📌 خلال كلمته أثناء افتتاح محطة "تحيا مصر" متعددة الأغراض بميناء الإسكندرية، قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إنه أمر بإلقاء القبض على أحد المواطنين، كان يمتلك عمارة في حرم الميناء، مضيفًا: "قلت يتقبض عليه وميخرجش إلا لما يسيب الأرض".
❓ #السيسي قال إن "المواطن استولى على الأرض في غفلة من الزمان"، فما القصة؟
➖ #متصدقش تكشف هوية الرجل وقصته، وكيف استولت الدولة على ممتلكاته.
▪️ الرجل المقصود، الذي أمر الرئيس بالقبض عليه يدعى يوسف مصطفى حرب.
▪️ يمتلك الرجل عمارة تقع بين ميناء الإسكندرية وشارع المكس، عنوانها ٢٠٦ شارع المكس- الورديان عند مدخل 54، بترخيص 399، كما يملك مدرسة تدعى "علوم المستقبل"، بجوار العمارة.
▪️ العمارة موجودة على مساحة 2000 متر مربع، وبها 64 شقة، و 4 مداخل خاصة، بينما تقع المدرسة على مساحة 2400 متر مربع.
▪️ يظهر أرشيف صور الأقمار الصناعية، أن العمارة بدأ البناء فيها منتصف عام 2015، وانتهي صيف عام 2017.
▪️ وتظهر أيضا صور الأقمار الصناعية، اختفاء المدرسة (هدمها) في شهر يوليو 2020.
❓ كيف بدأت القصة؟
▪️ في 2020، بدأت وزارة النقل وضع الخطوات التنفيذية لمشروع الميناء الأوسط الإسكندرية المجمدة خطته منذ أكثر من 15 عامًا.
▪️ في سبيل ذلك، قررت الدولة ضم 311 ألف متر مربع من 21 شركة وجهة منها 207 آلاف متر مربع تابعة للشركة التجارية للأخشاب، من بينها 96.6 ألف متر مربع شمال طريق المكس.
▪️ وحسب مستندات خاصة حصل عليها موقع جريدة جريدة المال، ضمت تلك الأراضي، قصر ثقافة القبارى بواقع 1500 متر مربع، ونقطة الإسعاف بمساحة 350 متر مربع، وشركة مياه القبارى 300 متر مربع، وثلاجة أفراد "ورثة حنفى" بواقع 1000 متر مربع، وبجوارها 800 متر أرض فضاء، و أرض تابعة لهيئة السلامة البحرية بواقع 2000 متر مربع وثلاجة حسن علام على 4000 متر وعمارة يوسف حرب على مساحة 2000 متر مربع، ومدرسة علوم المستقبل على مساحة 2400 متر مربع.
⭕️ الدولة في مواجهة يوسف حرب:
▪️ تقول الرواية الرسمية على لسان السيسي ووزير النقل، المهندس كامل الوزير، فإن الحكومة منحت الأرض لـ"حرب" حق انتفاع، لكنه قام بإصدار أوراق حوّلت الأرض إلى ملكية خاصة.
⭕️ لكن الأوراق القانونية تقول عكس ذلك:
1: المدرسة مرخصة ترخيص نهائي عام 2001.
2: صدر قرار رئيس الوزراء 2174 لسنة 2019، بإضفاء صفة النفع العام على إنشاء كوبري يربط بين ميناء الإسكندرية والطريق الساحلي الدولي.
3: اعترض المشروع جزء من مساحة مدرسة علوم المستقبل.
4: في البداية وافق يوسف حرب، مالك المدرسة على نزع ملكية 445 متر مربع من فناء المدرسة، من أجل استعمالها للمنفعة العامة، المتمثلة في بناء الدولة كوبري باب 54 الخاصة بالميناء.
5: تم تسليم الجزء المنزوع ملكيته لإدارة الهيئة العامة لميناء الإسكندرية، في محضر رسمي بتاريخ 3/2020.
