 12 باكستانيا وفلسطينيين، فيما انتشلت السلطات اليونانية، جثامين ٨٢ شخص،حتى الآن،بحسب منصة اللاجئين في مصر.

➖ #متصدقش يوضح في هذا التقرير مسار هجرة المصريين إلى أوروبا والمسؤول عن تهريبهم في الرحلة الأخيرة.

❓️ كيف يحدث ذلك؟

◾ منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، تحولت ليبيا إلى نقطة انطلاق رئيسية لآلاف المهاجرين الذي يحاولون الوصول إلى أوروبا هربًا من الفقر.

◾ فاقم الأمر، نجاح مصر في منع الهجرة غير النظامية عبر سواحلها منذ العام 2016، لتصبح الحدود الصحراوية مع ليبيا هي أقرب نقطة وصول للمصريين إلى أوروبا.

◾ وفقًا وكالة الاتحاد الأوروبي للجوء، فإن تعزيزات الحدود، دفعت المزيد من المهاجرين إلى الاعتماد على وسطاء في رحلات الهجرة غير النظامية مما يعرض المهاجرين للاستغلال المحتمل.

◾ ويحدث التواصل مع المهربين عن طريق وسطاء يلتقون بالعائلة والأصدقاء، وينشر هؤلاء الوسطاء تفاصيل الاتصال الخاصة بهم على وسائل التواصل الاجتماعي لجذب المزيد من العملاء.

◾ تحدث #متصدقش مع عدد من عائلات ضحايا المركب الغارقة قبالة السواحل اليونانية، وأكدوا أن تهريب ذويهم تم عن طريق الحدود المصرية الليبية المشتركة ومنه إلى مدينة طبرق الليبية عن طريق وسطاء، واستقلوا منها مركبًا إلى إيطاليا.

⭕️ مسار الرحلة

◾ يبدأ المهاجرون رحلتهم إلى ليبيا بالتوجه إلى الإسكندرية ومنها إلى السلوم على الحدود الليبية عبر سيارات النقل الجماعي، وبمجرد وصولهم، يتولى السكان المحليين تهريبهم إلى داخل ليبيا.

◾ قال ابن خال أحد الضحايا في مركب اليونان الغارقة إن العديد من أبناء قريته "مشتول السوق" بمحافظة الشرقية كانوا على متن المركب الغارق وبعضهم "باع عزاله واللي جاب قروض عشان يسافر، وفي ناس باعت موبايلاتها كمصاريف على ما يوصل ليبيا".

◾ وأضاف أن المصريين عندما يصلون إلى ليبيا يجبرون على دفع مقابل الهجرة غير النظامية، ويضطر الأهالي إلى الدفع لإنقاذ أبنائهم من الاحتجاز على يد المهربين.

◾ وأوضح إن المهاجرين غير النظاميين يتعرضون إلى التهديد في ليبيا عندما يتعلق الأمر بحياتهم، موضحَا أنه عندما حان موعد السفر على متن المركبة، اعترض ابن خاله على تهالك المركب وعدم حصولهم على سترات نجاة "وقال مش هسافر"، فرفع أحد المهربين السلاح في وجهه وهدده بالقتل إن لم يصعد على متن القارب، وأمر باحتجازه في أسفل المركبة.

◾ كما أكد آخرون من عائلات الضحايا أو المفقودين، أن التواصل مع المهربين في ليبيا تم بواسطة وسطاء لهم في مصر، حصلوا على 140 ألف جنيه للفرد الواحد مقابل التهريب إلى إيطاليا عبر المركب الغارقة.

◾ قالت زوجة أحد المفقودين لـ #متصدقش إنها التقت الوسيط وجهًا لوجه وسلمته 140 ألف جنيه، مقابل هجرة زوجها إلى أوروبا عن طريق طبرق.

◾ ويظل المهاجرون غير النظاميين في ليبيا كرهائن حيث يقبعون في مراكز احتجاز لحين حصول المهربين على أموال الهجرة إلى أوروبا من ذويهم في مصر، بحسب تقرير وكالة الاتحاد الأوروبي للجوء.

