تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصاً على منصة فيسبوك، خبراً بمزاعم أن وزارة المالية اقترضت مبلغ قدره 30 تريليون دينار عراقي من زعيم تيار الحكمة، عمار الحكيم، من أجل تمويل الرواتب والمشاريع. وحصد الادعاء أكثر من 1700 تفاعل في منشور واحد فقط على منصة فيسبوك.

بعد التحقيق من قبل فريق الفاحص، والبحث في الموقع الرسمي لوزارة المالية، وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وصفحات البنك المركزي العراقي ومجلس النواب، تبين أن الخبر زائف ولم يتم الإعلان عن قرار مشابه حول اقتراض مبالغ مالية من الحكيم، كما لم تنقل وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية خبراً بهذا الخصوص.

وبعد فحص الصورة المتداولة للادّعاء، تبين أنها مفبركة، حيث تم استخدام قالب أخبار “المركز الخبري الوطني”، الذي لم ينشر أي منشور مشابه في صفحاته. حيث يمكن ملاحظة علامات الفبركة من خلال الاختلاف في نوع الخط المستخدم في صورة الادعاء، عن الخط الذي يستخدمه عادةً المركز الخبري، فضلاً عن الصياغة الخبرية الركيكة.

وعند مراجعة صفحات وزارة المالية، اتضح أنها بينت في 29 أيار الماضي، أنها "ملتزمة بتمويل الرواتب شهرياً دون أي تأخير، وقد تم تمويل رواتب شهر أيار لكافة المستحقين بالكامل، دون الحاجة إلى أي اقتراض من الإيرادات النفطية أو غير النفطية. وتؤكد أن الرواتب مؤمنة بالكامل".

وتُعد الأخبار المالية الزائفة من أكثر أنواع التضليل خطورة، لأنها تمسّ ثقة المواطنين بالمؤسسات الاقتصادية وتؤثر في استقرار السوق، خصوصاً مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، حيث تتزايد محاولات نشر الشائعات للتأثير على الرأي العام أو توجيه المزاج الانتخابي. لذلك، من المهم عدم الانسياق وراء المنشورات غير الموثوقة التي تتحدث عن اقتراضات أو زيادات في الرواتب أو مشاريع حكومية مزعومة، والتأكد دائماً من البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة المالية أو البنك المركزي أو وكالة الأنباء العراقية (واع). فالتدقيق قبل المشاركة أو النشر يساهم في حماية الوعي العام من التضليل ويضمن نزاهة البيئة الانتخابية.