6: اتفقت الهيئة مع إدارة المدرسة على تسديد قيمة نزع الملكية للممثل القانوني للمدرسة، مع فتح باب جانبي على الشارع الموازي لترعة النوبارية من أجل دخول التلاميذ حتى يتم الانتهاء من أعمال الكوبري.
❓ماذا حدث؟
▪️في البداية، لم تقل الدولة إن أملاك يوسف حرب ضمن أملاك الدولة التي سيتم تخصيصها، ولكن تم ذكرها ضمن أملاك الأفراد التي سيتم تعويضهم عنها بعد نزع ملكيتها، وذلك حسب المستندات الخاصة التي نشرها موقع "المال".
▪️ تطورت الأحداث، وهنا تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبدأت الحكومة تروّج لفكرة أن تلك الأملاك أخذها يوسف حرب بوضع اليد.
▪️ في لقاء تليفزيوني مع برنامج بالورقة والقلم مع نشأت الديهي بتاريخ ديسمبر 2022،قال كامل الوزير، وزير النقل، إن صاحب العمارة رفض الإخلاء التام للعمارة والمدرسة، فتم القبض عليه.
مع رفض يوسف حرب الإخلاء، اقتحمت قوات الأمن المدرسة والعمارة.
▪️ وفي مايو 2020، جرى حبس"حرب" نحو 6 أشهر.
▪️ في بيان أصدرته في يونيو 2020، قالت إدارة مدرسة علوم المستقبل، إنه "في سابقة هي الأولى من نوعها قامت وزارة التربية والتعليم متمثلة في إدارة غرب، بمعاونة بعض من قوات الأمن وهيئة السلامة البحرية باقتحام مدرسة علوم المستقبل الخاصة وكسرو أبواب المكاتب والكونترول واستولو على المدرسة وعينوا عليها حارس قضائي واستولوا على ملفات الطلبة".
▪️ كما أكد البيان أن إدارة المدرسة ممنوعة من دخول المدرسة وكذلك أولياء الأمور.
▪️ في رسالة لأولياء الأمور، قال البيان: "واعلموا أن المدرسة والطلبة وأولياء الأمور إحدى وسائل الضغط على المهندس يوسف وعائلته".
❓ كيف انتهت الأزمة؟
▪️ في تصاعد للموقف، أصدر محافظ الإسكندرية ووزارة التربية والتعليم بالمحافظة، قرارًا، بنقل طلاب المدرسة وعدم استقبال طلاب جدد.
▪️ في يناير 2021، قال طارق شاهين، رئيس هيئة ميناء الإسكندرية، أنه تم هدم مدرسة علوم المستقبل، واستلام العقار الكائن عند باب 54. المقصود بالعقار هو عمارة يوسف حرب.
▪️ كلام شاهين تؤكده صور الأقمار الصناعية، التي تشير إلى اختفاء المدرسة "هدمها" في يوليو 2020، تزامناً مع قضاء يوسف حرب مدته في السجن.
▪️ استولت الدولة على العمارة وأخرجت السكان منها، وغيرت اسمها من عمارة يوسف حرب إلى عمارة تحيا مصر.
▪️ حاولنا في "متصدقش* التواصل مع يوسف حرب أو محاميه، لكنه لم يرد أي منهما حتى نشر تلك السطور. وتقول معلومات حساب "حرب" على فيسبوك إنه يعيش الآن في دولة الإمارات، وبالتحديد في دبي.
▪️ وعلق "حرب" في منشور على حسابه الخاص بفيسبوك، على حديث السيسي وكامل الوزير، نافياً وجود المدرسة والعمارة داخل الميناء.
▪️ وأوضح في منشوره، خريطة توضح مكان العمارة التي تم الاستيلاء عليها، والمدرسة التي تم هدمها، قائلا إن المكانين يبعدان عن مساحة المنفعة العامة التي تخص الميناء.
▪️ لم يتسن لفريق عمل #متصدقش معرفة تاريخ خروج يوسف حرب من السجن، وهل تم حبسه على ذمة نفس القضايا مرة أخرى أم لا. سنوافيكم بالتفاصيل لاحقًا. في حال توصلنا لأية معلومات جديدة.