منذ بداية الهجوم الإسرائيلي على منشآت نووية ومواقع وقيادات عسكرية داخل إيران بتاريخ 13.6.2025، وما تبعه من تصعيد عسكري ورد إيراني بمئات الصواريخ والمسيرات، تداول رواد التواصل الاجتماعي مجموعة من المشاهد الخاطئة التي نُسبت لهذا التصعيد، نعرض لكم حقيقة أبرزها:
أولًا: مقطع فيديو لسقوط مجموعة من الصواريخ، أرفق بالوصف التالي: لحظة سقوط الدفعة الثانية من الصواريخ الإيرانية في تل أبيب".
تحقق مرصد كاشف من صحة مقطع الفيديو من خلال البحث باستخدام أداة "Google Images"، ووجد أنه قديم ورُبط بشكل خاطئ بالقصف الإيراني الأخير، فقد انتشر بتاريخ 1.10.2024 على أنه للقصف الإيراني حينها، وليس للقصف الأخير.
ثانيًا: صورة لحريق ضخم وسط مبان مع الادعاء أنه لآثار الصواريخ الإيرانية التي استهدفت الاحتلال.
من خلال التدقيق في الصورة المتداولة، تبين أنها غير حقيقية ومن إنتاج الذكاء الاصطناعي، فالصورة تظهر فيها مجموعة من العلامات التي تدل على ذلك، منها: الدخان الكثيف الذي بدا مصقولًا ومسطحًا، وظهور اللهب بشكل مبالغ فيه وغير متناسق مع انعكاس الإضاءة على المباني المحيطة، والتشوهات في هندسة المباني، مثل تداخل الحواف وزوايا غير منطقية.
وكما ودقق المرصد عن طريق أدوات فحص الصور المولدة بتقنية الذكاء الاصطناعي، ومن ضمنها أداة Hive Moderation، والتي أظهرت النتائج بأن الصورة مُولَّدة بالذكاء الاصطناعي بنسبة 31.9%.
ثالثًا: مقطع فيديو لدمار كبير وحرائق، أرفق بالادعاء التالي: "الوضع في تل أبيب مأساوي.. الأضرار كبيرة جداً وهناك تكتيم وتوجيه داخل إسرائيل بعدم نشر أضرار ضربة إيران".
وجد مرصد كاشف أن الفيديو قديم انتشر بتاريخ 1.2.2025 على أنه لحادثة سقوط طائرة في مدينة فيلادلفيا الأمريكية ولا علاقة له بالقصف الإيراني الأخير. فقد نشر حساب "mosafsaf" على منصة تيكتوك مقطع الفيديو بتاريخ 1.2.2025، مرفقًا بالوصف التالي: "تحطم طائرة أخرى في شارع كوتمان شمال شرق فيلادلفيا".
وأعلنت وسائل الإعلام بتاريخ 31\1\2025 عن تحطم طائرة إسعاف طبية من نوع “ليرجيت 55” في فيلادلفيا الأمريكية، وأسفرت الحادثة عن مقتل 6 أفراد من بينهم أربعة من أفراد الطاقم وطفل مريض ومرافق له.
رابعًا: صورة لطيّارة تم الادعاء أنها إسرائيلية تدعى "سارة أحرونوت" اعتقلت في إيران بعد سقوط طائرتها.
توصل مرصد كاشف إلى أن الصورة قديمة ولا علاقة لها بالتصعيد العسكري بين الاحتلال وإيران، فقد نشرها موقع "Diálogo Américas" بتاريخ 23.12.2021، وأوضح أنها تعود للملازم أول دانييلا فيغيروا شولز من البحرية التشيلية.
في حين ذكرت وسائل إعلام إيرانية تمكن الدفاعات الجوية الإيرانية من إسقاط مقاتلتين إسرائيليتين وأسر إحدى الطيّارين، فى حين نفى المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إسقاط مقاتلة إسرائيلية واعتقال الطيار.
