زائف
تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصاً على منصة فيسبوك، خبراً بمزاعم أنَّ "وزير القائد" المقرب من زعيم "التيار الوطني الشيعي" مقتدى الصدر، عبر عن أمله بترشيح الأمين العام لمجلس الوزراء حميد الغزي لمنصب رئيس الوزراء القادم.
وأرفقت مصادر الادعاء صورة منشور بقالب يستخدمه في العادة "وزير الصدر" للرد على أسئلة أو التعليق على قضايا سياسية. وحصد الادعاء مئات التفاعلات في منشورات متعددة على منصّة فيسبوك.
التحقيق:بعد التحقيق من قبل فريق الفاحص، والبحث في الصفحات الرسمية للمدعو "صالح محمد العراقي - وزير القائد" على مواقع التواصل الاجتماعي، تبين أنَّه لم ينشر منشوراً مشابهاً ولم يعلق على خبر يتعلق بترشيح حميد الغزي لمنصب رئيس الوزراء القادم. فضلاً عن أن وسائل الإعلام المحلية -الرسمية وغير الرسمية- لم تنقل تصريحاً مشابهاً بهذا الخصوص عن أي مصدر صدري.
وبعد فحص الصورة المتداولة للادّعاء، تبين أنها مفبركة، إذ أنها عند مطابقتها مع منشورات سابقة لـ"وزير الصدر" تتضح عدة اختلافات عليها، ومنها نوع الخط المستخدم في كتابة الأرقام، والخط المستخدم في كتابة المنشور، والتي تختلف عما يستخدمه وزير الصدر في العادة.
وبالبحث عن أية أخبار حول وجود توافق على ترشيح حميد الغزي، لم نجد أي مصدر رسمي قد أعلن ذلك سواء من الإطار التنسيقي أو من تيار الصدر، بل على العكس، نفت مصادر في الإطار التنسيقي وآخر في "التيار الوطني الشيعي"، لوكالة شفق نيوز (محلية) صحة الخبر، وأوضحت أن "الأنباء التي تم تداولها حول التوصل إلى اتفاق نهائي بين القوى السياسية لتسمية حميد الغزي رئيساً لمجلس الوزراء المقبل غير صحيحة إطلاقاً، وما ينشر في بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لا يعدو كونه تكهنات أو تسريبات غير دقيقة".
بالإضافة إلى ذلك، قال عضو الإطار التنسيقي، عدي الخدران، في تصريح لمنصة "الجبال" (محلية)، يوم الخميس 9 تشرين الأول 2025: "ننفي بشكل قاطع ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بشأن وجود اتفاق نهائي أو ترشيح رسمي لحميد الغزي لتولي منصب رئيس مجلس الوزراء"، وأشار إلى أن "هذه الأنباء غير دقيقة ولا تستند إلى أي معطيات حقيقية".
وينتشر هذا الادعاء في سياق الجدل السياسي المتصاعد حول هوية المرشّح المحتمل لرئاسة الوزراء المقبلة في العراق، ومع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقرّرة في تشرين الثاني 2025، كما وتزامن انتشار الادعاء مع تزايد الحديث عن إمكانية عودة التيار الصدري إلى المشهد السياسي بعد قراره بمقاطعة الانتخابات، ومع ما يتردّد من تسريبات غير مؤكدة بشأن تقاربات بين بعض أطراف الإطار التنسيقي وشخصيات قريبة من التيار الصدري. ويبدو أن نشر هذا الادعاء جاء في هذا الإطار، كمحاولة لإيهام الرأي العام بوجود دعم أو تلميح من "وزير القائد" لترشيح حميد الغزي، الذي يُعد من الشخصيات الإدارية البارزة في الحكومة العراقية.
روابط التحقق: رابط1 - رابط2 #خليك_فاحص