مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
تتضمن (زائف- مفبرك- بوست غير صحيح- خبر غير صحيح- تصريح غير دقيق- تصريح كاذب- صورة مزيفة- مضلل- فيديو مضلل- بوست مضلل- خبر مضلل- عنوان مضلل)
الكاتب
Matsda2sh
دحض الإدعاء
في فصل جديد من الخلافات المستمرة منذ سنوات، هاجم المهندس ممدوح حمزة، في تغريدة على "تويتر"، محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية الأسبق، اتهمه فيها بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية أثناء مفاوضات "كامب ديفيد" التي تمت بين مصر وإسرائيل برعاية أمريكية.
حمزة، الذي عاد إلى مصر مؤخرًا بعد رفع اسمه من قوائم ترقب الوصول، قال في تغريدته، موجهًا حديثه إلى البرادعي: "عملك الدولي كان مكافأة لك على ما قدمته لأمريكا أثناء مفاوضات كامب ديفيد والذي كافئك كان كسينجر. كيف لأمريكي أن يثمن عملك مع البعثة المصرية في جنيڤ؟ إلا إن وجد فيك ولاء للأمريكان".
على مدار سنوات، جرى اتهام "البرادعي"، الذي استقال من منصبه كنائب للرئيس عدلي منصور في 2013 عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، بأنه كان جزءً من اتفاقية كامب ديفيد، وأنه كان أحد الذين أيدوا موقف الرئيس الراحل أنور السادات في الذهاب إلى القدس.
لم يشارك محمد البرادعي في مفاوضات كامب ديفيد، التي سعى إليها السادات مع إسرائيل، وذلك حسب شهادات من شاركوا في المفاوضات.
في كتابه "السلام الضائع في اتفاقيات كامب ديفيد"، ذكر محمد إبراهيم كامل، وزير الخارجية الأسبق، الذي شارك في المفاوضات، أسماء الوفد الرسمي، وهم "السادات، حسن التهامي (أحد أعضاء تنظيم الضباط الأحرار ونائب رئيس وزراء)، حسن كامل (رئيس ديوان رئيس الجمهورية)، بطرس غالي (وزير الدولة للشؤون الخارجية)، محمد إبراهيم كامل (وزير الخارجية الذي استقال قبل توقيع الاتفاقية بيوم)، وأسامة الباز (مستشار السادات)، نبيل العربي (مستشار قانوني).
بالإضافة إلى الوفد الرسمي، كان هناك فريق من المستشارين والخبراء من وزارة الخارجية وصفهم "كامل" في كتابه بـ"الممتازين"، وقال إنهم شكلوا "غرفة العمليات للوفد فكانت صلته بنا وليس له اتصال مباشر بالرئيس إلا في حالات خاصة".
بخلاف شهادة إبراهيم كامل، أكدت شهادة نبيل العربي، أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق، في كتابه "طابا.. كامب ديفيد.. والجدار العازل ــ صراع الدبلوماسية من مجلس الأمن إلى المحكمة الدولية"، الأسماء السابقة مع إضافة بعض الأسماء الأخرى.
الأسماء التي أضافها "العربي"، بصفته أحد الذين شاركوا في المفاوضات، كانت عبد الرؤوف الريدي، أحمد ماهر السيد، وأحمد أبو الغيط بوصفه سكرتيرًا لوزير الخارجية. وانضم إلى الوفد الدكتور أشرف غربال سفير مصر في واشنطن، بالإضافة إلى محمد الماحي، رئيس المخابرات، وفوزي عبدالحافظ، سكرتير الرئيس، لكنهم لم يشاركوا في عملية التفاوض.
بخلاف العربي وإبراهيم كامل، أكد بطرس بطرس غالي، الذي كان ضمن الوفد وعُرف بـ"مهندس كامب ديفيد"، مشاركة الأسماء السابقة في كتابه "طريق مصر إلى القدس"، وقال إنه تشارك نفس الغرفة مع محمد إبراهيم كامل، فيما خصصت غرفة النوم الأولى لكل من حسن كامل وأشرف غربال.
