مجتمع التحقق العربي هو منظمة بحثية غير ربحية معنية بدراسة الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة باللغة العربية على الانترنت، وتقديم الحلول الرائدة والمبتكرة لرصدها

هل تم إيقاف برنامج أحمد ملا طلال على قناة UTV؟

هل تم إيقاف برنامج أحمد ملا طلال على قناة UTV؟
SaheehNewsIraq

الكاتب

SaheehNewsIraq
nan تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي معلومات نصها: "إيقاف برنامج احمد ملا طلال بقناة (utv) بعد حلقة ذكر فيها كلام عن استثناءات وكومشن متعلقة بشخصية تخص خميس الخنجر والقناة تمسح الحلقة مباشرة من مواقعها".[*] والتفاصيل المتداولة هنا مضللة، إذ لم تنه قناة "يو تي في" خدمات الإعلامي أحمد ملا طلال، لكنها واجهت ضغوطات من الفريق الحكومي المقرب من رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، إثر بث الحلقة الأخيرة عن التسريبات الصوتية المرتبطة بقضايا فساد تتعلق بمسؤولين بارزين، ما اضطرها إلى وقف البرنامج مؤقتًا. هذه المعلومات توصل إليها "صحيح العراق" عبر اثنين من كبار الموظفين في القناة، وأحد أفراد فريق برنامج "مع ملا طلال" الذي يقدمه ملا طلال. وتوقف البرنامج منذ يوم الأربعاء 27 تشرين الثاني نوفمبر الماضي، بعد بث حلقة بعنوان: "​​زلزال التسريبات لن يخدش زجاج النظام الفاسد!!"، على خلفية انتشار تسريب صوتي ينسب إلى يزن مشعان الجبوري، نجل السياسي المعروف مشعان الجبوري وأحد المقربين من السوداني. وأكّد عضو فريق برنامج "مع ملا طلال"، أنّ "التوقف مؤقت لمدة أسبوع واحد"، مبينًا أنّ البرنامج سيعود "ابتداءً من يوم الأحد المقبل 8 كانون الأول ديسمبر، بحسب ما ورد من إدارة القناة"، كما أكّد أنّ كلّ ما يشاع بخلاف ذلك "غير صحيح". ولم تدخل إدارة القناة في خلاف مع ملا طلال، بحسبه ما أشار إليه عضو فريقه، خاصة أنّ ملف الحلقة الأخيرة طرح بـ "علم إدارة القناة أساسًا"، على حد تعبيره، لكنه أكّد في ذات الوقت أنّ "الضغوطات التي تعرضت إليها إدارة القناة من قبل فريق مكتب رئيس الوزراء بعد الحلقة اضطرتها إلى رفعها من صفحة القناة على فيسبوك بعد جرى بثها بشكل مباشر[1] لكن أعيد نشرها عبر يوتيوب". وبالفعل يظهر من خلال البحث في صفحة القناة على يوتيوب، أنّ الحلقة موجودة بعنوان "زلـ.ـزال التسـ.ـريبات لن يخدش زجاج النظام الفاسـ.ـد!!| مع ملا طلال".[2] ذات التفاصيل أكّدها اثنين من موظفي قناة "يو تي في" تحدث إليهم صحيح العراق"، مؤكدين أنّ البرنامج سيعود بشكل طبيعي "قريبًا"، وأنّ كلّ المعلومات عن "طرد ملا طلال لا تستند إلى أي شيء واقعي". وفي مقدمة الحلقة، انتقد ملا طلال النظام السياسي ورئاسة الوزراء، وقال إنّ "اللافت في كل التسريبات تأخذنا بخيط مرة عدل ومرة متعرج شويه لكن بالنهاية هذا الخيط ياخذك لرئاسة الوزراء والحكومة"، وأضاف: "التسريبات في الدول المحترمة تهد الأنظمة وتبدل حكومات وممكن تقيل حتى برلمانات وتطلع تظاهرات بالشوارع لكن اللي جاي يصير هو حرب بالتسريبات لأنه التسريبات ما جاي تكشف فضائح يمكن تداركها بل تكشف عن وجه النظام القبيح". وبحسب أحد موظفي القناة، فإنّ هذا الجزء من الحلقة، أو مقدمة البرنامج بشكل عام، أثارت استياء وغضب الحكومة، تحديدًا مكتب رئيس الوزراء "الذي أزعجه الأمر جدًا"، بحسب تعبيره، ما ولد ضغطًا على إدارة القناة اضطرت معه إلى حذف رابط البث المباشر في فيسبوك، ونشرها مرة أخرى عبر يوتيوب لكن بعد المونتاج. فيما يلاحظ أن الإعلامي أحمد ملا طلال، قام باقتطاع مقدمة البرنامج وأعاد نشرها على صفحته في فيسبوك.[3] وتأتي الحلقة مدار الجدل، على خلفية تسريب صوتي كان بطله الأمين العام لحزب الوطن يزن مشعان الجبوري، نجل السياسي المثير للجدل مشعان الجبوري، والذي بات أحد المقربين من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني. ويتضمن التسجيل مطالبات بصوت الجبوري الابن، بصفقات مالية وأعمال تجارية وعمولات مالية مقابل تمرير عقود، كما يطالب بـ "حصة لرئيس الوزراء في تلك العمولات".[4] ونفى الجبوري صحة التسريب الصوتي المتداول، وأعلن استعداده للتحقيق والمثول أمام القضاء، لفحص بصمته الصوتية ومعرفة مدى تطابقها مع ما هو متداول.[5] ورغم النفي، فقد أصدر القضاء العراقي أمرًا بتوقيف يزن مشعان الجبوري، على خلفية تسجيل صوتي مُسرّب له، بحسب مصدر قضائي تحدث لوسائل إعلام محلية، ولا يزال بحسب تلك المصادر في السجن.[6] كما أكد النائب مصطفى جبار سند، خبر التوقيف، وقال في منشور على فيسبوك، إن "القاضي ضياء جعفر أوقف يزن مشعان الجبوري بعد مطابقة التسريب لصوته في الأدلة الجنائية".[7] ويعتبر تسريب الجبوري هو رابع تسريب صوتي يظهر خلال الأيام القليلة الماضية يتعلق بمسؤولين كبار، أبرزهم رئيس هيئة مستشارين رئيس الوزراء عبد الكريم فيصل، ورئيس هيئة النزاهة السابق حيدر حنون، الذي أعفى من منصبه الشهر الماضي وعين مستشارًا في وزارة العدل، ورئيس هيئة الضرائب علي وعد علاوي الذي أوقف عن العمل لمدة 60 يومًا ويخضع للتحقيق الآن، فيما لم يبت القضاء حتى الآن في هذه التسريبات بعد أنّ أعلن فتح تحقيقات بشأنها.[8] وبالعودة إلى قناة "يو تي في" الفضائية، فإنّها تمول من رئيس تحالف السيادة خميس الخنجر، ويديرها نجله سرمد خميس الخنجر، بحسب لقاء سابق[9] استضاف فيه ملا طلال، الخنجر الأب، وعرفه بصفته الممول الرسمي للقناة. وتربط الخنجر علاقة ودية مع رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، بحسب البيانات والتصريحات التي يدلي بها الخنجر وحللها "صحيح العراق"، وهو ما يفسر سبب استجابة إدارة القناة لحذف رابط البث المباشر لحلقة ملا طلال الأخيرة، والتي اعتبرت مقدمتها هجومية ضد السوداني.[10]