دحض الإدعاء

 عقب هجوم إيراني بالصواريخ، فجر الخميس 19 يونيو 2025، استهدف مواقع في تل أبيب وبئر السبع، وأسفر عن أضرار كبيرة في مستشفى سوروكا، تبنى مسؤولون في جيش الاحتلال حملة دعائية تركز على اتهام إيران باستهداف المنشآت المدنية؛ في محاولة لتضليل الرأي العام، وتبرئة سجل إسرائيل في قصف المستشفيات بقطاع غزة.

 في منشور مشترك نشره أدرعي، وحساب "كابتن أيلا"، رئيس قسم الإعلام العربي في جيش الاحتلال، وصفحة "إسرائيل تتكلم العربية"، وصف النظام الإيراني بـ الجبان"، وإطلاق صواريخه "باتجاه المنشآت متسائلًا: "هذا هو الإنجاز العسكري لخامنئي؟ استهداف مستشفيات؟ ترويع المرضى؟".

بينما تتحدث إسرائيل عن استهداف "المدنيين"، تشير بيانات الأمم المتحدة إلى مقتل أكثر من 30 ألف طفل وامرأة على الأقل في غزة، وتضرر وتدمير منشآت طبية وصحية، منذ أكتوبر 2023 وحتى يونيو 2025. 

 ومنذ تصعيدها ضد طهران فجر 13 يونيو 2025، استهدف جيش الاحتلال بشكل مباشر أكثر من مستشفى، بينها مستشفى حكيم للأطفال بالعاصمة طهران، و الفارابي في محافظة كرمانشاه غرب إيران.

سجل إسرائيل في ضرب مستشفيات غزة 

عمد الاحتلال إلى تدمير البنية الطبية في غزة، وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن نحو 94% من مستشفيات غرة تضررت أو دمرت، ونصفها لم يعد يعمل، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

 حتى 11 يونيو 2025، بلغ إجمالي الهجوم الإسرائيلي على المنشآت الصحية في غزة 735 هجومًا، أسفر عن استشهاد 917 فلسطينيًا بفعل الهجمات، على المنشآت الطبية فقط، و1411 جريحًا، وتدمير 34 مستشفى من أصل 36 بالقطاع.

فيما ألحقت هجماته الضرر بـ 125 منشأة صحية، وتعرضت 188 سيارة إسعاف للضرر، بحسب بيانات نظام مراقبة الموارد والخدمات الصحية بمنظمة الصحة العالمية.

 وفقًا للجهاز المركزى للإحصاء الفلسطيني، قتلت إسرائيل  أكثر من 30 ألف طفل وامرأة على الأقل في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، ونحو 1400 من الكوادر الطبية و219 من العاملين في الصحافة، و 800 من الكوادر التعليمية.

بررت إسرائيل استهدافها للمستشفيات بحجة وجود نشاطات عسكرية داخلها أو بالقرب منها، مدعية أن حركة حماس استخدمت المستشفيات مخازنًا للأسلحة، أو وجود أنفاق أسفل المستشفيات تدار منها الهجمات ضد إسرائيل. 

على سبيل المثال، يُظهر قصف المستشفيات تناقضات المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، إذ يندد بقصف مستشفى سوروكا، بينما سبق له تبرير الهجوم على مستشفى الشفاء، بدعوى وجود "بنى تحتية إرهابية ووسائل قتالية" في محيطها.

 المستشفى الإسرائيلي يقع قرب منطقة عسكرية

يعد مستشفى سوروكا مركزًا طبيًا لحالات الطوارئ العسكرية، ويقع في نطاق منطقة عسكرية إسرائيلية.

 في حديثه عقب استهداف المركز الطبي سوروكا، قال وزير الصحة الإسرائيلي أورييل بوسو، إن "الصاروخ الذي أطلق على المركز الطبي سوروكا هو عمل إرهابي ويتجاوز الخط الأحمر".

 ونفى جيش الاحتلال في بيان له بالفارسية الرواية الإيرانية بأن الهجوم استهدف قاعدة استخباراتية أو وجود معدات عسكرية أسفل المستشفى، إلا أن البيانات الجغرافية تظهر أن المستشفى يقع ضمن نطاق منطقة عسكرية بالفعل.

 تكشف قياسات جغرافية قام بها فريق عمل #متصدقش، أن المستشفى الطبي يقع على بعد 1.5 كيلو متر من مركز جاف يام؛ وهو حديقة تكنولوجية متقدمة تقع في مدينة بئر السبع، وتعد مركزًا للأمن السيبراني.

يعرف موقع الحديقة التكنولوجية نفسه، بأنه المركز الأكثر بحثًا وتطورًا في إسرائيل ويقع بجوار حرم جامعة بن جوريون، وفرع C4i الاستخباراتي التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي في بئر السبع.

بالإضافة لذلك، يقع المستشفى في نطاق القيادة الجنوبية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة بئر السبع، والتي تقع على مسافة 2.2 كيلو متر فقط.

تتولى القاعدة وفق موقعها الرسمي، مسؤولية كل الوحدات المتمركزة في مناطق العربة والنقب وإيلات، كما تخضع المعابر مع قطاع غزة أيضًا لسلطتها. 

 إلى جانب موقع القيادة الجنوبية، تشير صحيفة تايمز أوف إسرائيل، إلى أن هناك قاعدة عسكرية قيد الإنشاء على بُعد ما يزيد عن كيلومتر واحد من المستشفى.