مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

فيديو مُولَّد بالذكاء الاصطناعي لغرق الأطفال والخيام في غزة

فيديو مُولَّد بالذكاء الاصطناعي لغرق الأطفال والخيام في غزة
tahaqaqps

الكاتب

tahaqaqps
[:ar]
الادعاء
معاناة الأطفال في غزة داخل الخيام في ظل دخول المنخفض الجوي والظروف الصعبة.
تداولت وسائل إعلامية وحسابات على منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قيل إنه يوثق معاناة الأطفال في غزة داخل الخيام في ظل المنخفض الجوي والظروف الصعبة. وقف المرصد الفلسطيني "تحقّق" على حقيقة المقطع المتداول بالبحث في المصادر المفتوحة باستخدام البحث العكسي، وتحليله عبر أدوات التحقق الرقمي المتخصصة، وتبيّن أن المقطع غير حقيقي، ومُولد باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. وبالبحث العكسي عن المقطع، تبيّن أنه نُشر بتاريخ 10 ديسمبر/كانون الأول 2025 على منصة تيك توك، عن طريق حساب يحمل اسم "Mirha binte gaza"، وعند رصد الحساب تبين أن جميع مقاطعه المنشورة تتبع نفس النمط، وهي مولدة بالذكاء الاصطناعي. كما أظهر فحص المقطع بأداة Have Moderation، المخصّصة في كشف المحتوى المولّد رقميًا، أن الفيديو مُنتج بالذكاء الاصطناعي بنسبة 92.2%.
الآثار المترتبة على الادعاء يتسبب تداول هذا النوع من المقاطع المُولّدة بالذكاء الاصطناعي دون تحقّق مهني في تشويه الواقع وخلط الحقائق، ويُضعف الجهود الحقوقية والإنسانية التي تعتمد على التوثيق الدقيق لمعاناة المدنيين الفلسطينيين في غزة. إلى جانب ذلك، يؤدي انتشار مثل هذه الفيديوهات إلى نشر الذعر والمعلومات المضللة بين الجمهور، ويُضعف الثقة في المصادر الإعلامية الرسمية والحقوقية. كما أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل هذا النوع من المحتوى لأغراض دعائية لتشويه الواقع والتشكيك في صحة السردية الفلسطينية، والإضرار بمصداقية التوثيق الحقوقي والإنساني. بين الحقيقة والزيف: خطر المقاطع المصنوعة على الرواية الإنسانية في غزة وفي سياق التحقق، تواصل فريق "تحقّق" مع الأكاديمي والخبير في التربية الإعلامية والرقمية الدكتور بركات الزيود، الذي قال إن تداول المقاطع المصنوعة بالذكاء الاصطناعي يهدد الثقة بالمحتوى المتداول حول القطاع، رغم النوايا الحسنة لدى بعض صُنّاعه. موضحًا أن الواقع في غزة مؤلم بما يكفي، ولا يحتاج إلى أي إضافات صناعية قد تنعكس سلبًا على القضية. وأشار الزيود إلى أن المقاطع الحقيقية القادمة من أرض الميدان هي الأقدر على إيصال المعاناة والتأثير في الرأي العام وصنّاع القرار، بينما تُضعف المقاطع المصنوعة ثقة الجمهور وتفتح باب التشكيك حتى في المواد الموثوقة.وبيّن أن التزييف يؤثر بشكل خاص على الجمهور الواعي القادر على التمييز، ما يؤدي إلى تراجع الاهتمام بالسردية الفلسطينية. وأكد أن هذه المقاطع قد تخلق تعاطفًا سريعًا لدى الجمهور البسيط، إلا أن أثرها قصير المدى، ولا يُقارن بتأثير القصص اليومية الحقيقية التي تُوثق المعاناة كما هي، داعيًا إلى تكثيف نشر المحتوى الطبيعي، وتعزيز التربية الإعلامية، واستخدام أدوات كشف التزييف، إلى جانب ضرورة وضع تشريعات تحدّ من الاستخدام السلبي للذكاء الاصطناعي مخيمات تغرق ومعاناة تتجدد توفيت الطفلة الرضيعة رهف أبو جزر "8 أشهر" في خان يونس جنوب قطاع غزة جراء البرد تزامنا مع تأثر قطاع غزة بمنخفض بايرون. كما تعرضت مئات خيام النازحين في قطاع غزة للغرق لليوم الثاني بفعل الأمطارالغزيرة، ما فاقم معاناة آلاف العائلات التي تعيش داخل خيام مهترئة.الدفاع المدني أعلن إخلاء عشرات الخيام في رفح بعد غرقها الكامل، محذرًا من كارثة إنسانية في ظل غياب مساكن بديلة، حيث تعيش أكثر من 250 ألف أسرة في مخيمات نزوح تفتقر لمقومات الحياة، فيما تجاوزت نسبة الخيام غير الصالحة للإقامة 93%، ورغم وقف إطلاق النار في أكتوبر الماضي، لم تتحسن ظروف المعيشة بسبب القيود المفروضة على دخول الكرفانات و المساعدات، بينما تضررت الخيام خلال عامين من الحرب والقصف والعوامل الطبيعية، ما عمّق المأساة الإنسانية في القطاع. [:]