خامسًا: مقطع فيديو لحطام في السماء تم تداوله على أنه للصواريخ الإيرانية التي استهدفت الاحتلال.
وجد مرصد كاشف أن الفيديو يعود لتحطم مركبة فضائية تابعة لشركة "سبيس إكس" ولا علاقة له بالقصف الإيراني الأخير، فقد انتشر بتاريخ 17.1.2025 عبر حساب "earthbestshots" على منصة انستغرام الذي أرفقه بالوصف التالي: "انفجرت مركبة ستارشيب التابعة لشركة "سبيس إكس" في الغلاف الجوي، وهذه هي بقاياها العائدة إلى الأرض!".
سادسًا: مقطع فيديو لتدمير مجموعة من المباني، وانتشار ركامها بشكل كبير مع الادعاء أنها في تل أبيب جراء القصف الإيراني، حيث أرفق المقطع بالنص التالي: "ليست غزه ولكن تل أبيب".
تحقق مرصد كاشف من صحة مقطع الفيديو من خلال البحث باستخدام أداة "Invid"، ووجد أنه قديم وأُنتج عبر إنتاج الذكاء الاصطناعي، فقد نشره حساب "3amelyonn" عبر منصة تيكتوك بتاريخ 28.5.2025، أي قبل بداية التصعيد العسكري بين الاحتلال وإيران بتاريخ 13.6.2025.
وبالتدقيق في الفيديو لاحظ مرصد كاشف مجموعة من العلامات التي تدل أنه من إنتاج الذكاء الاصطناعي منها: الأشكال المتناسقة لحطام المباني، والشكل غير الطبيعي لخزانات المياه على أسطح المباني. إضافة إلى ذلك تتبع المرصد حساب "3amelyonn" ووجد أن المقاطع التي ينشرها مولدة عبر الذكاء الاصطناعي، ويعرف نفسه على أنه بما يطلق عليه "مقاومة الذكاء الصناعي".
سابعًا مقطع فيديو لانفجار في السماء أرفق بالوصف التالي: "لحظة إسقاط طائرة اف35 بواسطة منظومات دفاعات الجوي الإيرانية".
وجد مرصد كاشف أن الفيديو يعود لاعتراض مسيرة في إصبع الجليل، حيث نشرته القناة 12 العبرية عبر حسابها على منصة "X" بتاريخ 14.6.2025، مرفقًا بالوصف التالي: "توثيق درامي: هكذا تم اعتراض الطائرة المسيرة في إصبع الجليل"، وأوضحت أنه من تصوير تومر نيجلي.
كما ونشره إيتاي بلومنتال المراسل العسكري للقناة 11 العبرية عبر حسابه على منصة "X" بذات التاريخ 14.6.2025، مرفقًا بالوصف التالي: "توثيق استثنائي لاعتراض طائرة مسيّرة إيرانية صباح اليوم في الشمال".
ونشرت الجزيرة المقطع عبر قناتها على منصة يوتيوب باليوم نفسه، مرفقًا بالعنوان التالي: "لبنان.. الجيش الإسرائيلي يعترض مسيرة في إصبع الجليل"، وأوضحت في وصف الفيديو أن مراسلها "أفاد بانفجار 3 صواريخ اعتراضية إسرائيلية في أجواء جنوب لبنان".
وبالتدقيق في الفيديو الأصلي، يُسمع صوت باللغة العبرية، يقول: "ها هي الطائرة المسيرة".
ثامنًا: صورة لانفجار ضخم مع الادعاء أنه لقصف إيراني على حيفا.
وجد مرصد كاشف أن الصورة نشرتها مجموعة من وسائل الإعلام من ضمنها الجزيرة والتلفزيون العربي في شهر تشرين الأول من عام 2024، وأوضحت أنها من تصوير وكالة رويترز، وتوثق غارة شنها جيش الاحتلال على الضاحية الجنوبية لبيروت.