◾ قالت التقرير إن نحو 52% من المهاجرين المصريين يقيمون في شرق ليبيا، بينما 43% في الغرب، ونسبة 5% في الجنوب، وقد يقضي بعض المصريين في ليبيا فترات أطول تصل لأكثر من عامين قبل الهجرة إلى أوروبا.

⭕️ المتورطون في عملية التهريب الأخيرة

◾ في حديثهم مع #متصدقش كشف أهالي الضحايا عن هوية أحد المتورطين في تهريب ذويهم، وهو شخص يدعى محمد حسين المنفي وشهرته محمد أبو سلطان.

◾ بالبحث عن أبو سلطان، وجدنا له صفحات على موقع فيسبوك، عليها أرقامه الخاصة بالإضافة إلى أرقام سماسرة وسطاء مصريين، وينشر عليها باستمرار مقاطع فيديو لأشخاص وصلوا إلى إيطاليا بعد الاستعانة به في عملية تهريبهم.

◾ بحسب صفحته على فيسبوك، ينحدر أبو سلطان من مدينة طبرق الليبية، وسبق له العمل في اللواء 32 معزز وهي جزء من كتيبة "خميس القذاقي" وهي كتيبة أمن النظام الخاصة بالقوات المسلحة الليبية الموالية للعقيد الراحل معمر القذافي، والتي تورطت في أعمال عنف أثناء الثورة الليبية.

◾ وبحسب شهادات أحد أهالي الضحايا، فإن أبو سلطان يعمل مع إخوته الثلاث (علي وحسين وسالم) في الهجرة غير النظامية.

◾ وكشف الأهالي أنهم تعرضوا للخداع من أبو سلطان، لأنه حمل ذويهم على مركبة متهالكة ولم يسلم أي منهم سترة نجاة في حال تعرضت المركب للغرق.

⭕️ ليبيا بديل للهجرة من مصر

◾ نجحت مصر في منع الهجرة غير النظامية عبر سواحلها، لكن أعداد المهاجرين المصريين الواصلين أوروبا عبر البحر المتوسط في تزايد وفقًا لإحصاءات خفر السواحل الأوروبي (Frontex):

▪️ عام 2017: 988
▪️ عام 2018: 840
▪️ عام 2019: 267
▪️ عام 2020: 1124
▪️ عام 2021: 8.506
▪️ عام 2022: 21.336
▪️ عام 2023: 4526 حتى مايو 2023.

◾ في دراسة استقصائية أجرتها المنظمة الدولية للهجرة على أكثر من 600 ألف مهاجر إلى ليبيا بين ديسمبر 2021 و يناير 2022، تبين أن 90% من المهاجرين المصريين سافروا إلى ليبيا مباشرة عن طريق مصر.

◾ ونحو 4% من المهاجرين المصريين في ليبيا سافروا عن طريق السودان، بينما سافر 6 % من المصريين إلى ليبيا عبر دول أخرى بما في ذلك الإمارات وتركيا وتونس والكويت والأردن وسوريا.

◾ أغلبية المهاجرين (79%) سافروا برًا عن طريق الصحراء بواسطة وسائل النقل الخاصة أو وسائل النقل العام، فيما سافر 11 % إلى ليبيا بالطائرة، و9 % سيرًا على الأقدام.

◾ لدى مصر معبر حدودي واحد رسمي مع ليبيا وهو معبر مساعد السلوم، في شمال البلاد على ساحل البحر المتوسط.

◾ بالإضافة إلى ذلك، هناك نوعان من المعابر الحدودية البرية غير الرسمية بين مصر وليبيا، في الجغبوب جنوب المعبر الرسمي، وعوينات عند نقطة الحدود الجنوبية المشتركة بين مصر وليبيا والسودان.

◾ يفضل المصريون الهجرة إلى أوروبا عن طريق ليبيا، لأنها أرخص في التكلفة.

◾ مع ذلك فهم معرضون لخطر القبض عليهم من السلطات الليبية، أو الاختطاف من الميليشيات المسلحة التي تسيطر على أراض داخل ليبيا.