مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

هل عمال ايرانيون ينثرون السم في الشوارع العراقية؟

هل عمال ايرانيون ينثرون السم في الشوارع العراقية؟
تتضمن (زائف- مفبرك- بوست غير صحيح- خبر غير صحيح- تصريح غير دقيق- تصريح كاذب- صورة مزيفة- مضلل- فيديو مضلل- بوست مضلل- خبر مضلل- عنوان مضلل)
SaheehNewsIraq

الكاتب

SaheehNewsIraq
نشرت صفحة على فيسبوك مقطعًا مصورًا يظهر عمالًا يلقون مادة بيضاء اللون في أحد الشوارع، مع تعليق: "عمال ايرانيين يشمرون السم بالشوارع العراقية حته يسوون امراض بالعراق". الحقائق الفيديو مضلل، إذ أنّ المقطع ليس من شوارع العراق، وسبق أن نشر ونسب إلى دول عدة، وهو يوثق عملية نثر الملح لمنع تكوّن الجليد على الشوارع والأرصفة مما يجعل القيادة أكثر أمانًا خلال فصل الشتاء، وهو أسلوب شائع تنفذه بلديات بعض الدول التي تشهد تساقط كميات كبيرة من الثلوج. ويظهر البحث العكسي، أنّ الفيديونشر قبل سنتين على منصة "يوتيوب" بعنوان "Jalan Ditaburi Garam Agar Tidak Tertutup Salju, Dampak Negatifnya Bisa Mengkorosi Plat Mobil". أي "رش الطرق بالملح لمنع تراكم الثلوج، وقد يؤدي ذلك إلى تآكل لوحات السيارات".[1] وقبل نحو شهر نشرته صفحات أجنبية على إنستغرام بعنوان "تمليح الطرق"، وتحدث عدد من المتفاعلين عن فائدة الملح في منع تكوين الجليد على الشوارع.[2] ويُعتبر رش الملح، إحدى الطرق الشائعة لمكافحة تراكم الجليد خلال الشتاء، وتعتمد هذه الممارسة على مبادئ كيميائية وفيزيائية دقيقة يمكن توضيحها كما يلي:[3] تعتمد فاعلية الملح في إذابة الجليد على ظاهرة "انخفاض نقطة التجمد" (Freezing-point depression)، والتي تحدث عند إضافة مادة مُذابة إلى سائل، مما يقلل درجة الحرارة التي يتجمد عندها السائل. في حالة الماء، تنخفض نقطة تجمده من 0°مئوية إلى قيم أدنى حسب تركيز المحلول الملحي. وعند إذابة الملح (كلوريد الصوديوم) في الماء، تنفصل أيونات الصوديوم (Na⁺) والكلوريد (Cl⁻) وتحيط بجزيئات الماء. هذا التفاعل يُعيق تكوين الروابط الهيدروجينية بين جزيئات الماء، والتي تُعد ضرورية لتشكيل البلورات الجليدية. نتيجة لذلك، يحتاج الماء إلى طاقة حرارية أقل (درجة حرارة أدنى) لتتحول إلى الحالة الصلبة. العلاقة بين التركيز ودرجة التجمد: محلول ملحي بنسبة 10%: يتجمد عند -6°مئوية. محلول ملحي بنسبة 20%: يتجمد عند -16°مئوية. مياه البحر (تركيز ملح ~3.5%): تتجمد عند -2°مئوية تقريبًا. العوامل المؤثرة في الفاعلية تفقد طريقة رش الملح فعاليتها إذا انخفضت درجة الحرارة عن الحدود التالية: ملح صخري (كلوريد الصوديوم): يفقد فعاليته عند درجات حرارة أقل من -9°مئوية. كلوريد الكالسيوم أو المغنيسيوم: يُستخدم في المناطق الأكثر برودة، حيث يُخفض نقطة التجمد إلى -32°مئوية. يُشترط وجود طبقة رقيقة من الماء على الطريق لبدء التفاعل الكيميائي. إذا كانت الأسطح جافة، لن يذوب الملح، ولن يُحدث التأثير المطلوب. لهذا تُعالج الطرق أحيانًا بمحلول ملحي مسبقًا قبل هطول الثلوج لتعزيز الفاعلية. تستخدم أنواع عدة من المركبات الملحية في هذه الطريقة، لكن لها أضرارًا أبرزها؛ تآكل الأسطح المعدنية للجسور والسيارات، والتراكم في التربة والمجاري المائية، ما يسبب اضطرابات بيئية. ويُستخدم نحو 60 مليون طن من الملح سنويًا لإزالة الجليد في الدول الباردة، وفقًا لتقارير البنك الدولي (2023)، ويتسبب في خسائر بقيمة 5 مليارات دولار سنويًا في الولايات المتحدة وحدها بسبب تآكل البنية التحتية. ومن البدائل المُقترحة ينصح باستخدام المواد الكاشطة (الرمل والحصى)، والتي تزيد من الاحتكاك على الطرق الجليدية، لكنها لا تذيب الجليد، وتتطلب تنظيفًا لاحقًا، وأنظمة التدفئة الأرضية، لكن تكلفتها مرتفعة، فضلاً عن السوائل الحيوية المصنوعة من مخلفات زراعية (مثل دبس السكر)، والتي تقلل الحاجة إلى الملح بنسبة 30%. وفي العراق عادة ما تستخدم بلديات كردستان هذه الطريقة في فصل الشتاء وخلال الأيام التي تسجل درجات حرارة ما دون الصفر.[4]