مضلل نشرت وزيرة الاتصالات العراقية هيام الياسري، يوم 10 تشرين الأول الجاري، إعلاناً في صفحتها الرسمية على منصة فيسبوك، قالت فيه: إنه "بفضل الرؤية الرقمية لوزيرة الاتصالات الدكتورة هيام الياسري، العراق يسجل إنجازاً عالمياً جديداً بمضاعفة نسبة مستخدمي الإنترنت لتصل إلى 82.9% من السكان بنهاية عام 2024، بعدما كانت النسبة عام 2019 لا تتجاوز 44.3% فقط، بحسب بيانات الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)". وبحسب ادعاء الوزيرة، فإن نسبة الزيادة تبلغ (38.6%). وحصد المنشور تفاعلاً واسعاً في المنصات الرقمية.

وأوضحت الوزيرة أن "هذا الإنجاز الكبير جاء نتيجة توسيع شبكة الألياف الضوئية (FTTH) في بغداد والمحافظات، وتطوير البنى التحتية الرقمية، ودعم المنافسة بين مزودي الخدمة، وتنفيذ مبادرات للتحول الرقمي والشراكة مع القطاعين العام والخاص. وأرفقت الوزيرة في منشورها، صورة تحتوي على جدول رقمي يبيّن نسب تنامي أعداد مستخدمي الإنترنت في العراق، مع نص مضمّن: "العراق يحقق إنجازاً عالمياً بزيادة مستخدمي الإنترنت إلى %82.9".

التحقيق: بعد التحقيق من قبل فريق الفاحص، اتضح أن الادعاء مضلل وتشوبه العديد من الأخطاء ولم يكن دقيقاً، وذلك وفقاً للتحليل التالي:

أولاً، أفادت الوزيرة في منشورها، بأن ازدياد نسبة مستخدمي الإنترنت إلى (82.9%) حصل بفضل رؤية الوزارة وجهودها، وأن الإنجاز يحسب لها برفع النسبة بعد أن كانت (44.3%) عام 2019 وبنسبة زيادة (38.6%)، لكن هذا غير صحيح، إذ أن الوزيرة استلمت مهامها لإدارة الوزارة بشكل رسمي يوم 27 تشرين الأول 2022، وحينها كانت نسبة مستخدمي الإنترنت في العراق حوالي (78.70%) بحسب بيانات الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)، وهو المصدر ذاته الذي اعتمدت عليه الوزيرة.

وفي هذه الحالة، واستناداً على بيانات الاتحاد وتاريخ استلام الوزيرة، لا يمكن أن تنسب نسب الزيادة في أعداد المستخدمين للأعوام (2019 و2020 و2021 و2022) للوزيرة أو الحكومة الحالية، بل يقتصر الاحتساب فقط على عامي 2023 و2024. وبما أنَّ استلام الوزيرة للمنصب جاء في أواخر 2022، فيمكن احتساب نسبة الزيادة في الأعداد انطلاقاً من النسبة (78.70%) ومروراً بنسبة الزيادة عام 2023 البالغة (81.70%) ووصولاً إلى نسبة المستخدمين عام 2024، البالغة (82.9%)، ويمكن الاستنتاج بأن مقدار الزيادة هو (4.2%) فقط، وهي نسبة طبيعية وواقعية مقارنة بالنسبة (38.6%) التي نسبتها الياسري إلى جهود وزارتها. وهذا ما يكشف عدم صحة الادعاء.

وينتشر هذا الادعاء في سياقٍ سياسي وإعلامي يشهد تزايداً في نشر إنجازات الوزارات والهيئات الحكومية استعداداً للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، حيث تحرص بعض الجهات الرسمية على إبراز مؤشرات النمو الرقمي والتنموي لتأكيد نجاح برامجها. كما ساهم استخدام لغة تسويقية في الادعاء، تتضمن عبارات مثل "إنجاز عالمي" و"بفضل الرؤية الرقمية للوزيرة"، في دفع العديد من المستخدمين والصفحات إلى إعادة تداوله، سواء تأييداً أو انتقاداً، ما جعله من أكثر المنشورات تداولاً خلال الأسبوع الثاني من تشرين الأول 2025.

كما ينتشر الادعاء في بالتوازي مع نقاشات متكررة حول واقع البنية التحتية الرقمية في العراق ومستوى انتشار خدمة الإنترنت، لا سيما مع تزايد الشكاوى من ضعف الخدمة وارتفاع تكاليفها في عدد من المحافظات العراقية