وعلى مسافة قصيرة كان كوخ الرئيس السادات القائم فوق رابية صغيرة في مواجهة كوخ الرئيس كارتر، أما حسن التهامي فقد أعطي كوخ صغيرًا وحده على مسافة بعيدة بعض الشيء، وتم تخصيص كوخ آخر لبقية أعضاء الوفد، أسامة الباز ونبيل العربي وعبد الرؤوف الريدي.
ثانيًا: أين كان محمد البرادعي في ذلك الوقت؟
في ذلك الوقت كان البرادعي يعمل في مكتب وزير الخارجية، إسماعيل فهمي، الذي تفاجأ بإعلان السادات الذهاب إلى القدس، فقرر الاستقالة من منصبه كوزير.
وقال إسماعيل فهمي، في مذكراته "التفاوض من أجل السلام"، إنه أرسل الاستقالة مع "رسول خاص"، دون ذكر اسمه، بينما قال البرادعي في حوار قبل 6 سنوات، إنه هو"الرسول" الذي سلّم استقالة "فهمي" إلى نائب رئيس الجمهورية آنذاك، محمد حسني مبارك، وكان ذلك في نوفمبر 1977.
بعد استقالة "فهمي"، طلب البرادعي نقله إلى بعثة الأمم المتحدة في جنيف، عام 1978 واستمر هناك حتى عام 1980، حسب ما أكدته سيرته الذاتية التي وثقها موقع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
البرادعي طلب نقله لأنه كان موافقًا على رأي "فهمي" بشأن رفض الزيارة إلى القدس، قائلًا إنه لم يرفض السلام، لكنه رفض الطريقة التي سعى بها السادات إلى عقد سلام مع إسرائيل.
خلال عمله بوزارة الخارجية، شارك البرادعي بحكم موقعه في مكتب وزير الخارجية، في مفاوضات فض الاشتباك بين مصر وإسرائيل، في الفترة بين يناير 1974 وسبتمبر 1975.
وحسب سيرته الذاتية، المنشورة على موقع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فقد شارك البرادعي من عام 1974 إلى عام 1978، بصفته مساعدًا خاصًا لوزير الخارجية المصري، في العديد من الوفود الرئاسية والوزارية، بما في ذلك كجزء من فريق التفاوض الذي أدى إلى إبرام اتفاقيات فك الإشتباك بين مصر وإسرائيل.
ثالثًا: ما موقف البرادعي من كامب ديفيد؟
ذكر إسماعيل فهمي في مذكراته موقف ظهر فيه رأي البرادعي من زيارة السادات إلى القدس قائلًا إنه (إسماعيل فهمي أثناء عمله وزيرًا للخارجية) عاد إلى مكتبه بعد معرفته بأمر الزيارة، فوجد أسامة الباز والبرادعي، اللذان رفضا موقف موقف السادات.
وقال "فهمي" في كتابه إن الباز بعد سماعه موقف السادات قال: "هذا جنون لا شك أن الرجل غير متزن، لا بد من منع ذهابه إلى القدس حتى لو استعملنا القوة"، واستطرد فهمي: "ولم يختلف اعتراض البرادعي بالنسبة لفكرة السادات عن موقف الباز، ولكنه لم يعبر عن رأيه بنفس العنف، ثم وجه البرادعي حديثه لأسامة الباز ماذا تفعل لو أصر السادات على رأيه هل تذهب معه؟ ولكن إجابة الباز كانت واضحة كل الوضوح (لن أذهب إلى القدس إلا جثة هامدة)".
حسب شهادة أدلى بها البرادعي في برنامج "في رواية أخرى" المذاع على شبكة التلفزيون العربي، في يناير 2017، قال إن اتفاقية كامب ديفيد تسببت في إخراج مصر من العالم العربي لأكثر من 10 سنوات، وفتحت الباب لما وصفه بـ"عربدة إسرائيل" في المنطقة.
البرادعي قال إن مصر كانت رمانة الميزان في المنطقة وتسببت اتفاقية كامب ديفيد في "قلب الميزان لصالح إسرائيل"، ما أدى إلى تدهور القضية الفلسطينية لتصل إلى ما وصفه بـ"السراب".