nan منذ إعلان قرعة المرحلة الحاسمة من تصفيات كأس العالم، تعيش الجماهير العراقية أجواءً من التفاؤل بالنظر إلى المجموعة السهلة نسبيًا بعيدًا عن منتخبات مثلت عقدة سابقة في طريق المنتخب العراقي إلى المونديال، منها قطر وأوزبكستان وإيران، فضلاً عن التطور الملحوظ في مستوى أسود الرافدين، وميزة اللعب في البصرة بين الجماهير العراقية والتي خسرها المنتخب الوطني منذ سنوات طويلة. لكن أحاديث موقف الاتحاد الكوري من اللعب في العراق عكرت هذه الأجواء، إذ ما يزال قرار كوريا الجنوبية الذي يحظر سفر مواطنيها إلى العراق ساريًا منذ عام 2007، بناءً على تمدد سنوي الحظر، الأمر الذي قد يدفع اتحاد الكرة إلى منع المنتخب العراقي من لعب مبارياته على ملعب البصرة ويجبره على اختيار ملعب آخر خارج العراق. فريق "صحيح العراق" يوضح في هذا التقرير معلومات أساسية عن الحظر الكوري بالنسبة للسفر إلى العراق، ويستشرف التبعات المحتملة للقرار بالاستناد إلى معلومات خبير في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. قرار الحظر وبحسب الموقع الرسمي للسفارة الكورية الجنوبية في العراق، يحظر على المواطنين الكوريين السفر للعراق منذ عام 2007، ويتم تجديد الحظر بشكل دوري، إذ صدر آخر تمديد للحظر نهاية كانون الثاني يناير 2024، ويستمر حتى 31 تموز يوليو 2024. وتعزو الخارجية الكورية سبب الحظر إلى "الوضع السياسي وعدم الاستقرار الأمني ​​وخطر الإرهاب الذي ما يزال قائمًا ومن المرجح أن يستمر حفاظًا على سلامة المواطنين الكوريين".[1] ومن المقرر أن يلاعب العراق كوريا في 15 تشرين الأول أكتوبر 2024، في كوريا، وفي 5 حزيران يونيو 2025، في ملعب البصرة.[2] وتتفوق كوريا على العراق، في سجلها التاريخي بـ9 انتصارات و12 تعادلا وخسارتين، كما تتقدم على الأردن بـ3 انتصارات و3 تعادلات وخسارة واحدة، ولم يتخلفوا أبدًا في المواجهات مع عمان بـ 4 انتصارات وخسارة واحدة، وفوز واحد على فلسطين، ومع الكويت فازت كوريا 12 مرة وتعادلت 4 مرات، وخسرت 8 مرات.[3] إمكانية سفر الكوريين إلى العراق وتشدد السفارة الكورية في العراق، أنّ السفر إلى الأراضي العراقية غير ممكن إلا في ظل ظروف خاصة واستثنائية، من خلال الحصول على إذن مسبق من الحكومة. ويكون الحصول على الإذن المسبق من وزير الخارجية فقط في حالات خاصة، أو لا يمكن تجنبها مثل الإبلاغ عن المصلحة العامة، والأسباب الإنسانية العاجلة، والأنشطة التجارية، والواجبات الرسمية، وإلا فإنّ المخالف بزيارة العراق دون إذن من وزارة الخارجية قد يتعرض للسجن لمدة تصل إلى عام واحد أو غرامة تصل إلى 10 ملايين وون.[4] كوريا قد لا تلعب في البصرة ومع أن الحديث ما يزال مبكرًا بشأن الموقف الرسمي الكوري من المباراة المقررة أمام العراق على ملعب البصرة، تداولت صفحات رياضية معلومات منسوبة إلى الصحافة الكورية عن إمكانية طلب نقل المباراة إلى مكان آخر خارج العراق.[5] هل تستطيع كوريا رفض اللعب في العراق؟ وهنا يقول الخبير العراقي في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم شامل كامل لـ "صحيح العراق"، إنّ "قرار عدم اللعب داخل العراق محصور باللجنة الخاصة بتصفيات كأس العالم لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم، والتي لم تمانع إجراء مباريات تصفيات كأس العالم في مرحلتها الأخيرة على ملعب البصرة". وستمنع اللجنة اللعب في البصرة، فقط في حال استجد جديد أو حصلت على أدلة تؤكد عدم أهلية العراق لاستضافة المباريات الدولية، والكلام للخبير كامل، والذي بيّن في ذات الوقت أنّ الفيفا "لا يمكن أن يصدر قرارًا باختيار ملعب بديل عن البصرة لمباراة كوريا فقط، بل أن قرار منع اللعب يشمل جميع المباريات الدولية في حال صدر، وهو أمر مستبعد". دول عربية قد تتدخل! وأبدى كامل تفاؤلاً بإجراء مباريات التصفيات على ملعب البصرة، دون أن يستبعد "تحرك بعض الدول العربية في المجموعة، من أجل منع اللعب في ملعب البصرة، من خلال تقديم أدلة جديدة للفيفا". "كراج حويدر" وردود الأفعال وتأتي هذه الأحاديث غير المطمئنة لتكسر تفاؤل الجماهير العراقية التي توعدت المنتخبات المنافسة في المجموعة بأجواء صعبة من حيث مستوى التشجيع والحضور، وقالت إنّ ملعب البصرة سيكون "كراج حويدر"، الموقع المرعب في مسلسل "عالم الست وهيبة"، والذي لا يخرج القادمون إليه إلاّ بالهزيمة.[6] ورداً على الجماهير العراقية، أطلقت الجماهير الكويتية، تسمية “كراج صويلح”، على ملعب جابر الأحمد الصباح، بعد يوم واحد من إطلاق تسمية “كراج حويدر” على ملعب البصرة الدولي، الأمر الذي خلق منافسة شديدة بين منتخبات المجموعة والتي تضم 5 منتخبات عربية (العراق الأردن عمان فلسطين الكويت) إلى جانب كوريا الجنوبية.[7] وسبق لفريق "صحيح العراق" أن أعد تقريرًا مفصل عن منتخبات المجموعة الثانية في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم، يوضح فيه حظوظ كل منتخب، بالاستناد إلى تاريخ المواجهات، وتوقيتات المباريات المقبلة.[8]