مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

هل حدث استشهاد ضباط بالأمن الوطني بعامرية الفلوجة بسبب إرهابي قادم من السجون السورية؟

هل حدث استشهاد ضباط بالأمن الوطني بعامرية الفلوجة بسبب إرهابي قادم من السجون السورية؟
SaheehNewsIraq

الكاتب

SaheehNewsIraq
nan قال محمود الحياني، النائب عن كتلة بدر في مداخلة تلفزيونية: "اليوم شهداء اثنين ضباط بالأمن الوطني بعامرية الفلوجة استشهدوا، إرهابي اجة (أتى) من السجون السورية وطب للعراق.. شلون طب هذا والحدود مغلقة والجو مغلق، أكو ناس ما تقصر"، في إشارة إلى وجود "حاضنة إرهابية" في الفلوجة.[*] والتصريح مضلل، إذ أنّ المداهمة لم تستهدف مجموعة أفرج عنها من السجون السورية مؤخرًا بحسب البيان الرسمي، كما أنّ أحد المستهدفين كان داخل العراق منذ 2015 كما يظهر من بيانات حللها "صحيح العراق". ويوم الإثنين الماضي 9 كانون الأول ديسمبر، أعلن جهاز الأمن الوطني أنّ اثنين من ضباطه قتلا خلال "عملية نوعية بمحافظة الأنبار، بعد مداهمة أحد الأوكار الإرهابية والقضاء على عناصرها التي كانت تختبئ في المنزل"[1]، نافيًا في الوقت ذاته المعلومات التي جرى تداولها بالتزامن مع الحادثة عن أنّ المطلوبين ضمن "هذه المفرزة الإرهابية قدموا من الخارج"، في إشارة إلى سوريا، وقال في بيان رسمي إنّ "المفرزة كانت تحت رصد ومتابعة المفارز الاستخبارية منذ فترة طويلة، وما أُشيع حول قدومها من خارج الحدود هي أخبار عارية عن الصحة".[2] القصة الكاملة ووثق حساب على الانستغرام حمل اسم "mazen_alsaael" عملية مداهمة المنزل قبل مقتل صاحبه من قبل أفراد في جهاز الأمن الوطني، في بث مباشر عبر خاصية "الستوري".[3] وحصل "صحيح العراق" على نسخة من البث يتحفظ على نشرها، تظهر شخصًا مصابًا ملقى على الأرض مع بقع دماء حوله، وتسمع فيه أصوات بكاء أطفال، فيما يقول مصور البث إنّ "الشرطة قتلت شقيقه وتريد أن تقتله". وبمراجعة الحساب المذكور نجد صور الشخص الذي قتل في العملية ويدعى "مازن الصايل"، وهو شاب من أهالي الفلوجة في العشرينيات من العمر، وكان يمارس حياته بشكل طبيعي، حتى أنه دخل كربلاء لزيارة مرقد الإمام الحسين، في أب أغسطس 2018، أي بعد إعلان النصر على تنظيم داعش بعام، ولم تكن له صلات واضحة بالتنظيم بحسب ما تشير تعليقات بعض أصدقائه.[4] "صحيح العراق" حلل منشورات صاحب الحساب للفترة بين 2014 - 2017، أي ذروة نشاط تنظيم "داعش"، ووجد أنّ الشاب بدأ النشر في عام 2015، وكان في مدينة السليمانية خلال هذا العام رفقة بعض الأشخاص، وقد التقطوا صورًا في مواقع سياحية منها جبل أزمر وشلالات "أحمد أوه".[5] وفي عام 2016، نشر الحساب صورًا للشاب مع أصدقائه داخل قاعة لكمال الأجسام "جيم" في منطقة المنصور ببغداد[6]. وفي منتصف العام ذاته ظهر مع فرق جميعة الهلال الأحمر العراقية أثناء حملة لمساعدة النازحين في بغداد.[7] في الأثناء، تداولت حسابات أخرى صورًا للشاب بالزي العربي والسلاح واعتبرته "دليلًا على انتمائه لداعش"، وهي صور نشرها الصايل عبر حسابه في عام 2016، نفس العام الذي كان يتواجد فيه في بغداد ويعمل مع الهلال الأحمر، أي أنّ الصور لم تكن سرية ولا يمكن الجزم بحقيقتها.[8] وبالعودة إلى الواقعة، فإنّ المداهمة التي نفذتها قوة من جهاز الأمن الوطني لم تكن تستهدف الشاب بل "أحد أقربائه الذي يدعى جمعة الصايل"، بحسب ضابط في الجهاز تحدث إلى "صحيح العراق"، والذي كشف أنّ المداهمة لم "تفض إلى النتيجة المطلوبة حيث "قتل مازن الصايل مصور البث وشقيقه، لكن المطلوب جمعة هرب". ولم ينشر الجهاز المزيد من التفاصيل حول علاقة أصحاب المنزل بالمتهم المطلوب، واكتفى بوصفهم "مفرزة إرهابية"، فيما أكّد بعض المتفاعلين أنّ "مازن الصايل"، مصور البث "لم يكن إرهابيًا، لكن شقيقه كان ينتمي إلى تنظيم داعش، وكان تحت رصد ومراقبة الأمن الوطني، وعندما تم مداهمة المنزل لاعتقاله اشتبك هو وشقيقه وشخص آخر مع الأمن الوطني ما أدى لمقتلهما".[9] وكان رئيس جهاز الأمن الوطني أبو علي البصري، قد زار مجلس عزاء الضابطين اللذين راحا ضحية العملية، وأكّد "مواصلة العمل للقصاص من المتهمين".[10]