تاسعًا: مقطع فيديو لانفجار ضخم، أرفق بالادعاء التالي: "سقوط قنبلة إيرانية ضخمة تسببت بتدمير مخازن أسلحة اسرائيلية في تل أبيب الليلة الماضية".
توصل مرصد كاشف إلى أن الفيديو يعود لانفجارات وقعت في منطقة صناعية في مدينة "تيانجين" شمال الصين عام 2015، ولا علاقة له بالتصعيد العسكري بين الاحتلال وإيران.
وانتشر الفيديو ضمن تقرير نشرته صحيفة "The Guardian" بتاريخ 2015.8.15 أفاد أن انفجارات وقعت في مدينة “تيانجين” الساحلية الصينية يوم الأربعاء 2015.8.14 في مكان تخزين المواد الكيميائية السامة والغاز، وأسفرت عن مقتل 55 شخصًا على الأقل، بما في ذلك رجال الإطفاء. وأضاف التقرير أن الانفجارات كانت ضخمة لدرجة أنه تم رؤيتها بواسطة الأقمار الصناعية في الفضاء.
عاشرًا: مقطع فيديو لأبراج قبل وبعد تدميرها، مع الادعاء أنها من تل أبيب نتيجة القصف الإيراني.
وجد مرصد كاشف أن الجزء الأول من مقطع الفيديو يعود لتصوير جوي من تل أبيب، كانت قد نشرته قناة الجزيرة الإنجليزية على منصة يوتيوب بتاريخ 4.12.2014. بينما الجزء الثاني الذي يُظهر دمارًا كبيرًا من إنتاج الذكاء الاصطناعي.
نشر حساب عامِليون "3amelyon" على منصة انستغرام مقطع الفيديو بتاريخ 14.6.2025، وهو حساب متخصص بنشر مقاطع فيديو مولدة بالذكاء الاصطناعي، ويعرف نفسه على أنه "مقاومة الذكاء الإصطناعي"، ويظهر شعاره أعلى يسار الفيديو المتداول.
بالتدقيق في الفيديو تُلاحظ مجموعة من العلامات التي تدل على أنه من إنتاج الذكاء الاصطناعي، منها: شكل الدمار الذي لحق بالأبراج، وشكل وحركة الدخان، إلى جانب حركة السيارات بجانب الأبراج، والبرج الرابع قريب من الأبراج الثالث المتبقية وهو مخالف للفيديو الأصلي.
أحد عشر: فيديو يظهر مجموعة من الأشخاص داخل حاوية قمامة، أرفق بالوصف التالي: "متداول : مستوطنون يختبئون داخل حاوية قمامة خوفاً من الصواريخ الإيرانية".
وجد مرصد كاشف أن مقطع الفيديو قديم، ولا علاقة له بالتصعيد العسكري بين الاحتلال وإيران، فقد نشرته مجموعة وكالات الأنباء والمنصات الإخبارية من ضمنها وكالة شهاب، ووكالة "سبوتنيك" بتاريخ 7.10.2023، وأوضحت أنه يعود "للجوء عدد من المستوطنين الإسرائيليين إلى الاختباء في حاويات القمامة بعد اقتحام عناصر من حماس لمستوطنات غلاف غزة".
لليوم الرابع على التوالي يتواصل التصعيد العسكري بين إيران والاحتلال الإسرائيلي والذي بدأ بتاريخ 13\6\2025، حيث شنّ الاحتلال غارات مكثفة ضمن عملية أطلق عليها اسم "الأسد الصاعد"، استهدف خلالها منشآت نووية ومواقع وقيادات عسكرية داخل إيران. في المقابل ردّت إيران بإطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة التي استهدفت مناطق في عمق الاحتلال، وأسفر هذا التصعيد عن مئات القتلى والإصابات، في وقت لا تزال المواجهات والتهديدات المتبادلة مستمرة، وسط تحذيرات دولية من توسع رقعة الحرب.