مجتمع التحقق العربيهو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها
تتضمن (زائف- مفبرك- بوست غير صحيح- خبر غير صحيح- تصريح غير دقيق- تصريح كاذب- صورة مزيفة- مضلل- فيديو مضلل- بوست مضلل- خبر مضلل- عنوان مضلل)
الكاتب
SaheehNewsIraq
nan
خلال مقابلة تلفزيونية[*]، انتقدت رئيس حركة إرادة النائب حنان الفتلاوي، ما وصفته بـ "فوبيا" القوى السياسية من رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، وأكّدت أنّ محاولات تغيير قانون الانتخابات تهدف إلى تحجيم النتائج المتوقعة للسوداني، كما دافعت عن المشاريع التي شهدها العراق خلال فترة حكومته.
وفي سياق هذه التصريحات أدلت الفتلاوي بمعلومات غير دقيقة ومضللة تتعلق بمقارنة السوداني مع رؤساء الوزراء السابقين، وحجم الأموال المخصصة لحكومته، وكما يلي:
الأحجام الانتخابية:
قالت رئيس حركة إرادة حنان الفتلاوي: "هسة بس السوداني ما عنده كتلة، العبادي بـ 4000 صوت صار رئيس وزراء، كاظمي ولا ربع صوت ولا ربع كرسي عنده وصار رئيس وزراء، عادل عبد المهدي ما عنده مقاعد وصار رئيس وزراء".
الحقائق
التصريح غير دقيق، إذ أنّ رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي حصل عدد أصوات أكبر من الرقم الذي صرحت به الفتلاوي.
وبمراجعة نتائج انتخابات عام 2014، نجد أنّ عدد الأصوات التي حصل عليها حيدر العبادي، والتي اصبح بعدها رئيسًا للوزراء، كانت 5151 صوتًا في بغداد.[1]
بالمقابل، منحت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، إجازة تأسيس لـ "تيار الفراتين" الذي يترأسه رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني، في 9 كانون الثاني يناير 2021.[1]
وخاض السوداني الانتخابات التشريعية في 2021، عن بغداد - الرصافة، ضمن الدائرة السابعة، وفاز بعضوية مجلس النواب بمجموع أصوات بلغ 5333 صوتًا.[2]
وقال السوداني في حينها، إنّ "فوزنا بالانتخابات وتوفيقنا ما جاء إلا بثقة أبناء هذه الدائرة ومساندتكم وهو يمثل لنا مسؤولية مضافة"، وتعهد بأن يكون "الصوت المعبر لأبناء دائرته"، كما تعهد بـ "السعي لخدمة العراقيين جميعًا لما فيه الخير والازدهار للعراق والعراقيين".[3]
وحين تولى السوداني رئاسة الوزراء، وحددت أول انتخابات خلال فترة رئاسته، قرر "تيار الفراتين" عدم مشاركته في انتخابات مجالس المحافظات، وأشار إلى أنّه "اختار خلال هذه المرحلة أن يتفرغ للعمل الجماهيري النوعي، ويركز جهوده على دعم المسارات الإصلاحية والتصحيحية والأولويات الخدمية التي اختطها البرنامج الحكومي".[4]
السوداني حاز أكبر موازنة في تاريخ العراق
قالت الفتلاوي: "سويلي مقارنات بين الموازنات السابقة والحالية، كانت الفلوس بوكت (الكاظمي)، أكثر من الفلوس الموجودة حاليًا (في فترة السوداني)".
الحقائق:
التصريح مضلل، إذ أنّ حجم الموازنات خلال فترة حكومة محمد شياع السوداني هي الأضخم بالمقارنة مع جميع الحكومات السابقة، كما تعتبر فترة حكومة السوداني شهدت أعلى معدل طباعة للعملة ضمن محاولات سد العجز النقدي.
ومنح البرلمان العراقي الثقة لحكومة مصطفى الكاظمي في 6 آيار مايو من عام 2020، فيما سلم الأخير السلطة إلى محمد شياع السوداني في 27 تشرين الأول أكتوبر 2022، أي أن حكومة الكاظمي استمرت سنتين وخمسة أشهر (29 شهرًا).[5]
وعملت حكومة الكاظمي دون موازنة مالية لحين إقرار قانون الموازنة نهاية شهر آذار من عام 2021، أي بعد نحو 11 شهرًا من استلام الحكومة، وبلغ حجمها 130 تريليون دينار عراقي (89.65 مليار دولار).[6]
كما أنّ العام الأخير من حكومة الكاظمي (2022)، لم يشهد إقرار موازنة مالية لأسباب سياسية، لكن البرلمان صوت على قانون "الدعم الطارئ" الذي يهدف إلى تشريع مدفوعات طارئة لا سيما في قطاع الكهرباء وتحقيق "الأمن الغذائي"، وبلغ حجم المبالغ المخصصة في القانون 25 تريليون دينار (نحو 17 مليار دولار)، خصصت منها 4 تريليونات دينار (نحو 2.7 مليار دولار) للكهرباء، بهدف "تسديد المديونية الخارجية وديون استيراد وشراء الغاز والطاقة".[7]
بالمقابل، شهدت فترة حكومة السوداني إقرار أضخم موازنة في تاريخ البلاد، متمثلة بالموازنة الاستثنائية الثلاثية (2023 - 2024 - 2025)، التي أقرها البرلمان في حزيران يونيو 2023. وبلغ حجم موازنة العام الأول منها 197 تريليونًا و828 مليار دينار عراقي (نحو 152.2 مليار دولار).[8]
فيما تكشف جداول الموازنة لعام 2024 عن ارتفاع حجم الموازنة إلى 211 تريليون دينار، وهي أعلى موازنة مسجلة في تاريخ البلاد، أي أن حجم الأموال في فترة السوداني أكثر بكثير من فترة سلفه مصطفى الكاظمي.[9]
حكومة السوداني الأعلى بطباعة العملة[10]
كما أنّ فترة حكومة السوداني شهدت قفزات غير مسبوقة لمعدلات طباعة العملة، بحسب ما وثقه "صحيح العراق" استنادًا إلى بيانات حكومية رسمية.
وتكشف هذه البيانات أنّ حكومة السوداني طبعت 21.799 تريليون دينار، خلال 21 شهرًا فقط (سنة و9 أشهر)، أي بمعدل 1.03 تريليون دينار شهريًا، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ الحكومات العراقية منذ 2003.
بالمقابل، بلغ حجم طباعة العملة خلال مدة 29 شهرًا تولى خلالها الكاظمي رئاسة الحكومة، 23.958 تريليون دينار فقط، بمعدل 826 مليار شهريًا.